الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عودة الروح بـ خماسية فيتنام

عودة الروح بـ خماسية فيتنام
30 أكتوبر 2007 01:08
عادت الثقة من جديد لمنتخبنا الوطني بعد فوزه الكبير أمس الأول على فيتنام بخماسية بيضاء في اياب الدور الأول من تصفيات المونديال، واجتاز الحاجز النفسي الذي ظل يؤرقه طوال ثلاثة أشهر كاملة، بعد ان ظن الجميع ان ثوار فيتنام يشكلون ضغطا نفسيا رهيبا على لاعبينا طوال هذه المدة ومنذ خسارتنا أمامهم في نهائيات أمم آسيا الماضية، ولم يكن الأمر كذلك بكل تأكيد، لأن هناك فارقا مازال كبيرا بين الكرتين الإماراتية والفيتنامية رغم اعترافنا ان ''المستديرة'' ليس لها كبير· وعادت لمنتخبنا الروح من جديد وقدرته على احراز المزيد من الأهداف في شباك المنافسين حتى لو كانوا اقل منه كثيرا في المستوى بعد ان صام عن ذلك لأكثر من 7 سنوات لم يستطع خلالها تحقيق فوز برقم قياسي من الأهداف منذ ان حقق الفوز على بروناي 12/صفر عام 2001 في تصفيات مونديال كوريا واليابان· وخرج جمهور الكرة الإماراتية من استاد محمد بن زايد سعيدا بالفوز الكبير لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها التأهل الى مرحلة دوري المجموعات في التصفيات المونديالية واجتياز الحاجز النفسي الذي سببه الفريق الفيتنامي منذ انتهاء بطولة الأمم الآسيوية، وعودة الثقة للاعبين من جديد أمام جماهيرهم خاصة وان هذا اللقاء هو الأول الذي يلعبه منتخبنا الوطني على أرض الإمارات منذ ملحمة كأس الخليج الأخيرة، وظهور بوادر الثنائي مرعب جديد في خط هجوم الأبيض اسمه مطر والشحي على غرار الثنائي الخطير عدنان وزهير في حقبة التسعينات، وظهور نجوم جدد سيكون لهم شأن كبير مع الفريق في المستقبل القريب على رأسهم أحمد دادا وعامر مبارك · ولم تكن السعادة التي بدت على وجوه الجماهير مرجعها الفوز الكبير الذي حققه المنتخب فحسب ولكن للروح العالية التي أدى بها اللاعبون المباراة وحماسهم منقطع النظير الذي ظلوا عليه طوال المباراة حتى ان الهدفين الرابع والخامس جاءا والمباراة تلفظ أنفاسها الاخيرة· أداء الأبيض كان متوازنا طوال المباراة رغم انه لم يرتق إلى المستوى الفني المأمول في الشوط الأول الذي خرج متوسط المستوى وغلب عليه الحماس الزائد الذي طغى على النواحي الفنية، باستثناء بعض الهجمات التي قادها الفنان اسماعيل مطر بمعاونة الشحي ودادا واسفرت عن الهدفين الأول والثاني اللذين سجلهما مطر من قذيفة قوية مفاجئة وأحمد دادا من أجمل هجمة منظمة في هذا الشوط قادها دادا من البداية مرورا باسماعيل مطر الذي وضع الكرة بمهارة فائقة امام قدم دادا داخل الست ياردات مانحا اياه هدية لا ترد للتسجيل في الشباك الفيتنامية· في الشوط الأول ظهر الحماس كبيرا على لاعبينا في تحقيق الفوز واثبات ان الانتصار الذي حققه الفريق في لقاء الاياب لم يكن صدفة بل نتيجة فوارق كبيرة في المستوى بين الفريقين، وظهرت الرغبة واضحة على اللاعبين في عدم منح الفرصة للمنافس الذي يتميز بالسرعة في نقل الكرة والتحول من الدفاع الى الهجوم وبالعكس في فرض كلمته على الملعب منذ بداية اللقاء· وأيقن الجميع ان منتخبنا ومن البداية سيلعب بهذا الأداء المتوازن احتراماً للمنافس من جهة ورغبته القوية في تأكيد الفوز والتأهل للمرحلة الثانية من التصفيات المونديالية من جهة اخرى، وكان المستوى الفني ضحية الحماس الزائد للاعبين وبدا التسرع واضحاً عليهم في استعجال الفوز رغم ان الفريق لم يكن في حاجة اليه، خاصة وان الضغط النفسي الواقع على لاعبي المنافس كان أكبر وهو الذي كان في حاجة إلى ''التسرع'' أكثر من لاعبينا، ولم يكن منطقياً ان يجاريهم لاعبونا في ذلك، باستثناء اسماعيل مطر الذي لعب بهدوء كبير واستمتاع أكبر في ثقة منه ان الأهداف ستأتي لا محالة اذا تعامل باقي الزملاء مع الموقف بهدوء· ولعب فارق المهارات الفردية دوراً كبيراً في بسط نفوذ منتخبنا على المباراة والحد من طموحات لاعبي فيتنام في الوصول إلى شباك وليد سالم الذي لم يتهدد مرماه بأي هجمة خطيرة طوال هذا الشوط يمكن ان نشم منها رائحة الأهداف· والغريب ان منتخب فيتنام لعب بتحفظ مبالغ فيه رغم انه كان أكثر حاجة الى الانفتاح الهجومي والاتجاه أكثر نحو المرمى، واعتمد الفريق على دفاع المنطقة باغلاق جميع المنافذ المؤمنة الى مرماه ثم الانطلاق سريعاً في اتجاه مرمى وليد سالم ظناً منه ان فارق السرعة في صالحه سيحقق له المراد لكن خاب ظنهم لأن لاعبينا اذكياء ولعبوا بتوازن حفظ تماسك الفريق وتقارب خطوطه رغم التسرع الكبير الذي شاب الأداء· وظهر واضحا ان الفريق الفيتنامي الذي اعتمد على هذا الأسلوب لن يكن قادراً على اختراق صفوف منتخبنا بهذا الاسلوب لاسيما وان فارق المهارات الفردية لصالح لاعبينا لعب دوراً كبيراً في ترجيح كفة منتخبنا في النهاية· وباستثناء اللاعب فوفونج لم يظهر آخر بمستوى مهاري عال في صفوف منتخب فيتنام وكان هو اللاعب الوحيد الذي يملك المهارة الفردية العالية في الاستلام والتمرير والتحرك الايجابي داخل الملعب· وكان طبيعياً ان يكون للمهارة الفردية دور كبير في حسم نتيجة الشوط الأول الذي انتهى بهدفين، وساعدا كثيرا في بسط الهدوء والطمأنينة على لاعبينا في الشوط الثاني واحبط كثيرا من معنويات المنافس الذي أصبح مطالبا بتسجيل 4 أهداف ليضمن التأهل· وفي الشوط الثاني ظهرت الثقة أكبر على لاعبينا وزاد الانسجام بينهم واصبحت المباراة أكثر سهولة عنها في الشوط الأول، واندفع الجميع لأداء الدور الهجومي وخاصة حيدر يميناً وصالح عبيد يساراً وزادت السرعة نسبياً في نقل الهجمات، وكالعادة لعب اسماعيل مطر الدور البارز في إنهاء الهجمات بشكل صحيح بعد ان تقمص دور صانع الألعاب بخلاف دوره الأساسي كرأس حربة متقدم مهمته فقط احراز الأهداف، وساعدته كثيرا التحركات الايجابية للشحي ودادا وحيدر وعبيد وتحسن مستوى عامر مبارك وظهور نواف مبارك في الصورة بعد ان اختفى في الشوط الأول وسلم مهمة قيادة الهجمات لهلال سالم وقام هو فقط بالمتابعة، لكنه ايقن ان دوره الأساسي هو بناء الهجمات من الخلف والتقدم لمتابعتها مع زملائه وتحسن أداؤه كثيراً وشارك بايجابية في تهديد مرمى فيتنام وظل يطلق صواريخه الى ان استقرت احداها في الشباك مسجلا هدفا رابعا جميلا بعد ان سجل الشحي الهدف الثالث من هجمة منظمة رائعة قادها صالح عبيد الذي مرر كرة بينية خلف المدافعين لاسماعيل الذي احسن التصرف بسرعة ومرر عرضية الى الشحي الذي قبل هو الآخر الهدية وسدد برأسه داخل الشباك· وبدت المهمة سهلة للاعبينا الى حد كبير في هذا الشوط وارتفعت الروح المعنوية وقابله هبوط حاد في أداء لاعبي فيتنام واحباط شديد رغم ان الفريق ظل على كفاحه ''المقدر'' طوال الشوط الثاني وسنحت لهم فرصة واحدة للتسجيل أنقذها وليد ببراعة الى الكورنر من رأسية متقنة· وكان طبيعيا ان يمنح ميتسو الفرصة للثلاثي علي عباس وسيف محمد وسعيد الكاس لتجديد الدماء والحيوية في صفوف الفريق وأبلى الثلاثي بلاء حسنا وساهموا في زيادة السيطرة على مجريات اللقاء، واحرز الكاس هدفا خامسا من ركلة جزاء أنهى به مهرجان الأهداف· والمطلوب الآن هو استغلال هذا الفوز واستعادة الثقة في التجهيز والإعداد للمرحلة الأصعب من التصفيات والتسلح بالروح العالية التي كانت سمة أداء الفريق في لقاء امس الأول بغض النظر عن وجود فوارق فنية بين الفريقين حتى يحقق الأبيض طموحات الجماهير بالمنافسة القوية على بطاقات التأهل لمونديال جنوب افريقيا· الحماس الزائد طغى على النواحي الفنية في الشوط الأول اعتمد المدير الفني ميتسو على طريقة 3/5/2 في تنفيذ اسلوبه وفكره داخل الملعب وتولي ثنائي الدفاع بشير وراشد مهمة تأمين الخط الخلفي ورقابة من يتقدم من مهاجمي فيتنام، بمعاونة هلال سعيد الذي ادى دور قائد الدفاع وحلقة الوصل مع خط الوسط ومال احيانا الى القيام بمهمة صانع هجمات الفريق من الخط الخلفي والتي افسدها البطء الشديد في الحركة والتمرير والتحول من الدفاع الى الهجوم والعكس والسبب من الحماس الزائد طغى على النواحي الفنية وتسبب في نسيان اللاعبين للكثير من مهامهم الهجومية داخل الملعب· ولم يستطع لاعبو الوسط ايضا القيام بالدور الهجومي تحديدا كما يجب بسبب بقاء ظهيري الجنب حيدر وصالح عبيد تحديدا في منطقة المناورات وعدم قيامهما بالمساندة الهجومية اللازمة للمهاجمين في اغلب الهجمات ، وان كانت هناك محاولات هجومية فردية قام بها الثلاثي الموهوب مطر والشحي ودادا اعطت انطباعا ان الفريق قادر على التسجيل في أي وقت اذا تســــلح بالهدوء والتركيز وقيام لاعبي الوسط والـــظهيرين بأداء الواجب الهــــجومي كما يجب· الطلياني:بـ الخماسية اصطدنا 5 عصافير قال عدنان الطلياني عضو اللجنة الفنية باتحاد كرة القدم إن مباراة الابيض مع فيتنام أصابت خمسة عصافير بحجر واحد حيث تجاوزنا بها مرحلة مهمة من التصفيات ·· ووضعنا منتحب فيتنام الذي فاز علينا في البطولة الآسيوية في حجمه الطبيعي ·· وتجاوز بها لاعبو الوحدة الذين تألقوا أحزان الخروج من البطولة الآسيوية ·· وتأكد الجهاز الفني بقيادة ميتسو بانه يسير على الطريق الصحيح ·· وأن عملية الاحلال والتجديد التي أجراها بعد بطولة الخليج مرت بسلام وتم تجاوزها من خلال انضمام العناصر الجديدة المؤثرة واكتسابهم للخبرة المطلوبة· وأضاف: المطلوب في المرحلة المقبلة هو الاستمرار في مسيرة التقدم والتحسن والتركيز الأكثر في استيعاب ضغوط اللعب في الظروف الصعبة ·· وتحقيق المزيد من التفاهم والانسجام بما يساعد على الأداء بشكل جماعي منضبط دفاعيا وهجوميا· وعن المباراة قال ان الحذر كان عنوان الشوط الأول وبمجرد احراز الهدفين الأول والثاني تخلى الفريق الفيتنامي عن خطته الدفاعية مما ساهم في ارتفاع المستوى الفني في الشوط الثاني الذي كان افضل من الأول في كافة الأوجه بالنسبة للأبيض حيث تحركت فيه محاور اللعب بحرية أكثر وأتيحت لهم الفرص الكثيرة في التسجيل وبالفعل سجل الفريق 3 أهداف وأهدر 3 فرص أخرى· عبدالله حسن:التجمع المقبل 12 نوفمبر أكد عبدالله حسن مدير المنتخب أن مباراة فيتنام اعادتنا إلى أجواء بطولة الخليج وأن وجود اسماعيل مطر يساعد على اظهار النجوم في الفريق من خلال تمريراته الذكية لزملائه وهداياه التي يقدمها على اطباق من ذهب لهم· وأشاد حسن بمستوى المدافعين وهلال سعيد مؤكدا ان دور صالح عبيد في الفوز كان مهما للغاية لانه كان يفسد هجمات كثيرة لمنتخب فيتنام ويتحرك للامام دائما وهو الذي كانت تبدا الكرة من عنده في معظم الاهداف· وقال: الفوز الكبير يضاعف من مسؤولية الجهاز الفني واللاعبين في الحرص على تقديم الأفضل في المباريات المقبلة· وأضاف: التجمع المقبل للمنتخب سيكون في 12 نوفمبر المقبل بدبي وسوف يسافر الفريق بعده بيوم واحد إلى غانا للمشاركة في الدورة الودية الدولية ·· وأن تلك المشاركة تأتي في اطار مرحلة الاعداد والتأهيل للدخول في المرحلة الثالثة من التصفيات والهدف منها هو الاحتكاك بفرق افريقية قوية لا تقل في مستواها عن فرق المرحلة الثالثة خاصة انها تستعد للمشاركة في نهائيات بطولة الامم الافريقية التي ستستضيفها غانا أيضا في يناير المقبل· وأضاف: عنصر تميز الأبيض وتفوقه في مباراة فيتنام هو طريقته التي اصبحت محفوظه من اللاعبين والتي تعتمد على التحول السريع من الدفاع للهجوم من خلال البينيات الطولية من الوسط للمهاجمين المندفعين من الخلف للأمام· سالم سعيد: الأبيض أمتع جمهوره طوال الـ 90 دقيقة أشاد سالم سعيد سكرتير لجنة الحكام باتحاد الكرة بالأداء والنتيجة في مباراة فيتنام· وقال: الأبيض أمتع جمهوره وأنه على المستوى الشخصي استمتع بالمباراة التي بلغت قمة الاثارة في اللحظات الاخيرة التي شهدت احراز الهدفين الرابع والخامس ·· مشيرا إلى أن الفريق حقق المعادلة الصعبة بالحفاظ على مرماه نظيفا برغم سرعة الفريق المنافس وتسجيل 5 أهداف جميلة· واضاف: الدفاع الجيد هو الذي قاد الأبيض لتحقيق الفوز الكبير ولولا الحفاظ على الشباك نظيفه في الدقائق الأولى لتغير سيناريو المباراة خاصة أن التسجيل المبكر للفريق الفيتنامي كان سيرفع من روحه المعنوية ويدفعهم لتقديم الافضل· وعن المرحلة المقبلة قال: فريقنا تجاوز مرحلة مهمة وأصبح على مشارف المشاركة في المرحلة الاهم وهي التي تتطلب النفس الطويل وتحقيق الفوز خارج الارض وداخل الارض خصوصا أن الفرق المتاهلة كلها متقاربة المستوى وتملك الطموح في التأهل· وعن التحكيم قال سعيد إن المباراة كانت سهلة على الحكم الماليزي محمد صبح الدين ·· وانه أدارها باقتدار وتميز بالتواجد دائما في المكان المناسب قريبا من الكرة وبالتالي كانت قراراته مقنعة وأخطاؤه شبه معدومه ·· مشيرا إلى ان اهم نجاح له أن الجمهور لم يشعر به في اللقاء الذي خرج ممتعا ومثيرا وحماسيا وليس من جانب واحد رغم النتيجة الكبيرة التي حققها الابيض لأن السيطرة كانت لفيتنام في معظم الفترات وفي المقابل كانت الخطورة والتهديف لمنتخبنا بفضل فارق الخبرة بين اللاعبين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©