فاكهة العالم وزهوره

على الرغم من كل الأزمات.. وعلى الرغم من كل المصائب والأخبار السيئة التي نسمعها كل يوم وتنقلها الصحف ومحطات التليفزيون، لا يزال في هذا العالم شيء جميل اسمه السياحة، فهي فاكهة هذا العالم وزهوره، في عالم لم يعد فيه الكثير من الأزهار أو الثمار. لا تزال السياحة ترسم البهجة والابتسامة على وجوه البشر، فالابتسامة هي عنوان السياحة وهي الكلمة التي تقرب البشر وتجعلهم يتقاربون ويتعارفون ويتنافسون بشرف، المنافسة في عالم السياحة لا تخضع إلى الحسابات السياسية الملتوية، ولكنها تخضع إلى قواعد المعرفة والعلم والتخطيط، والأفضلية لمن يعمل ويجتهد. وهذه الحال الجميلة في العالم الجميل شعرت بها بقوة أثناء حضوري معرض السياحة والسفر في برلين – بورصة برلين- أحد أكبر معارض السياحة في العالم، شعرت أنه يمكن تحقيق الانتصارات، وأن الإنجازات ممكنة لكل وجهة سياحية، ويبدو أن هذا هو ما أدركته صناعة السياحة في الإمارات التي كان حالها في بورصة برلين يبعث على الفرح والسعادة، فعلى الرغم من الأزمات العالمية، وأخبار التعثرات التي تتوالى من هنا وهناك، وانخفاض أعداد السياح في العالم، وإفلاس شركات الطيران الكبرى، تستمر صناعة السياحة الإماراتية في طريقها، وتستمر في تحقيق الإنجازات والانتصارات، وتستمر في حصد الجوائز، والحصول على احترام الجميع. كان جناح أبوظبي بحجمه وزخمه وما يقدمه أحد أهم الأجنحة في المعرض الذي يضم أكبر دول العالم السياحية، كان حجم الحركة والعمل داخل الجناح أكبر كثيراً مما توقعناه، وعدد العارضين أكبر من كل عام، ويتزايد بشكل مستمر، مما استدعى زيادة مساحة الجناح. مشروعات المستقبل كانت حاضرة بقوة، وكانت محط إعجاب الزوار، وهي تدل على أن مستقبل هذا العالم الجميل في الإمارات سوف يسير من أفضل إلى أفضل، وأن الأجيال الجديدة سوف تحصد ما نزرعه الآن من ثمار السلام والمحبة والتآلف والتقارب بين العالم وحضارات العالم، وهو أفضل كثيراً من أن ننشغل بالمهاترات والصراعات التي ثبت مع الزمن أنها لا طائل منها، والسياحة هي صناعة السلام، وصناعة الرقي والتحضر، وهي صناعة لن يدخل إليها من يفوت أسباب العلم والتقدم في كل مناحي الحياة. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية