إنهاء خدمات موظف جيد ·· لماذا ؟!

أشارت صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' إلى مشكلة يعاني منها مدير يشرف على فريق عمل يضم 20 شخصاً في شركة ناجحة، جميع هؤلاء الأشخاص يجيدون فن التعامل معه ومع بعضهم البعض ما عدا واحد منهم يسبب له الضيق والإزعاج بسبب افتقاره لفن التعامل مع مديره ومع زملائه، وهنالك شيء ما يتعلق بالطريقة التي يجلس بها على مكتبه، كما أنه يراوغ في الرد على الأسئلة، أما من ناحية عمله فهو ممتاز من الدرجة الأولى· ويستطرد المدير في مشكلته، مشيراً إلى تحول الأمر إلى مسألة كراهية شخصية، نعم هكذا أصبح الأمر دون مبالغة، وهذا ما قد يؤدي إلى تدمير الفريق وبالتالي انهيار العمل، والسؤال هو: هل يجب التخلص من هذا الموظف رغم أنه يؤدي عمله بطريقة جيدة؟ والإجابة هي ما ذكرتها الكاتبة الصحفية لاوسي كيلاوي عندما هنأت أولاً المدير على أمانته، فبدلاً من أن ينتابه الشعور بالذنب من كراهيته لذلك الموظف، فإنه اعترف بقدراته ويسعى جاهداً لمعالجة كراهيته له· وتشير الكاتبة إلى أن معظم المديرين الذين يجدون أنفسهم مسؤولين عن موظف ما لا يمكنهم احتماله يلجأون إلى أساليب ماكرة للتخلص منه ومن ثم الاستغناء عن خدماته دون تردد، وقد يقوم البعض بالاستخفاف المستمر بمهارات مثل ذلك الموظف حتى يزعزع ثقته بنفسه وشيئاً فشيئاً نجد أنه يعجز عن إنجاز الأعمال الموكلة إليه حتى يصبح الفشل عنوانا له· وبالعودة إلى مشكلة المدير ينظر إلى أن الشعور بالضيق والغضب الذي يلازمه أمر طبيعي· كما أن الذكاء الوجداني أمر بالغ الأهمية في أي عمل وفي أي شركة في أنحاء العالم، ولابد للموظف الذي يسعى للتميز أن يتحلى بهذا الذكاء، وللأسف فإن ذلك الموظف يفتقر لهذا الأمر، مما أسفر عن تصرفات غير مقبولة لدى الإدارة ولدى زملائه أيضاً، والصعوبة التي تواجه المدير الآن في أن الاستغناء عن شخص لمجرد أنه لا يجيد فن الحديث أو أن طريقته في الجلوس لا تعجب غيره ليست في الحقيقة سبباً للاستغناء عن خدماته، وذلك يعني أن عليك أن تتحمله، ولا بأس في الأمر أن يقوم المدير بنقل ذلك الموظف إلى قسم آخر من أقسام الشركة، فإذا كان هذا الأمر صعباً لطبيعة عمل القسم والشركة فإنه يمكن إيجاد مكان آخر يجلس فيه حتى يكون بعيداً نوعا ما، ويستطيع فيه أن ينكب على عمله ويستطيع المدير أن يشعر بالامتنان والتقدير لمجهوداته دون حدوث تواصل بصري وسمعي دائم·