الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المسابقة المفقودة!

المسابقة المفقودة!
31 أكتوبر 2007 01:06
التوقفات المتكررة لاسيما الطويل منها في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم هذا الموسم تحولت الى صداع فني في رأس المدربين يبحث عن دواء حقيقي أو ربما جرعات مسكنة على أقل تقدير يهدأ بها نسبياً ذلك ''الوجع الفني'' الذي ينتاب الأندية في نوبات متلاحقة تصل الى ست نوبات أساسية يتوقف خلالها ضخ الدماء في شرايين الدوري منذ ولادته الأولى في 27 سبتمبر الماضي امتداداً الى صافرة الوداع في 25 يونيو المقبل· هل كانت مسابقة كأس الاتحاد أو ما أطلق عليه كأس دوري الإمارات الموسم الماضي أحد الحلول المتاحة أو ربما الحل المثالي الذي يرحم الأندية من عناء البحث عن مباريات ودية ويوفر بديلاً فنياً معقولاً ومقبولاً لتداعيات التوقف المتكرر الطويل، ويحفظ للفرق حداً أدنى من درجة السخونة النفسية والمرونة الفنية واللياقة البدنية اللازمة لبدء تشغيل محركات الفرق لحظة التحليق في سماء الدوري؟! وهل من بديل عاجل انقاذاً للأندية قبل حلول التوقف الثالث؟ ولأن الرأي الفني الذي استطلعناه يؤيد تماماً هذه النظرية ويؤكد أهمية البحث عن مثل هذه المسابقة المفقودة سداً للفراغ الكبير الذي يلقي بمعادلة صعبة بلا حلول في وجه الأجهزة الفنية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن يدور حول أسباب إلغاء المسابقة في الوقت الذي اشتدت فيه الحاجة اليها، وهل هناك بدائل متاحة، وعاجلة ومن أين تأتي المبادرة·· من اتحاد الكرة ام الأندية نفسها باعتبارها المستفيد الوحيد؟ وقد كان من الغريب ان يتكشف من خلال هذا التحقيق ان الأندية كانت ''الجاني والضحية'' في آن واحد، فهي التي قررت الإلغاء، وهي التي اكتوت بناره، وربما يكون الدرس المستفاد من القضية برمتها هو ذلك الخطأ المتكرر الذي يكتنف طريقة صنع القرار حيث تتخذه إدارات الأندية دون مرجعية فنية، وهو ما يعيدنا الى التأكيد على ضرورة استشارة الأجهزة الفنية في كل قرار يتعلق بأمور الفريق بدءاً من المعسكرات والتعاقدات وانتهاء بالمباريات والمسابقات والمشاركات· ولكي نضع القضية فوق ''قضبان الحقيقة'' نشير الى حجم التوقفات الرئيسية التي تكتنف المسابقة، وهي 8 توقفات رئيسية طويلة: اثنتان منهما تمتدان 24 يوماً، الأولى انقضت بالفعل من 27 سبتمبر الى 21 أكتوبر الجاري، والثانية تطرق الأبواب من 2 الى 26 نوفمبر المقبل، وبينهما الفترة الراهنة التي تمتد 13 يوماً من 21 أكتوبر الى 2 نوفمبر· اكبر التوقفات تمتد 27 يوماً من 21 ديسمبر الى 17 يناير القادمين لمشاركة المنتخب الأولمبي في بطولة مجلس التعـــــاون والمنتخب الأول في بطولة التحدي الدولية، يعقب ذلك توقف جـــــديد لنصف شهر من 26 يناير الى 10 فبراير، وتمتد المحطة الأخيرة 20 يوماً من 31 مايو الى 19 يونيو القادمين· وخلال هذه المحطات الرئيسية يتوقف قطار الدوري مرات عدة قصيرة تنطلق خلالها مباريات الكأس، وتقام بعض المؤجلات، الى جانب المشاركات الخارجية للأندية، وتتراوح بين عشرة و17 يوماً· أما ''المسابقة المفقودة'' فكان يشترط لها موافقة ثمانية أندية على الأقل تقسم الى مجموعتين، وتقام المباريات بطريقة الدوري من دورين ذهاباً وإياباً لتصعيد أطراف المربع الذهبي وصولاً الى المحطات النهائية· عبد الله العجلة يحدد المسؤولية ويقترح الحلول البديل مسابقة عاجلة بمبادرة من الأندية يقرها اتحاد الكرة فجّر عبد الله العجلة عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة نائب رئيس لجنة المسابقات مفاجأة، فأعلن أن إلغاء كأس الاتحاد جاء بناء على طلب الأندية، حيث رفض الجميع اقامتها الا ناديين فقط!، وأضاف عند بداية الموسم وقبل صياغة أجندة المسابقات أو اقرار التعديلات التي طرأت عليها خاطبنا الأندية لاستطلاع رأيها وقياس مدى رغبتها في المشاركة بكأس الاتحاد حال تنظيمها حتى لا تكون هناك انسحابات ولكي نحدد شكلها النهائي فوافق ناديان فقط، فيما كان الاتحاد قد اشترط في رسالته للأندية موافقة ثمانية أندية على الأقل من الدرجة الأولى حتى تقام المسابقة· وفي اجتماع سحب قرعة الكأس والدوري حضر مندوبو أندية الدرجة الأولى، وتم فتح النقاش حول كأس الاتحاد، وكان الأغلبية ضد تنظيم المسابقة، مع اننا كنا نؤيد اقامتها تماشياً مع تكثيف المسابقات المحلية بعد التغييرات التي طرأت على الساحة، وأبرزها اقرار نظام الاحتراف وزيادة العدد الى ثلاثة أجانب لكل فريق· واضاف: ارتباطات المنتخب في ذلك الوقت كانت تستدعي اقامة خمسة تجمعات للمنتخب يستغرق كل منها أسبوعاً واحداً ما عدا تجمع يناير ويمتد 12 يوماً، بعد ذلك تم تعديل الأجندة بناءً على التعديلات التي أجراها الاتحاد الآسيوي على التصفيات القارية لكأس العالم فزادت التوقفات الى ما هي عليه الآن، وعلى كل حال أرى أننا قد قطعنا شوطاً كبيراً في توقفات الدوري، وان التوقفات القادمة تستغرق مُدداً زمنية أقل من التوقفات التي صاحبت بداية الدوري، بما يعني ان الحاجة لم تعد ملحة كثيراً لإقرار مسابقة تعويضية في هذه الآونة· وقال بحكم عملي في هذه الفترة بلجنة المسابقات أذكر ملامح تشكيل أجندية الموسم، وكيف تم اقرارها، وأؤكد ان أغلب اعتذارات الأندية لم تكن بسبب رؤية فنية من المدربين، وانما كانت قرارات إدارية لم تشارك في صياغتها الأجهزة الفنية، ربما لأن مسابقة اضافية مثل كأس الاتحاد أو غيرها من وجهة النظر الإدارية تكلف النادي اقامات وانتقالات وبدلات ومكافآت فوز وغيرها مما تعتقد الإدارة انها تنفقه على بطولة لا تحظى بقدر كبير من الأهمية· واضاف: اذا كانت الأجهزة الفنية تشتكي الآن فعليها ان تدرك ان أنديتها هي التي رفضت اقامة البطولة، وكان من المفترض ان تستطلع الرأي الفني قبل القرار حتى لو كان المدرب في عطلة، وان تتصل به وتعرض عليه الأمر، والمشكلة أن الأندية عند صياغة أجندة الموسم قلما يتكلم أحد فيها أو يقدم اقتراحاً، وما ان يبدأ الموسم حتى تعلو الأصوات وتتوالى الانتقادات تماماً، كما يحدث في المباراة، حيث لا أحد يتكلم قبلها، ثم تجد الجميع فور نهايتها ينتقد كل شيء·· المدرب والحكم واللاعبين·· انه نفس القياس· الحلول الممكنة وقال عبد الله العجلة عن الحلول الممكنة في الوقت الراهن: إن المبادرة يجب ان تأتي من الأندية، ويمكن ان تكون في صورة تجمع 3 أندية على الأقل، وياحبذا لو زاد العدد لتتفق فيما بينها على اقامة دورة ذات طابع رسمي يوافق عليها اتحاد الكرة، ويتم تنظيم مبارياتها خلال فترات التوقف، وتستقطب لها الأندية بعض الرعاة لتقليل النفقات المالية، ولا يجب ان يكون الجانب المادي هدفاً في حد ذاته، وانما عاملاً مساعداً بجانب الهدف الأساسي، وهو تحقيق مردود فني، ويمكن اقامة الدورة بنظام التجمع أو على ملاعب كل الأندية المشاركة، كما يمكن اقامة أكثر من دورة كل منها مع كل توقف طويل· أخيراً أقول إن علينا ان ندرك ان الاتحاد لن يقوم وحده بكل شيء، وان الأندية مسؤولة ولها دورها أيضاً طبقاً لما تقتضيه مصالحها· محمد بن دخان يطرح الحل:مسابقة الشباب البديل المناسب هل من بديل سريع ومنظم لتدارك الفراغ الناجم عن إلغاء كأس الاتحاد وتوفير احتكاكات رسمية جادة لفرق الدرجة الأولى بديلاً عن الجري المتقطع بحثاً عن مباريات ودية خلال توقفات الدوري؟ هذا ما طرحناه على محمد بن دخان أمين السر باتحاد الكرة فأعرب عن اعتقاده بأن مثل هذه المسابقة المفقودة قائمة بالفعل في أجندة الموسم وهي مسابقة الشباب تحت 20 سنة، حيث إن لائحة البطولة تتضمن السماح بمشاركة الأجانب الثلاثة في كل فريق أول اضافة الى ستة من اللاعبين يشارك ''4 منهم في المباراة، علاوة على اللاعبين الشباب الذين لا يخلو فريق أول من عدد كبير منهم، وبذلك تحتضن المسابقة أغلب اللاعبين الكبار في فرق الدرجة الأولى· وقال: كأس الاتحاد في نسختها الأخيرة التي نظمها اتحاد الكرة الموسم الماضي نجم عنها الكثير من المشاكل كانت وراء إلغائها، حيث كانت لوائح المسابقة تسمح باشتراك فرق خارجية غير مسجلة بالاتحاد، ولم يكن أغلب هذه الأندية يلتزم بالمواعيد والمباريات، ولم تكن لديها ملاعب، فتعثرت المسابقة وتعرضت لعراقيل كبيرة وصار من غير المفيد تكرارها هذا الموسم· وقال: أعتقد أن مسابقة الشباب بصورتها الراهنة تقدم البديل الأنسب وتستطيع الفرق ان تدفع فيها بالرديف والأجانب ومن يخضعهم الجهاز الفني لاختبارات فنية أو بدنية أو من يقدم باعدادهم كبدائل لبعض المراكز وهكذا· الزواوي يرفض من زاوية فنية:مسابقة الشباب لا تفيد الكبار لدى استطلاع الرأي الفني كأحد الأركان الرئيسية لهذه القضية رفض يوسف الزواوي مدرب الفريق الأول بالنادي الأهـــــلي مقولة إن بطولة الشـــــباب هي البديل المناسب لسد الفراغ بعد الغاء كأس الاتحاد، وقال: هذه البطولة لا عـــــلاقة لها اطلاقاً بقضية الفريق الأول ولا توفر أية بدائل فنية لتعويض توقفات الدوري· واضاف: هذه المسابقة ليست مســــتحدثة لكي نتحدث عنها كبديل لإلغاء كأس الاتحــــاد، فهي قائمة ودائمة منذ عدة مواسم، وظلت على أجندة المســابقات بالتوازي مع كأس الاتحاد دون ان يكون أحدهما بديلاً للآخر يعوض غيابه· وقال: نعترف بأن الأندية لم تكن تعير كأس الاتحاد الاهتمام الكافي ولا توليها أهمية كبيرة الموسم الماضي، لأن الحاجة لم تكن كبيرة وملحة لمبارياتها على عكس الموسم الحالي الذي تتعــــــاظم فيه أهمية مثل هذه المسابقة نظراً للتوقفات الطــويلة والمتكررة، فهي أنسب تعــــويض باعتــــــبارها مسابقة رســـــمية تختلف طبـــــيعة الاحتــــــكاك فيها عن تلك التجــــــارب الودية التي تلهث خلـــــفها الأندية في فترات التوقـــــــف، وقد تعثر على فريق منافــــــس أو لا تعثر، بخلاف ان المباراة الودية مهما بلغت لا تحــــــقق عائداً فنـــــياً، كــــــذلك الذي تحــــققه المباراة الرســــمية، ولو في بطولة غير أســــاسية مثل كأس الاتحاد· واضاف كان من المفترض ان تقام كأس الاتحاد أو أية مسابقة بديلة هذا الموسم، وان تتخلل مبارياتها الأسابيع التي تخلو من لقاءات الدوري، وان تقتصر المشاركة فيها على أندية الدرجة الأولى، لأن دوري الدرجة الثانية بلا توقفات، وان تقام بنظام المجموعات والذهاب والإياب، وان يتم خلال اقرار لوائحها تجنب العراقيل والمشكلات التي وقعت الموسم الماضي، فليس معنى ان البطولة صادفتها العراقيل ان يتم إلغاؤها· وعن الحلول الفنية المتاحة على أرض الواقع مع غياب مثل هذه المسابقة في الوقت الراهن قال: لا توجد أية حلول فنية، وعلينا قبول الواقع بكل مصاعبه ومسالبه، وان نواصل البحث عن بعض التجارب الودية خلال فترات التوقف على ما فيها من عيوب ولا يمكن لفريق يسعى للمنافسة ان يلجأ الى معسكر خارجي خلال فترة التـــــوقف الطويلة، لأن الفرق الكبيرة يذهب أغلب لاعبيها الى المنتخب، فماذا تكون الفائدة من معسكر للرديف يغيب عنه معـــــظم العناصر الرئيسية للفريق، وعلى سبيل المثال فإن فريقي الآن ينقصه تسعة من لاعبيه الأساسيين، فبمن إذن أقيم المعسكر· وقال: هذا الموســــــم صعب بالفعل، وعلينا ان نتقبل الأمر، لأن مصلحة المنتخب الذي يتوقف من أجله الدوري هي قطعاً في المقام الأول، ونتمنى له التوفيق، وان يجتاز التصفيات الآســـيوية المؤهلة لكأس العالم بنجاح·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©