نسرين درزي (أبوظبي)
تتواصل فعاليات النسخة 13 من مهرجان أبوظبي المستمر حتى نهاية أبريل الجاري بالمزيد من اللوحات الاستعراضية والفنون التعبيرية التي يقدمها رواد الموسيقى والأدب والسينما من مختلف أنحاء العالم. الدورة الحالية للمهرجان برعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وتحت شعار الالتزام بالثقافة، بالبرنامج التعليمي المتنوع التي يقدم باقة من المناسبات التفاعلية لأفراد الأسرة، مع السعي لدعم المواهب المحلية وإظهار التنوع الفني والثقافي الذي يزخر به المجتمع بهدف التعريف بالمنجز التراثي لدولة الإمارات.
تحدثت هدى كانو مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي لـ «الاتحاد» عن أهمية المهرجان الذي يرتقي بالوجه الحضاري للإمارة. وقالت: إن دولة الإمارات تتوج رؤيتها الثاقبة ورسالتها النهضوية الصائبة بعشرات الملاحم الثقافية من قمم المعرفة، كالفنون والمعارض الدولية للكتاب والفعاليات الوطنية للابتكار.
وأوضحت أن مهرجان أبوظبي يتماشى مع استراتيجية الحكومة الداعية إلى الارتقاء بالمستوى المعرفي، وهذا ما ينطبق على الدورة الحالية من المهرجان 2016 الذي تتزامن مع عام القراءة. وأشارت إلى التزام مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي تحتفي بمرور 20 عاماً على تأسيسها بالنقاط العشر التي تضمنها البرنامج الوطني الشامل المتكامل، ولا سيما تكثيف الجهود للاستثمار في شباب الوطن، اكتشاف المواهب وتنمية روح الابتكار وتحفيز طاقات العمل والعطاء والإبداع. وأكدت على الهدف الأساسي للمجموعة وهو المساهمة بالتعاون مع الجهات الرسمية والمجتمعية بتعزيز واقع الثقافة والفنون من أجل ترسيخ مكانة الدولة على الساحة الثقافية العربية والعالمية.
أوركسترا وفنون
ويحتضن مهرجان أبوظبي باقة من البرامج الفنية المتفردة، بينها معرض إمارات الرؤى الذي يقام في فندق قصر الإمارات، ويشارك فيه 50 فناناً إماراتياً معاصراً للتعبير عن رؤيتهم لوطنهم.
ويجمع المعرض 20 عملاً فنياً حصرياً و30 عملاً مستعاراً تندرج تحت 7 مواضيع هي الأمة والوحدة والجغرافيا والطبيعة والعمارة والعمران والبورتريه والهوية والدين والروحانية واللغة والخط العربي والتقاليد والتراث، ويبرز المعرض الجانب المتجدد للفنون في الدولة من خلال مجموعة من المنحوتات الداخلية والخارجية واللوحات والصور الفوتوغرافية والكولاج والفيديو والأعمال الفنية التركيبية. ويستضيف مهرجان أبوظبي أوركسترا باريس التي تعتبر واحدة من ألمع فرق الأوكسترا السيمفونية في العالم. وتحيي الفرقة اليوم الجمعة وبعد غد الأحد الساعة 8:00 مساءً حفلين بقيادة مديرها الموسيقي الشهير بافو يارفي على مسرح قصر الإمارات.
يتضمن الحفل الأول عزف أعمال 3 من عمالقة الموسيقى الكلاسيكية الفرنسية، افتتاحية القرصان لبيرليوز، وكونشيرتو التشيللو لإدوار لالو وسيمفونية للموسيقار سان سونص، ويشهد الحفل الثاني عملين لاثنين من أعظم المؤلفين الموسيقيين، كونشيرتو الكمان لتشايكوفسكي وسيمفونية لسيبيليوس.
للمرة الأولى في العاصمة
وللمرة الأولى في العالم العربي، ومن داخل عاصمة الإمارات، ضمن برنامج مهرجان أبوظبي تعود رواية الأمير الصغير إلى الحياة على شكل رؤية مسرحية من إعداد نك لويد ويبر وجيمس دي ريد. وينقل العمل التاريخي الجماهير من مختلف الأعمار عبر الزمان والمكان في رحلة مؤثرة أبطالها شخصيات خيالية آسرة.
وتأتي أهمية الفعالية، من خلال تصنيف رواية الأمير الصغير، وهي رائعة الروائي الفرنسي أنطوان دو سانت أكزوبيري، بين أفضل الكتب على مر العصور حيث بيعت منها ملايين النسخ حول العالم. ومن المتوقع للعرض الذي يقام يومي الخميس والجمعة 21 و22 من الجاري على مسرح قصر الإمارات أن يشكل احتفالية غنائية تحيي المخيلة والروح عبر أوركسترا مؤلفة من 40 عازفاً و13 مغنياً بقيادة المايسترو سايمون لي.
وفي الزيارة الأولى له إلى أبوظبي، يقدم الفنان العالمي كارلوس أكوستا يومي 25 و26 من الجاري حفلي باليه للوحات مختارة برفقة عدد من الراقصين الكوبيين البارعين، وأشهرها رقصات بحيرة البجع، واستعراض لي برجوا. وسيكون مسرح قصر الإمارات على موعد قريب مع أكوستا أشهر راقصي الباليه في العالم، إذ تمتد مسيرته المهنية لأكثر من عقدين وكان لعب أدواراً بارزة، بينها شخصية الأمير في مسرحية كسارة البندق، إضافة إلى عروضه ضمن فرقة الباليه الملكية البريطانية، فرقة الباليه الوطنية الإنكليزية، فرقة الباليه الوطنية الكوبية وفرقة باليه هيوستن.
عزف منفرد
وتشتمل أمسيات مهرجان أبوظبي عدداً من حفلات العزف المنفرد، أبرزها، مجموعة من كلاسيكيات الجاز التي يقدمها جوي ألكساندر يوم 27 من الجاري في مركز الفنون بجامعة نيويورك - أبوظبي. ويشتهر جوي ابن الـ12 عاماً والمرشح لنيل جائزة غرامي بشغفه بموسيقى الجاز منذ كان في السادسة من عمره، حيث أذهلت موهبته العالم وذاع صيته من نيويورك إلى كوبنهاغن، وكان جوي ألكساندر أصدر العام الفائت ألبومه الأول بعنوان أشيائي المفضلة.
ويشهد مركز الفنون يوم 28 من الجاري حفلاً استثنائياً لأسطورة البيانو والجاز ألفريدو رودريغيز الذي تلقى تعليمه في معاهد الموسيقى الكلاسيكية بهافانا. ويتألق رودريغو المرشح لجائزة غرامي، باطلاعه الواضح على موسيقى باخ وسترافينسكي، ما يعكس تميزه عن الآخرين بإزالة الحدود ما بين الجاز والإبداع.
معارض
ويجد عشاق الفنون التعبيرية حصتهم في مهرجان أبوظبي عند ركن المعارض الفوتوغرافية بينها إبداعات الفنان دانيال كاريكو الذي يجسد برسوماته فكرتي الاختفاء وتغير المشهد العام. والمعرض المقام في كلية الفنون الجميلة بجامعة الشارقة حتى 27 من الجاري يتيح للطلاب إجراء بحوثهم البصرية الخاصة حول الحدود الفاصلة بين التخطيط المدني والحضري لدولة الإمارات.
ويحتضن معرض الفنون الإسلامية من 18 أبريل - 18 مايو المقبل أعمالاً فنية محلية تعرض في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية. ويعد المعرض ثمرة تعاون ناجح بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومدرسة أمير ويلز للفنون التقليدية اللتين تتعاونان معاً منذ عام 2009 بالتعاون مع القسم التعليمي لمتحف الشارقة الذي يستضيف المعرض وورش العمل المصاحبة له.
ويلعب معرض صوّر هذا المقام في مركز الغاليريا على جزيرة المارية حتى 30 من الجاري دوراً بارزاً في علاج الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم، ولاسيما مرضى التوحد. وذلك بالتعاون مع طلاب مركز نيو إنغلاند للأطفال في أبوظبي، ومركز المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة، ومبادرة أهداف الإمارات ومركز التوحد.
منبر للفنون
تأسس مهرجان أبوظبي في أبريل عام 2004، ويعد أحد أبرز الفعاليات الفنية والثقافية في الدولة ومنبراً للفنون الكلاسيكية والتشكيلية ولوحات الأداء العالمية. واستقطب منذ انطلاقته كوكبة من كبار الفنانين العالميين، حيث نجح في ترسيخ مكانته كأضخم حدث ثقافي وفني في المنطقة عبر تأسيسه لشراكات استراتيجية مهمة مع مؤسسات لامعة، مثل مهرجان أدنبره الدولي ودار الأوبرا الملكية البريطانية، ومهرجان مانشستر الدولي وقاعة كارنيغي هول.
حديقة أم الإمارات
تحتضن حديقة أم الإمارات يومي 29 و30 من الجاري، وفي ختام فعاليات المهرجان حفلات موسيقية وورش عمل، احتفاءً بروح الإبداع. وتقدم فرقة سما كوارتيت ومحمد العوضي وإيمان الهاشمي استعراضات الموسيقى التصويرية التي تقوم على التخيل الإبداعي في الهواء الطلق. في المناسبة يمكن للأطفال الاستمتاع بالأشغال اليدوية، عبر فعالية الدمى المتحركة وجلسات الفنون التشكيلية.
باريس.. ضيف الشرف
يحتفي مهرجان أبوظبي 2016 بفرنسا بوصفها ضيف شرف الدورة الحالية، وتشهد فعالياته أجندة فنية متنوعة يبقى منها على مسرح قصر الإمارات، حفل أوركسترا باريس يومي 15 و17 أبريل ومسرحية الأمير الصغير يومي 21 و22 من الجاري، وحفل باليه كارلوس أكوستا والأصدقاء يومي 25 و26 من الجاري. إضافة إلى حفلات العزف المتفرد يومي 27 و28 من الجاري في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي.
20 عاماً
سعت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون منذ تأسيسها عام 1996 إلى احتضان المهارات الفنية والتعليمية والثقافية والإبداعية والارتقاء بالوسائل التعليمية، لما فيه خير المجتمع، وبما ينسجم مع الرؤية الثقافية للعاصمة. ويتألف برنامج مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي مضى على تأسيسها 20 عاماً، من فعاليات رائدة تتضمن مهرجان أبوظبي ورواق الفن الإماراتي وبرامج أخرى تدعم المواهب الوطنية الصاعدة بالشراكة مع مؤسسات عالمية ومحلية رائدة.
عدد اليوم
