السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إصدار منتج جديد··قرار صعب جداً

29 أكتوبر 2007 01:45
مع بداية الثورة الصناعية كانت الأسواق بكراً، وكان المستهلكون يتلهفون لشراء المنتجات الجديدة، لذا كانت دورة إصدار المنتجات الجديدة تبدأ من ذهن المنتج أو رجل الأعمال لأن احتمالات نجاح المنتجات الجديدة كانت كبيرة، إذ كان إصدار المنتجات يتم في خطوتين وهما: تصميم المنتجين ورجال الأعمال المنتجات والخدمات، والثانية طرح المنتجات في الأسواق فيشتريها المستهلكون· وشيئاً فشيئاً تغيرت الأحوال وبدأت الأسواق تتشبع بالمنتجات وبدأ المنتجون يتزاحمون ويتنافسون، فصار الفشل مصير كثير من المنتجات الجديدة· ووصلت الأسواق في عصرنا الحالي إلى درجة خطيرة من التشبع، لدرجة أن قرار إصدار منتجات جديدة لم يعد بيد المنتجين، بل بيد المستهلكين· لذا بدأت المؤسسات تحرص على نقل مسؤولية اتخاذ قرر بإصدار منتجات جديدة إلى المستهلكين، لتأمين حد أدنى من الطلب على المنتجات الجديدة قبل إصدارها حيث كانت تجارب الفشل الماضية قاسية ومكلفة· لقد تعقدت عملية إصدار المنتجات، ووصلت إلى أربع خطوات، تتمثل الخطوة الأولى منها في تصميم خبراء التسويق بحوثهم الميدانية لفهم آراء المستهلكين وقراءة سلوكهم المحتمل في حالة إصدار سلعة جديدة أو إجراء تعديلات على سلعة قائمة، تليها ترجمة المعلومات الواردة في البحوث التسويقية إلى خطط وتصميمات للإنتاج، ثم طرح المنتجات في الأسواق، وأخيراً وليس آخراً دراسة رد فعل المستهلكين من خلال المزيد من البحوث والاستبيانات، أي تعود الدورة مرة أخرى إلى الخطوة الأولى· هذا هو حال التسويق اليوم، فالمسوقون يرون المنتجات على غير ما يراها العملاء دون أن يصل أي منهم إلى رؤية الآخر، وهذا ما يمكن أن يطلق عليه الوهم البصري حيث نفس المعلومات التي تدخل عقولنا نحن كمستهلكين تخرج بنتائج مختلفة وأحياناً متضاربة لدى المنتجين· لقد انتهى عهد التسويق الواثق من قدرته على فهم ما يريده العملاء· وأصبح التسويق بحاجة إلى مساندة العلوم الأخرى مثل الفلسفة وعلم النفس وعلم الإنسان· والشركات الكبرى اليوم لا تعتمد على المسوقين في تصميم منتجاتها، بل تستعين بخبراء في التشريح والطب النفسي والأنثربولوجيا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©