مبارك يعيد إطلاق البرنامج النووي السلمي

فاجأ الرئيس المصري حسني مبارك المصريين أمس بالإعلان عن بدء برنامج لبناء عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر، مما يشكل إعادة اطلاق لبرنامج مصر النووي المــــدني المجمد منذ 20 عاما· وقال الرئيس المصري لدى افتتاحه أمس محطة كهرباء شمال القاهرة إنه سيصدر خلال أيام قراراً جمهورياً بإنشاء مجلس أعلى مصري للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، مؤكدا أن مصر ستمضي في هذا الطريق اقتناعا ''بأن أمن الطاقة عنصر رئيسي في بناء مستقبل الوطن وجزء لا يتجزأ من منظومة أمن مصر القومي''، وأضاف مبارك ''سنبدأ الخطوات التنفيذية لإقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء، وسنسعى بخبرات مصر وقدراتها للتعاون مع مختلف شركائنا الدوليين ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار من الشفافية واحترام إلتزاماتنا وفق نظام منع الانتشار''· وقال ''إن هذا القرارالاستراتيجي يلقي علينا تبعات ومسؤوليات عديدة، ويقتضي قرارات مهمة وإجراءات تشريعية وهيكلية تتصل بقطاع الطاقة بوجه عام والآليات والأجهزة المختصة بالطاقة النووية بوجه خاص''، مضيفًا أنه سيصدر في غضون أيام قليلة قراراً جمهورياً باعادة تشكيل المجلس الأعلى المصري للاستخدامات السلمية للطاقة النووية تفعيلا لدوره في وضع السياسات وإقرار المشروعات المتعلقة ببرنامج الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتدعيماً لصلاحياته في متابعة إنشاء المحطات النووية وضمان سلامتها وكفاءة تشغيلها· وطالب مبارك الحكومة المصرية بسرعة التقدم بمشروع قانون ينظم العلاقة بين الجهات العاملة في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية أو المرتبطة به، وتحديد مسؤوليات هذه الجهات وصلاحياتها بوضوح مع إعادة هيكلة الأجهزة والهيئات ذات الصلة وتطوير كوادرها البشرية واتخاذ الإجراءات التشريعية والتنفيذية الكفيلة باضطلاعها بواجباتها ومهامها وفي أعلى مستويات الكفاءة ومعايير الأمان والسلامة المعمول بها دوليا، كما طالب الحكومة بدعم الجهاز المصري للرقابة النووية وتحقيق استقلاليته، وقال ''لقد اتخذت هذا القرار الاستراتيجي متحملا مسؤوليتي كرئيس للجمهورية وإن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية صارت بمقتضى هذا القرار جزءا من استراتيجية مصر القومية للطاقة ومن مسيرتها نحو المستقبل''· وأعرب عن ثقته في أن مصر شعبا وحكومة سوف تنهض بتبعات هذا القرار ومسؤولياته، فقال ''سنمضي في توفير احتياجات التنمية من الطاقة، سننوع مصادرها، ونطور خطوطها وشبكاتها ونحفظ حق الأبناء والأحفاد في ثروتنا من البترول والغاز، وسنواصل تعزيز الوعي بالأهمية الحيوية للطاقة وبترشيد استخدامها في منازلنا ومصانعنا وشتى مواقع الإنتاج والخدمات كي يصبح هذا الوعي وهذا الترشيد سلوكا وأسلوب حياة''· وأضاف مبارك ''لقد تجاوز دعم المواد البترولية ما أنفقناه على كل من هذه المجالات البالغة الأهمية، بل وزاد بنحو الثلاثة أضعاف على دعم الخبز العام الحالي، والمتوقع أن يصل لأكثر من 14 مليار جنيه نظرا لارتفاع أسعار القمح، إن الارتفاع المضطرد في الأسعار العالمية للبترول والغاز سيصل بهذا الدعم الى نحو 50 مليار جنيه العام الحالي بما يعني زيادته خمسين ضعفا فى عشر سنوات''، وأكد ''لا نملك أن نضع حدودا على طموحات شعبنا نحو المزيد من التنمية، أو أن نربط هذه الطموحات بالمتاح لدينا من مصادر الطاقة، وإنما علينا التمسك بها،وتوفير الطاقة اللازمة لما نستهدفه من معدلات النمو المرتفعة والمتواصلة''، ولم يذكر متى ستبدأ الحكومة المصرية بناء المحطات· ويأتي هذا الإعلان لتأكيد إعلان سابق قبل عام للحكومة المصرية أكدت فيه إعادة إطلاق دراسات لدخول مصر النادي النووي المدني مع بناء محطة نووية بحلول ،2020 وكان تم تعليق البرنامج النووي المصري في ابريل ،1986 وتؤيد مصر التي وقعت معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية رسمياً، القضاء على إزالة الأسلحة النووية في الشرق الأوسط· من جهتها لم تبد واشنطن اعتراضا مسبقا على اعلان مصر، وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو بعد ساعات من اعلان مبارك بناء مفاعلات عدة، ''لا املك معلومات مفصلة عن هذا الامر، عموما نحن ندعم البلدان التي تريد التزود بالطاقة النووية المدنية''· وذكرت المتحدثة بالمبادرات الدولية التي اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش لمصلحة الطاقة النووية المدنية، معتبرة انها طاقة نظيفة وغير باهظة·