يتزايد استخدام موقع (الفيس بوك) على الانترنت!• ويتيح هذا الموقع لك كمشترك مجاني التواصل التكنولوجي وتكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية، فكل مشترك له ملف خاص يشكل مركزاً ونواة لتكوين شبكة علاقات تتضمن قائمة بعدد غير محدود من الناس تضيفهم أو يضيفونك•• إذ يأتي المشترك بأصدقائه وأقاربه ومعارفه ويتواصل معهم ويطلع على صورهم وأخبارهم ونشاطاتهم ودردشاتهم وملفاتهم وشخبطاتهم• بل ويتيح لك الموقع أن تطلع على القائمة الخاصة بكل أولئك الناس•المثير أنك تلحظ اختلافا في شخصية بعض معارفك بين الواقع وبين الفضاء الإلكتروني، فمثلا قد ترى اناسا محافظين في الواقع، بينما هم منفتحون جدا على الصفحة الخاصة بهم على موقع ''الفيس بوك'' فترى الوجه الجريء الذي يبدونه من خلال صورهم المعروضة أو رسائلهم وآرائهم المتبادلة، والتي قد تكون انعكاساً حقيقياً لما في اللاوعي كما يؤكد أحد خبراء الاتصال• فتتساءل هل إن ما يلبسه الغير أمامك من وقار وحشمة ما هو سوى قناع تفرضه الضرورات الاجتماعية ويحطمه التخفي وراء جهاز إلكتروني؟!• لم يعد التواصل التكنولوجي حكرا على الشباب ولم يعد (الفيس بوك)، كما في بدايته، مقصورا على طلبة جامعة هارفارد لتشجيع بناء العلاقات الاجتماعية بينهم، حتى إن مبتكره الشاب جوكربيرج يجزم أن اختراعه السابق سيغطي العالم كالطوفان خلال السنوات الخمس المقبلة• ليس (الفيس بوك) أول أو آخر التقنيات التي انطلقت تطبيقاتها لتتيح لك أن تمد ذراعيك عبر العالم من داخل جهاز صغير، لكن ما لا يعرفه المستخدم لتلك التطبيقات أن مثل هذه المواقع لا تعنى بالخصوصية التي تهمنا كبيئة شرقية محافظة، فتقوم بطرح المعلومات المتعلقة بأعضائها على محركات البحث على الانترنت لبناء دليل الكتروني عالمي يعود على مؤسسيها بأرباح كبيرة، مما دفع بخبراء تكنولوجيا المعلومات إلى المناداة باحترام أكبر لخصوصية الأفراد قبل أن تتحول تلك المواقع من شبكات اجتماعية خاصة إلى صفحات صفراء على الإنترنت تستدعي الكثير من المشاكل• وهي دعوة إلى شبابنا وشاباتنا إلى مزيد من الحرص والحذر•
يعقوب سالم محمد
عدد اليوم
