الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التنين والأسد» يترجم فلسفة عروض سيرك «دو سوليه»

«التنين والأسد» يترجم فلسفة عروض سيرك «دو سوليه»
11 فبراير 2013 21:36
خولة علي (دبي) - في رائعة السيرك العالمي «دو سوليه» (الشمس) الذي يشرق على دبي من جديد ليكشف عما في جعبته من عروض استثنائية، جمعت بين عطائه الفني الإبداعي، واعتلاء القمة فيما يقدمه من عروض فنية بهلوانية، وخبرة في التقنية العالية والتصميم الراقي والموسيقى الاستثنائية والعروض الأكروباتية، إلى جانب الحركات الاستعراضية التي تصاحب إيقاعات موسيقية خاصة، في حديث تناغمي حركي، حيث التعبير عن قصة «التنين والأسد»، التي تكشف عن عمل متميز وغني مستلهم من ثقافات الشعوب بتقنية عالية، توحدت فيه لغة الجسد والصوت، لتجذب الآلاف من الجمهور إلى مركز دبي التجاري، حيث تقام عروض السيرك من 6 إلى 16 من فبراير الجاري. سحر الإلهام ما أن قرعت الطبول وعلت وتيرتها بأنغام الطبيعة المفعمة بالنشاط والحركة والحيوية والرغبة في الانطلاق بحرية، حتى استطاع الفنانون أن يعبروا عن مكنونات سحر الشرق وعلاقته بالغرب، التي توجت برمز التنين الذي يعود إلى الشرق، وتلك الروح القوية التي عبرت عن الغرب برمز الأسد، ليتمازجوا ويتوحدوا في رائعة العمل الفني الذي حمل اسم «دراليون» أي التنين والأسد. إلى ذلك، يقول نائب الرئيس العالمي لقسم التسويق لدى «سيرك دو سوليه» ماريو داميكو، إن العروض تقوم على سحر الإلهام من الفلسفة الشرقية سعياً إلى تحقيق قدر من التناغم الذي لا ينتهي بين الإنسان والطبيعة من حوله، وهو تقليد صيني يعود إلى ثلاثة آلاف عام، ومن خلال هذه الفلسفة، القائمة على المزج بين الطبيعة والإنسان، وهو ما يطلق عليه «dralion»، وهو اسم مشتق من المخلوقات، حيث يظهر رمزان، الأول للتنين الذي يرمز للشرق، والأسد الذي يرمز للغرب. ويضيف أن «العناصر الأربعة التي يقوم عليه العمل تشير إلى عناصر الطبيعة الأربعة، وهي الهواء الذي يشار له باللون الأزرق، والماء باللون الأخضر، والنار باللون الأحمر، والأرض باللون الأصفر، وصولاً إلى تحقيق التوازن بين الإنسان والطبيعة». وامتزجت الإثارة بالفن من خلال صيغة من الانسجام التام والفريد بين الألعاب البهلوانية وفنون السيرك لإمتاع جمهور المشاهدين بتجربة مسرحية حية، ينتظرها الكبير والصغير على حد سواء، فلا تنفك العروض تنتزع البسمة من أفواه الحضور الذي علت ضحكاته، وهم يتابع باندماج ملحوظ الحركات البهلوانية التي يقوم بها المهرج، الذي لم يمنع نفسه من اختراق صفوف الجمهور في رغبة منه لإضافة مزيد من الفرح والبهجة، من خلال كسر الحجاز بين العارضين والجمهور. ويؤكد داميكو أن «تلك هي الروح الحية التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بنهج سيرك دو سوليه في تقديم عروضه». العمل «على المكشوف» مما يتميز به أيضاً هذا النمط من السيرك، الذي عادة ما يطلق عليه اسم النمط الحديث، هو أنه يكشف عن كواليسه وأجوائه أمام الجمهور دون ستائر أو حواجز قد تمنع المشاهد من التعرف إلى استعدادات الفريق، وإنما يتم العمل «على المكشوف» عند تقديم وتجهيز اللوحات الواحدة تلو الأخرى، وهذا يحافظ على جذب انتباه الجمهور ومتابعته خطوة بخطوة لما يقوم به الفريق والفنانون من عمل، حتى لا يكون هناك فرصة ليتسلل الممل إلى المكان أثناء الانتظار. وفي ظل هذه الأجواء، لا يمكن أن تنخفض وتيرة الموسيقى والأنغام التي تصدح في أروقة المكان. ولا تخبو الإضاءات الزاهية التي ترسم تشكلات فنية رائعة في أرضية القاعة، وبالتالي فإن الأضواء الكاشفة المسلطة على الملحمة الأسطورية التي يقدمها السيرك تبث الحياة في كل أداء، وتحول كل حركة إلى قصة قائمة بذاتها. ويوضح داميكو أن معظم المشاركين في العروض من الرياضيين البارزين الذين شاركوا في منافسات عالمية. ويقول «بفضل مشاركة 50 فناناً عالمياً يتمتعون بقدرات خارقة، جاؤوا من دول مختلفة، تحقق نوع من التوازن التام بين الألعاب البهلوانية والألعاب الرياضية ليخرج العرض بقالب مختلف وفريد من التعبير الفني». وكان الجمهور على موعد مع الإبداع الذي غصت به مدرجات صالة العرض الواقعة في المركز التجاري، وتقديم ساعتين من العروض تنذر بمفاجآت مثيرة تميز سيرك دو سوليه، وبينما كانت علامات الدهشة والانبهار تشق طريقها بين الجموع لترسو على الوجوه، ما استفز الرغبة في استقراء تلك الملامح التي آثرت الصمت على الحديث، وظلت العيون متشبثة بكل حركة، والآذان منصته لكل نغمة، وما أن تنتهي اللوحة حتى تنتزع تصفيقاً حاراً من أيدي الحضور، في إشارة واضحة إلى استمتاعه بالحدث بوتيرة عالية. رحلة «عازفي الشوارع» سيرك دو سوليه الذي انطلق في عام 1984، استطاع وبعدد محدود من الفنانين يسمون بـ»عازفي الشوارع» تحقيق الريادة العالمية في مجال السيرك من خلال عروضه المثيرة، التي ساهمت في جذب نحو 100 مليون مشاهد من أكثر من 300 مدينة، في أكثر من أربعين بلداً، شملت القارات الست. وتمتاز عروضه بجودة عالية ساهمت في ربط الشرق بالغرب، حيث استطاع أن يجمع فنانين ذوي مهارات وخبرات في فنون السيرك، لينضووا تحت لواء هذا السيرك الذي يترقبه عشاقه في أنحاء العالم كافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©