الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءات قصصية ترصد تجارب إبداعية مؤثرة

قراءات قصصية ترصد تجارب إبداعية مؤثرة
30 أكتوبر 2007 23:10
قدمت أمس الأول في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي في مقره الكائن في المسرح الوطني بأبوظبي أمسية قصصية اشترك فيها الأدباء حسان عزت ونعيمة حسن وذياب شاهين وأدهم سراي الدين في قراءات قصصية لنماذج من الإبداع الذي سطره القصاصون علي أبوالريش من الإمارات ومحمد خضير من العراق وجميل حتمل من سوريا وقصة مترجمة للقاص الايطالي دينو بوتزاني· بعد أن رحب حسان عزت بالجمهور الذي حضر مشاركا في الحوارات حول النصوص المقروءة، بدأ الشاعر ذياب شاهين بقراءة قصة ''الستون'' للقاص محمد خضير مقدما لها باستعراض أهم انجازات خضير في القصة القصيرة وبداياته الأولى عند قصة ''البطات البرية'' ثم قصة ''الأرجوحة'' ثم اصداره المجاميع القصصية وهي ''المملكة السوداء'' و''في درجة 45 مئوي'' و''بصرياثا'' و''رؤيا خريف''· قصة ''الستون'' من النصوص القصيرة والجديدة لمحمد خضير، تتحدث عن جزئيات عالم رجل تعدى عامه الستين·· رؤية ممزقة للعالم ورصد للأشياء التي بدأت تأخذ ملامح رمادية شبيهة بعالم ذات البطل، إنها تعبير عن الانكسار الذي يخلفه الزمن والتشظي الذي تخلقه السنون، رؤية تشاؤمية تستحوذ على النص· أما نعيمة حسن فقد قدمت قراءة أسمتها خواطر فاحصة لرواية ''سلايم'' للروائي علي أبوالريش، وقدمت لقراءتها بنبذة عن تاريخ حياة أبوالريش مستعرضة كتبه، ولذا فإنها في محاولتها القرائية هذه تجد أن النص الروائي ''سلايم'' قد استحوذ على ذهنها فحبذت أن تقدم قراءة عن بنيتها الحكائية والمغزى الدلالي الذي يكتنف الرواية وعن بنية النص الروائي وعن ذكورة انثوية وتناص الخرافة كما انها تحدثت عن خطاب البلاغة في الرواية·· وفي جميع هذه الأوجه· قالت نعيمة حسن ان ''سلايم'' ذات لغة شعرية فيها استدعاء واضح للطفولة وذكرياتها وان شخوصها يغطيهم غشاء رقيق من الصعب اختراقه أو الاقتراب منه، ولذا فإنها وجدت ان شدة الوعي بالمكون الاجتماعي واقتناصه هي من أولويات هذه الرواية وأن البيئة الحاضنة لـ''سلايم'' رأس الخيمة قد ولّدت الرحالة الكبار أحمد بن ماجد وابن بطوطة اللذين رحلا لاكتشاف العالم وأن علي أبوالريش قد عكس هاتين الرحلتين الخارجيتين اللتين قام بهما الرحالان الى رحلة داخلية في المكون الاجتماعي· ثم تحدثت عن طبيعة شخصية ''عبدالله الشديد'' بطل رواية سلايم الذي دخل في صراع مرير مع ''النوخذة''، حيث قام الاخير بترك الشديد يصارع البحر وأهواله، إنها صراع الكرامة المطلقة والصمت المطبق للشديد مع القوة المسيطرة على البحر والآخرين، حيث ترى ان النوخذة كان لا يرتضي صمت الشديد، بل يرى أن بحارته لابد لهم أن يكونوا صناديق مفتوحة، كما تطرقت نعيمة حسن الى مفهوم اللحظة الشعرية التي كانت سمة رئيسية في قص ''سلايم''· بعد ذلك، قرأ أدهم سراي الدين قصة ''المسجلة'' للقاص الايطالي دينو بوتزاني صاحب رواية ''برنابو الجبال'' عام 1933 و''الرسل السبعة'' 1942 والغليون 1948 و''الليالي الصعبة'' ·1972 و''المسجلة'' تقوم على صراع بين زوج وزوجته وهوسه بالموسيقى الكلاسيكية ثم طلاقها منه بسبب محاولة تسجيل مقطوعة الملك آرتورو لبرسيل وانزعاجه من حركتها في تعطيل التسجيل ذاته، إلا انه الآن يعيد صوت المسجل الذي يعيده الى اللحظة الماضية التي فقد بها زوجته بسبب صوت الموسيقى الباهت الذي لا حياة فيه، فقد من خلاله امرأة· الكاتب حسان عزت قرأ قصة ''صدارية سوداء'' لجميل حتمل بعد ان قدم له بقراءة مقدمة عبدالرحمن منيف لأحد أعمال حتمل الذي أصدر ''الطفلة ذات القبعة البيضاء'' و''انفعالات'' و''جين لابلاد'' و''قصص المرض·· قصص الجنون'' و''سأقول لهم''· أما قصة ''صدارية سوداء'' فهي خطاب استذكاري ذات اسلوب شعري عالي يزاوج فيه حتمل بين المطر الآتي والام المستقبلة لابنها الراوي والسواد المظلم للصدرية والقبو الأسود المعتم الذي كان يضم الاب والابن والأم المتوفاة، خطاب للغائب واتساخ لملابس الراوي والباب المغلق كلها تحولات من رؤية الراوي بعد غياب أم بلغة شعرية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©