دائرة أعمال رئيس الدولة تنفذ برامج إكثار لحيوانات مهددة بالانقراض

كشفت دائرة أعمال صاحب السمو رئيس الدولة عن تنفيذها برامج إكثار لعدد من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض باستخدام طرق حديثة وتقنيات عالية، مؤكدة أن الأنواع النادرة المهددة بالانقراض تتكاثر طبيعياً وبصورة متزايدة ما يجعلها في منأى عن خطر الانقراض. وأوضحت الدائرة أن الحيوانات التي تنفذ برامج لإكثارها تتمثل في حيوانات اللاما، الفيكونيا، المها الأفريقي، وعل بخارى البري، الطهر العربي، الماعز البري، الخروف الأزرق، غزال السومرنج وغزال الغرنوق. وقال عبد الجليل البلوكي مدير عام إدارة المحميات الطبيعية بدائرة أعمال صاحب السمو رئيس الدولة في تصريحات صحفية على هامش أعمال الندوة الدولية الأولى للمحافظة على أنواع الطيور المهددة بالانقراض وإكثارها إن الأيام المقبلة ستكشف عن نتائج مبهرة لأبحاث أجرتها الدائرة على حيوانات نادرة وكائنات كانت على وشك الانقراض، لافتاً إلى أن ما تمتلكه الدائرة من كوادر بشرية وفنية أسهم وبشكل كبير من تنفيذ برامج الإكثار بصورة عالية الدقة والجودة. وقال البلوكي إن اهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بالمحافظة على الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض وإشراف سموه المباشر على النتائج للتأكد منها جعلنا في سباق مع الزمن للتوصل إلى نتائج مرضية وإجراء مزيد من الأبحاث والتجارب وصولاً للأهداف والاستراتيجيات المعدة مسبقاً. وقال إن “هدف الدائرة من إنتاج الحبارى هو الإنتاج المكثف بعد إجراء مجموعة من الأبحاث تجعلنا على تماس من تفقيس أكبر عدد من البيض للحصول على حبارى آسيوية نتمكن من إطلاقها في البرية”. وأفاد بأن الحبارى لا تلقح إلا من حبارى كما هو ثابت علمياً. وأكد أنه من المستحيل تلقيح الحيوانات المنوية في الحبارى لبويضات الدجاج إلا إذا كانت تنتج بويضات حبارى وهو ما توصلت إليه دائرة أعمال رئيس الدولة بعد تجارب كثيرة استغرقت عامين ونصف العام في مختبراتها. وقال البلوكي إن دائرة أعمال رئيس الدولة ممثلة في معالي المهندس مبارك سعد الأحبابي تحرص على الاستفادة من الأبحاث العلمية التي عرضت خلال أعمال الندوة رغم ضبابية نتائجها، مؤكداً أن وجود قيادة مهتمة ممثلة برئيس الدولة، تسهم وبشكل كبير في تعجيل تحقيق الأهداف والتوصل إلى النتائج بسرعة كبيرة. الطهر العربي حرصاً على سلالة الطُهر العربي من الانقراض، حقق علماء إدارة المحميات الطبيعية في دائرة أعمال رئيس الدولة إنجازاً علمياً جديداً سيكون له الأثر الكبير في زيادة أعداد الطهر العربي في مشروع حمايته بمنطقة جبل حفيت، والتي تعد أهم مكان يعيش فيه. وأعلن القائمون على مشروع حماية الطهر العربي في جبل حفيت أنه تم البدء في تطبيق هذه الجهود على أرض الواقع خلال موسم الإكثار الحالي، والبدء بتطور نموذجي في برنامج الإكثار الناجح بما يبشر بمضاعفة أعداد سلالة الطهر العربي الذي توجد فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وتمكن علماء ‘’إدارة المحميات الطبيعية’’ من تجميد السائل المنوي للطُهر العربي دون أي خلل بيولوجي، الأمر الذي يكفل ضمان حماية المادة الجينية الوراثية لتحسين برامج التلقيح الاصطناعي مستقبلاً، حيث تم من خلال هذه العملية استحداث طريقة جديدة لحفظ السائل المنوي، وأصبح بنك إدارة المحميات الطبيعية للسائل المنوي يضم حالياً 161 جرعة، علماً أن هناك نحو 150 مليون حيوان منوي في كل جرعة. وسجل علماء إدارة المحميات الطبيعية نجاح يتمثل بالعزل الأول على الإطلاق للمواصفات الجينية (علامات وراثية)، حيث تعتبر هذه المعلومات مهمة وأساسية لضمان التنوع الوراثي وتفادي تكرار انتقال الصفات الوراثية غير الجيدة (مثل ضعف المقاومة للأمراض) والذي قد يؤدي إلى هاجس ‘’الطريق المسدود’’ وانهيار كارثي لأعداد هذا الحيوان. وعلى رأس قائمة هذه النتائج يأتي استحداث اختبار طبي جديد يسمح للعلماء بتمييز الفوارق بين الطُهر العربي والحيوانات الأخرى الشبيهة له، ويستطيع علماء إدارة المحميات الطبيعية تحديد الأنواع والتمييز بينها بواسطة تحليل بضعة شعيرات فقط، ويعتبر هذا الاختبار قيّما بالخصوص لحماية الطهر في الحياة البرّية. ويبقى العنصر الأساسي لبرنامج الإكثار هو تحديد طول الدورة النزوية (الشهرية) والمستويات الهرمونية والخصوبة وتزامن الدورة النزوية. حيث أنه تم تحليل أكثر من 6000 عينة تم برمجتها باستخدام أحدث وأسلم التقنيات. وقد أثبتت النتائج خطأ المعلومات السائدة عالمياً في السابق، حيث تم تحديد معايير جديدة للدورة النزوية، وبالتالي ستخضع إناث الطهر لدورة نزوية لمدة 22 يوماً تقريباً، ويُحتمل حدوث الإكثار خلال خمسة أشهر. وتعتبر أشهر مارس وأبريل ومايو موسم الولادة بعد فترة حمل تبلغ 169 يوماً وليس 145 يوماً حسب الاعتقاد السائد في الماضي. مختبر الهرمونات ويختص مختبر تحليل الهرمونات بدراسة فسيولوجية جهاز التكاثر والهرمونات التي لها علاقة بعملية التكاثر، وذلك لمعرفة أحسن الظروف الفسيولوجية لعملية التكثير، وقد استطاع علماء المختبر تحديد فترة الحمل للطهر العربي بالضبط بـ 165 يوماً، وكذلك تم تحديد فترة الخصوبة بحوالي 18 يوماً، وبالتالي تم تحديد الفترة المناسبة للتزاوج في 21- 22 يوماً محدداً من السنة، وكذلك تم تحديد فترة الولادات ومعظمها في شهر مارس. التركيبة الوراثية والجينية يهدف قسم دراسة التركيبة الوراثية والجينية في إدارة المحميات الطبيعية في جبل حفيت إلى دراسة التركيبة الوراثية للطهر العربي باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية، والعمل على تجنب التجاوز بين الأفراد المتشابهة بعد تشخيصها وراثياً، وإدخال جينات جديدة لتحسين التركيبة التراثية، وكذلك استحداث هوية جينية لكل طهر تحوي صفاته الجينية وصلته الوراثية ببقية المجموعة. قسم التجميد ويهدف قسم الحيوانات المنوية في محمية جبل حفيت إلى حفظ وتجميد الحيوانات المنوية بأحدث التقنيات الحديثة، حيث نجح في إنشاء بنك الحيوانات المنوية لأول مرة، حيث تشمل وظائفه جمع الحيوانات المنوية بطرق علمية، واستنباط أحسن طريقة لحفظ الحيوانات المنوية وخصوصا تحت درجة سالب 196 درجة مئوية، فيما نجح القسم بحفظ وتجميد 160 جرعة من الحيوانات المنوية حتى الآن حيث تعتبر هذه النتائج الأولى من نوعها فيما يخص الطهر العربي. ويشار إلى أن الطهر العربي يوجد في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وشمال سلطنة عمان. وصنفت القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للمحميات الطهر العربي كحيوان مهدد بالانقراض حيث لا يتعدى عدده 2000 حيوان في البرية. وتفيد المؤشرات بأن عدده في تناقص مستمر بسبب الصيد الجائر وتدهور موطنه الطبيعي.