الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض فرانكفورت.. نقاشات الكتب والتجارة والفكر

معرض فرانكفورت.. نقاشات الكتب والتجارة والفكر
30 أكتوبر 2007 23:14
قبل أيام ليست بالكثيرة، أقيم معرض فرانكفورت للكتاب· ففي هذه المدينة تقام طقوس سنوية لصناعة نشر الكتب العالمية، ثمة اجتماعات ولقاءات ماراثونية، حتى صار شائعاً أن الحدث يدور حول العلاقات أكثر من الكتب· كان يوم العاشر من أكتوبر ،2007 يوم الافتتاح الرسمي للمعرض الذي يستمر خمسة أيام· لقد رأى بعض من تمعّن في طبيعة الأنشطة المحمومة في المعرض، وبعض من راقب الحركة فيه، أن الضجة التي تصاحب هذا الحدث العالمي الشهير لا تتمخض عن تداول حقيقي للكتب يوازي أهمية الحدث وكبره· الناشرون حاضرون، والنقاش حامٍ حول الكتب والتجارة، وحول الفكر والأطروحات الجديدة· تسمع هنا ناشراً ألمانياً معروفاً يتحدث عن التسهيلات والتعزيزات التي تقدم لرواد المعرض للحصول على الكتاب· وتسمع أيضاً أطروحات حول مساهمة الكتب في تطبيب أمراض المجتمع· وتسمع أن الفكرة الأساسية في عصر مابعد الفاشية كانت تتمثل بالحاجة إلى الكتب صحبة الجامعات والمدارس لإصلاح المجتمعات· الكتاب والدواء تتحدث زوجة ناشر ألماني قائلة إنها نشأت في بلدة بعيدة عن مركز المدينة، غير أنها لم تعد تعاني في الحصول على الكتاب، لأن السيارة التي تجلب لها الأدوية هي نفسها التي تنقل الكتاب، وتختم كلامها بالقول إن الأدوية للجسد والكتب للعقل والروح· يصلح المعرض أيضاً لإقامة مقارنة بين الدول التي تعنى بالكتب· ففي ألمانيا، البلد الذي يستضيف الحدث العالمي، يوجد 14000 ناشر ألماني، وفي السنة الماضية نُشر 94716 كتاباً جديداً في ألمانيا· أما جمعية الكتاب بألمانيا فتحصي 4208 محلاً لبيع الكتب· في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً، نُشر 172000 عنوان جديد في العام ،2005 ولنلاحظ أن أميركا تفوق ألمانيا في تعداد النفوس بمقدار أربع مرات· وقد قال ناشر ألماني مرموق، هو توماس سبار صاحب سوهركامب فيرلاغ، ''إن ألمانيا تعدّ نفسها دائماً أمة متأخرة، ومع ذلك فإن الكتب شيء متأصل في هويتنا''·ومهما تكن اعتراضات المحللين، والكتاب، وحتى الناشرين، على طبيعة المعرض وأنشطته وأهميته، فإنه من المؤكد أنه يتخطى قول أحد الصحفيين المتهكّمين في أنه فرصة لرؤية الأصدقاء الذين لا نراهم إلاّ مرة واحدة كلّ عام· وفيما يخصّ ثقافتنا العربية، فإن السطور السابقة تهيّئ فرصة للقول: أليس هذا الأمر بالغ الدلالة على طبيعة السباق والتنافس بين الدول التي تتطلع إلى مكانة أفضل في العالم، أو إلى تثبيت مكانتها عبر الزمن من خلال الاهتمام بالكتاب، في وقت ما زالت الدول العربية تحارب الكتب، وتمنع نشرها، وتنكّل بالكتّاب وكتبهم على حد سواء·
المصدر: فرانكفورت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©