الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التحدي.. طبيعي لدى الطفل وقد يصبح اضطراباً

التحدي.. طبيعي لدى الطفل وقد يصبح اضطراباً
15 ابريل 2016 04:35
خورشيد حرفوش (القاهرة) يأخذ تحدي السلطة الأبوية أشكالاً مختلفة، اعتماداً على سن الطفل ومزاجه. وتعد هذه الحالة طبيعية وصحية للتطور بين السنة الثانية والرابعة من العمر، عندما يشعر الطفل بكيانه، وكذلك في فترة المراهقة عندما يخطو نحو مرحلة البلوغ. ومن الصعب التفريق بين الطفل العنيد والطفل الذي يعاني اضطراب التحدِّي والمعارضة إلا أن هناك أعراضاً تساعد في ذلك. العلاقة الوالدية حول أنواع التحدي التي يظهرها الأطفال، تقول الدكتورة ناهد النمر، أستاذ العلوم السلوكية في كلية التربية: «إن التحدي لدى الطفل يأخذ أشكالاً مختلفة. فعندما يكون مطمئناً، فإن سلوكه يكون صريحاً ومباشراً، وإذا كانت العلاقة بين والديه تفتقر إلى المحبة والتفاهم فسوف يكون تعبير الطفل عن تحديه بشكل سري ومفاجئ. وتضيف أنه ينبغي دائماً ومهماً كانت الظروف، معالجة الطفل المتحدي بشيء من الذكاء والكياسة، وليس بالعقاب». وعن أسباب التحدي، تقول: «يمكن أن يكون سبب هذا السلوك هو العنف والإحساس بالإحباط وخيبة الأمل». وترى أن التعامل مع الطفل يحفف التحدي؛ فمثلاً الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات، والذي يمضى وقتاً ممتعاً في اللعب مع صديقه، يجب تذكيره بأن عليه الذهاب إلى المنزل بعد اللعبة التالية. أي مساعدة الطفل على توقع ما يراد منه لتجنب التحدي الصريح. ولكن عندما يحين الوقت ويخبر الطفل أن يرتدي معطفه فقد يصر على الرفض ويصرخ. ويفضل في هذه الحالة مساعدته على ارتداء معطفه مع شرح السبب في وجوب ذهابه في هذا الوقت. في حين أن التوسل إليه يعطيه الإحساس بالقوة بدرجة تزيد عن حاجته، كما أن إيذاءه جسدياً يعزز لديه الشعور بالأذى لذلك يستحسن التصرف مباشرة ومن دون أي تعنيف إضافي. وتتابع أنه يمكن للوالدين ملاحظة السلوك السلبي الذي يخلو من التحدي ومعالجة أي تمرد قبل انفجاره. فإذا أشار الطفل إلى أنه لا يرغب في تناول الخضراوات المطبوخة لا يجوز إجباره على ذلك، لأن النتيجة ستكون تحدي الطفل ومجابهة والديه بعبارة «لن آكل». ومن المفضل في هذه الحالة عدم تناول الطعام بدلاً من جعل المائدة مكاناً للنزاع. المواجهة والسيطرة وتقول: «إن الطفل، الذي يبلغ العاشرة من عمره، ويرفض صراحة إطاعة والديه في تنظيف غرفته أو ترك ألعابه والقيام بواجباته المنزلية، قد لا يبدي العداء تجاه والديه فقط، وإنما لجميع الأشخاص الذين أصدروا إليه الأوامر في المدرسة أيضاً. وغالباً ما يؤدي الحديث الودي مع الطفل المتحدي إلى نتائج أفضل من التوبيخ». وتضيف أنه عند سؤاله عما يزعجه قد يطلق سيلاً من الشكاوى والهموم التي يصعب الاستماع إليها، غير أن ذلك يساعد على تصفية الجو المشحون، ويحس سلوك الطفل، لافتة إلى أن رد فعله قد يكون تقطيب الجبين، ومع ذلك ينبغي ومهما كانت ردود الفعل إعطاء الطفل المتحدي فرصة كافية لتهدئته قبل اتخاذ أي إجراءات قاسية بحقه. وغالباً ما يفضل ذهاب الطفل إلى غرفته ليخلو بنفسه لدقائق، وبذلك يخمد انفعاله، ويتمكن أن يتصرف بصورة أفضل. صعوبة التشخيص وتلفت إلى أن هناك صعوبة كبيرة في تشخيص اضطراب التحدِّي والمعارضة، كاضطراب سلوكي، والتفرقة بينه وبين العناد المقبول أو البسيط، مشيرة إلى وجود خيط رفيع يفصل بين الحالتين. وحول أعراض اضطراب التحدِّي والمعارضة، تقول: «إنها تتمثل في الإفراط في الجدل، والغضب والاستياء بشكل متكرر ومن دون مبرر، مع رفض الامتثال للبالغين، وتحد وخرق القواعد بانتظام مع استخدام عبارات كريهة عند الاستياء. والشعور بالحساسية المفرطة والانزعاج بسهولة من الآخرين، وإلقاء اللوم عليهم عند الأخطاء أو سوء التصرُّف مع محاولات متعمَدة لإزعاج أو إغضاب الآخرين. وقد تكون هذه الأعراض ملحوظة أكثر عندما يكون الطفل في المنزل أو في المدرسة، حيث توجد رموز سلطة وقواعد نظام ثابتة. وحول أسباب ظهور مثل هذا الاضطراب لدى الطفل، تقول النمر: «إن الاضطرابات السلوكية عند الأطفال غير معروفة الأسباب على وجه الدقة. لكن دراسات نفسية وسلوكية ترجح دور العواملَ البيولوجية والنفسية والاجتماعية»، مشيرة إلى وجود أشياء مشتركة كثيرة بين الأطفال الذين يعانون هذه الاضطرابات السلوكية، منها العامل الأسري كمعاناة أحد ذويهم اضطرابات مزاجية أو إدمانه المخدِرات أو نتيجة سوء المعاملة والنزاعات والتفكك الأسري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©