الإنفاق الإعلاني المطبوع بالإمارات يتضاعف إلى 702 مليون دولار

قال تقرير حديث أعدته شركة جلف كابيتال جروب إن وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف ومحطات التلفزيون بصدد ''مفترق طرق'' في هذه المرحلة، في ظل توقعات بتحولات مرتقبة للحاق بركب نظيراتها في الدول المتقدمة التي قطعت أشواطاً كبيرة على صعيد مواكبة ثورة ''النيوميديا''· وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام التقليدية مازالت تهيمن على سوق الإعلام التقليدية وتستقطب الغالبية العظمى من الإنفاق الإعلاني في المنطقة العربية، على عكس التوجه المتزايد في الدول المتقدمة لتقديم المحتوى وبث الإعلانات عبر وسائط النيوميديا، وعلى سبيل المثال فقد واصل الإعلان المطبوع نموه التدريجي في الإمارات ليتضاعف من 345 مليون دولار في العام 2004 إلى 702 مليون دولار في العام ،2007 ومضت الأمور في نفس الاتجاه وإن بوتيرة أبطأ في دول أخرى مثل السعودية ومصر والكويت· وارتفع الإنفاق الإعلاني عبر المطبوعات في السعودية من 495 مليون دولار في 2004 إلى 751 مليون دولار في ،2006 وفي مصر ارتفع من 234 مليون دولار في 2004إلى 365 مليون دولار في ،2006 فيما ارتفع في الكويت من 270 مليون دولار في 2004 إلى 355 مليون دولار في ·2006 وأضاف التقرير: ''في المقابل فإن الصورة مختلفة في الدول المتقدمة حيث يسجل الإنفاق الإعلاني عبر الوسائط الإعلامية الجديدة نمواً متواصلاً· وتشير الإحصائيات إلى أن الولايات المتحدة تسجل أعلى معدلات النمو في الإنفاق الإعلاني عبر الانترنت بين دول العالم، حيث ارتفع معدل الإنفاق خلال الفترة من يناير 2006 إلى يناير 2007 بنسبة 15,6%، فيما بلغت نسبة الزيادة في الإنفاق الإعلاني عبر محطات تلفزيون الكابل بنسبة 9,9%، وزاد الإنفاق على الإعلان عبر المجلات بنسبة 1,9%، فيما تراجع الإنفاق الإعلاني عبر الصحف بنسبة 8,1%· وتحدث التقرير عن تحول دول العالم المتقدمة إلى دمج الوسائل الإعلامية التقليدية مع الوسائط الحديثة مثل الإنترنت وأجهزة الهاتف النقال، إلا أن هذا التوجه لم يكتسب قوته الكافية في دول المنطقة، على الرغم من أن معدل انتشار الهواتف النقالة يزيد عن 100% في العديد من دول المنطقة، لكن معدل انتشار الإنترنت يظل في الوقت ذاته أقل من الدول المتقدمة· ويصل معدل انتشار الانترنت في منطقة الشرق الأوسط إلى 10% فقط، وهي النسبة الأقل بعد أفريقيا التي تسجل معدل انتشار 4%، بينما ترتفع النسبة إلى 11% في آسيا و17% في أميركا اللاتينية والكاريبي، و39% في أوروبا و54% في استراليا و70% في أميركا الشمالية· وارتفع عدد محطات التلفزيون المفتوحة في المنطقة من 18 محطة فقط في العام 1993 إلى 329 محطة في العام ·2007 ويعزو التقرير الفجوة بين الدول المتقدمة ودول المنطقة إلى ثلاثة أسباب رئيسية تتمثل في التقلبات التي تشهدها عمليات النمو الاقتصادي والتنمية، وتأثر وسائل الإعلام بالرقابة والنفوذ السياسي في العديد من الدول، وضعف البنية التكنولوجية قياساً إلى الدول المتقدمة· وأشار التقرير إلى أن سوق الميديا في المنطقة تظل خلف مثيلاتها في الدول المتقدمة على صعيد عمليات الدمج والاستحواذ وتحقيق التركز عوضاً عن التشدد، ففي الوقت الذي يتعزز فيه تيار الدمج بين المؤسسات الإعلامية العالمية (صفقة أيه أو ال تايم وارنر على سبيل المثال) نجد أن المؤسسات الإعلامية تظل بعيدة عن هذا المجال، وتظل حالات الدمج والاستحواذ الإقليمية في المجال الإعلامي محدودة النطاق وتتركز في مجال النيوميديا، ولعل أبرز الصفقات في هذا المجال استحواذ شركة ''إيمان للاتصالات'' على ''ايه ام إي انفو'' للمواقع الشبكية المالية في العام 2006 مقابل 24 مليون دولار· وتعد ''إيمان'' ثاني أكبر دور نشر المجلات في بريطانيا كما تنشط أيضاً في مجال محطات الإذاعة· وفي السياق ذاته استحوذت ''زي تلي فيلمز'' على 50% من شركة ''تن سبورتس'' في دبي· وعلى صعيد الإنفاق الإعلاني عبر التلفزيون، أشار التقرير إلى أن أهم سوقين للإنفاق الإعلاني عبر المحطات المفتوحة هما السعودية والإمارات· وخلال السنوات الثلاث الأخيرة زاد إجمالي الإنفاق الإعلاني بنسبة 42% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجاءت قطر في المرتبة الأولى كأسرع أسواق الإعلان نمواً تليها مصر في المرتبة الثانية، فيما حلت الإمارات خامسة والسعودية ثامنة والكويت تاسعة حسب إحصائيات شركة ''زينيث أوبتي ميديا''، واستفاد سوق الإعلان من تسارع وتيرة التحرير في قطاعات مثل الاتصالات والخدمات المالية وظهور معلنين جدد مثل دو في الإمارات على سبيل المثال· وتشير الإحصائيات إلى أن الجانب الأكبر من الإنفاق الإعلاني يذهب إلى التلفزيون والصحف، حيث تستحوذ الصحف في دولة مثل قطر على 95% من الإنفاق الإعلاني· ووصلت حصة الصحف والتلفزيون من الإنفاق الإعلاني في الخليج إلى 85% في العام ·2006 وتذكر الإحصائيات أن مصر أنفقت 289 مليون دولار على الإعلان التلفزيوني في العام 2006 مقابل 58 مليون دولار في الكويت، ويرجع ذلك إلى الفارق الكبير في عدد السكان بين البلدين، وفي المقابل أظهر الإنفاق الإعلاني عبر التلفزيون تباطؤاً في السعودية ولبنان· ومن بين ما يزيد على 300 قناة تلفزيونية مفتوحة تستحوذ 6 محطات فقط على 62% من الإنفاق الإعلاني عبر التلفزيون في المنطقة، وتأتي ''ام بي سي'' في المقدمة بنسبة 19% ثم ''ام بي سي تو'' ثانية بنسبة 14%، تليها ''ال بي سي'' بنسبة 13% ثم المستقبل بنسبة 10% وتلفزيون أبوظبي بنسبة 6%، فيما تستحوذ محطات التلفزيون الأخرى مجتمعة على 38%· ويصل عدد محطات التلفزيون المفتوحة في المنطقة إلى 329 محطة، بينما لا يزيد العدد عن 17 محطة في كندا، و12 محطة في جنوب أفريقيا مثلاً·