الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعم فقيد الوطن للمرأة حظي باهتمام إقليمي ودولي·· وخليفة يُكمل المسيرة

دعم فقيد الوطن للمرأة حظي باهتمام إقليمي ودولي·· وخليفة يُكمل المسيرة
31 أكتوبر 2007 03:24
بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب ثراه''، أصدرت مؤسسة التنمية الأسرية كتاب (شمس زايد··· أضاءت دنيا المرأة)، وهو العمل الذي أرادت مؤسسة التنمية الأسرية تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن يكون رافدا جديدا في مكتبة المرأة الإماراتية بشكل خاص، لتتعرف بشكل أوسع على مسيرة عطاء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد للمرأة، خلال أكثر من ثلاثة عقود، وانعكاس هذا العطاء على إنجازات المرأة، حيث يكشف هذا الكتاب السر الذي يكمن وراء كل هذه النجاحات الرائعة التي حققتها المرأة في جميع المجالات، وعلى كافة الأصعدة والمستويات· ''الاتحاد'' تنفرد بنشر أربع حلقات تتضمن الكتاب الذي قُدِّم له بقلم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رفيقة عمر ودرب الشيخ زايد ''رحمه الله''، ورائدة النهضة النسائية في الدولة، حيث أوضحت - في كلمات - سموها الكثير من الجوانب الخاصة من حياة فقيد الوطن الراحل، لاسيما تلك المتعلقة بدوره العظيم في النهوض بالمرأة الإماراتية· كما كتب معالي علي بن سالم الكعبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية مقدمة ثانية للكتاب، أضاء من خلالها نقاطاً عاشها وشاهدها في مسيرة إنجاز المرأة الإماراتية في عهد الشيخ زايد ''رحمه الله''، وفي امتداد نهجه الحكيم تحت ظل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات· وفي حلقة اليوم نعرض ملخصاً لآخر فصول الكتاب وهو عصر الإنجازات، وخير خلف لخير سلف· فلا يموت الرجال بموت الأجساد إن كانت لهم ذرية صالحة تكمل مشوارهم في الحياة، ولا ذرية كذرية قائدنا الراحل فقيد الوطن والأمة الشيخ زايد ''رحمه الله''، فهم خير خلف لخير سلف· نهلوا من نبع زايد الخير الصافي الذي علمهم ورباهم على حب الوطن والناس· فأبناؤه الكرام وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجميع أبناء زايد الشيوخ الكرام، وجميع أبناء هذا الوطن، يمثلون امتداداً طبيعياً لسيرة زايد الخير ''رحمه الله'' ونهجه الإنساني الذي سيبقى نبراساً يضيء للإمارات طريقها المستقبلي· بعد أن لقي التعليم بمساراته المختلفة وقطاع العمل العام بمستوياته المتدرجة، إقبالاً واضحاً من المرأة في دولة الإمارات وذلك على النحو السالف طرحه، وبالعودة إلى المجال السياسي، وجد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة أنه ما من شيء يحول دون ابنة الإمارات والمشاركة في المجال السياسي، وهذا هو ما أكده دوماً نصير المرأة الأول وحرص على تضمينه مواد الدستور والقانون· وقد أكد الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' حق المرأة في المشاركة الكاملة لخدمة وطنها، كما أكد تشجيعه للمرأة على المشاركة الكاملة في خدمة وطنها، منوهاً إلى أن العمل السياسي جزء من هذه المشاركة وسوف يسجل التاريخ أن آخر تشكيل وزاري للدولة في عهد مؤسسها زايد الخير وقبل يوم واحد من وفاته ''رحمه الله'' اختار وزيرة إماراتية هي معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد· ولذلك حظيت المرأة الإماراتية باهتمام إقليمي وعالمي يشيد بتقدمها ويكرمها ويقدرها، وبفضل جهود ودعم زايد الخير ''طيب الله ثراه'' حظي التقدم الذي حققته المرأة في دولة الإمارات باهتمام عالمي· خير خلف ولعل أم الإمارات قد أصابت كبد الحقيقة في أول تصريح لها عقب وفاة زايد الخير في 20 مارس 2005 في إطار الاحتفال بتكريمها ومنحها لقب أم الإمارات حيث قالت: ''إنني على ثقة ويقين كاملين بأن خليفة ربان ماهر سوف يقود سفينة البلاد إلى بر الأمان·'' وأضافت: ''اليوم جاء دور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ليكمل المسيرة وهو الامتداد الطبيعي لوالده حيث تسلم الراية وحمل المسؤولية بكل صدق وأمانة، وأكد على نهج زايد في كل شؤون الدولة وذلك أنه نهل من نبع زايد الصافي فهو الذي علمه ورباه على حب الوطن والناس·· وثقتي كاملة في قدرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة وولي عهده الأمين، وكل أنجال زايد على مواصلة المشوار وقيادة شعب الإمارات إلى بر السلامة والأمان، لأنهم أبناء زايد الذي غرس فيهم قيمه وأسلوب عمله ومنهاج حياته في إدارة دفة الأمور ورسم لهم طريق القيادة وحسن العلاقة بين القائد وشعبه· ونتطرق إلى عدد من القرارات التي اتخذها صاحب السمو الشيخ خليفة في موقعه كرئيس للدولة وهي قرارات تعطي ملمحاً مهماً وتلقي الضوء على مدى اهتمام سموه بالحفاظ على الكيان الأسري ورعاية جميع أفرادها بما يحفظ استقرار المجتمع وأمن وسلامة أفراده، ويؤكد التزام سموه بنهج الوالد ''رحمه الله'' في نصرة المرأة ودعمها لإبراز قدراتها ومواهبها والإصرار على مشاركتها الفاعلة في برامج التنمية· في هذا الإطار أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي القانون رقم 11 لسنة 2006 بإنشاء مؤسسة التنمية الأسرية· مؤسسة التنمية الأسرية ووفقاً للقانون تنشأ مؤسسة عامة غير ربحية تسمى مؤسسة التنمية الأسرية، ذات شخصية اعتبارية مستقلة وتتمتع بالأهلية القانونية الكاملة والاستقلال المالي والإداري برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وتتبع ديوان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· ويكون مقر المؤسسة مدينة أبوظبي ويجوز لمجلس الأمناء بعد موافقة الرئيس أن ينشئ فروعاً ومكاتب لها في الإمارة وذلك أملاً في الارتقاء بالمرأة· فأصبحت المؤسسة إطلالة جديدة لابنة الإمارات تواكب من خلالها تقنيات العصر وتطوراته في مطلع الألفية الجديدة· وفور صدور القانون ونشره في الصحف الرسمية سارعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيسة الأعلى للمؤسسة إلى تهنئة ابنة الإمارات بهذا الدعم الجديد وقالت في تصريح لها بهذه المناسبة: ''إن المؤسسة الجديدة تنتظرها مهام كبيرة ومسؤولية عظيمة للارتقاء بالمرأة الإماراتية وتأهيلها لمواكبة تطورات العصر بكل أدواته وجددت الشيخة فاطمة شكرها العميق لصاحب السمو رئيس الدولة على مبادرته بإطلاق المؤسسة وهو الأمر الذي يؤكد اهتمام الدولة في أعلى مستويات السلطة بدعم المرأة الإماراتية وتهيئة المناخ لإطلاق مواهبها وقدراتها، وفي ذلك رسالة واضحة لابنة الإمارات تدفعنا للتفاؤل والأمل والإصرار على مواصلة مشوار الإنجازات التي حققتها المرأة في بلادنا ووضعتها على قدم المساواة مع نظيراتها في الدول الشقيقة والصديقة''· وحددت سمو الشيخة فاطمة الملامح الرئيسية لاستراتيجية عمل مؤسسة التنمية الأسرية في كونها تهدف إلى رعاية وتنمية الأسرة بوجه عام والمرأة والطفل بوجه خاص تأكيداً لدور الأسرة في التنشئة الاجتماعية وتحقيق رؤية شاملة في التعامل مع قضايا المرأة والطفل والتنمية المستدامة للأسرة ضماناً لخلق مجتمع قادر على المنافسة بالعلم والمعرفة مع التطوير المستمر للقدرات والمهارات· الاهتمام بالأسرة كما تهتم المؤسسة بإيجاد الآليات المناسبة لحل المنازعات والمشكلات التي تواجه المرأة والأسرة بوجه عام سواء كان ذلك من خلال المؤسسة أو بتفويض من الغير في هذا الشأن، وتوفير الرعاية للمسنين بكافة صورها وأشكالها والعمل على استقطابهم للعيش في حياة اجتماعية مستقرة، وإذكاء روح المبادرة والابتكار لدى النشء والشباب لتحفيزهم على العمل والإنتاج ونشر الوعي بقضايا الأسرة باستخدام الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية وتعميم مفاهيم الثقافة البيئية، وغرس وتمكين مفاهيم وآليات العمل التطوعي لدى أفراد الأسرة، والاهتمام بقضايا التربية والتعليم ووسائل التقنية الحديثة لتحقيق أهداف المؤسسة، ودعم حقوق المرأة الأسرية وتنميتها· وفي ختام تصريحها ثمنت الشيخة فاطمة الدور الكبير الذي قدمته جمعية نهضة المرأة الظبيانية خلال العقود الثلاثة الماضية· وأكدت أنها أدت دورها بأمانة واقتدار في خدمة قضايا المرأة والأسرة ووجهت سموها الشكر إلى كافة العاملين في الجمعية عبر مسيرتها الطويلة والتي بدأت في عام 1973 كأول جمعية نسائية في الدولة وحتى صدور قرار قانون مؤسسة التنمية الأسرية· بداية عملاقة وبرغم حداثة المؤسسة التي لم تكمل عامها الثاني بعد إلا أنها انطلقت بسرعة هائلة في الانخراط بقضايا الوطن وما يخص الأسرة والمرأة والطفل منها على وجه الخصوص· وتفاعلت المؤسسة مع قضايا المجتمع وبادرت إلى الإسهام في دعم المرأة في أول انتخابات تجرى في البلاد لاختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عبر هيئة انتخابية قوامها ما يقرب من 6 آلاف ناخب كان لافتاً أن يتجاوز عدد النساء في هذه القائمة 1200 ناخبة بما يعادل 24%· وقد خاضت التجربة الفريدة وغير المسبوقة 65 مرشحة بنسبة 14,25 % من مجموع المرشحين البالغ 456 من بينهن 13 في أبوظبي و13 في دبي و29 في الشارقة و3 في رأس الخيمة و2 في أم القيوين و2 في عجمان وواحدة في الفجيرة· وكعادتها قدمت إمارة أبوظبي نموذجاً حضارياً في أول عملية انتخابية في الدولة يوم السبت 16 ديسمبر ،2006 وشهد مركز الاقتراع في نادي الجزيزة الرياضي إقبالاً كبيراً من الناخبين والناخبات منذ الصباح الباكر لتلبية نداء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لتفعيل المجلس الوطني· وأجريت الانتخابات بنظام التصويت الإلكتروني الذي قام بدور كبير في تسهيل عملية الاقتراع· ووصل عدد المرشحين في إمارة أبوظبي إلى 99 مرشحاً وبلغ عدد المرشحات 14 مرشحة ولوحظ أن المرشحين والمرشحات توزعوا على فئات مهنية عديدة فمنهم الأطباء وأساتذة الجامعات والتجار والمعلمون والمتقاعدون وقيادات أمنية، كما غلبت نسبة المرشحين والمرشحات الشباب، ولم تسجل انتخابات أبوظبي تجاوزات تذكر· وأكد المرشحون والناخبون أن الانتخابات تميزت بالشفافية والنزاهة والحياد، ووصلت نسبة المشاركة في انتخابات أبوظبي إلى 2و60% كما حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام العالمية والعربية· خطوة تاريخية وقد أعلنت المؤسسة بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة دعمها للمرشحات وفتحت أبوابها في كافة الفروع أمامهن لعرض برامجهن والالتقاء مع الناخبين والناخبات لكسب تأييدهن، وقد أسفرت النتائج عن فوز الدكتورة أمل القبيسي عن إمارة أبوظبي لتكون أول امرأة خليجية تحت قبة البرلمان عبر الانتخابات، فيما لم يحالف التوفيق أي من النساء الأخريات في الإمارات الأخرى، لكن حكمة القيادة تجلت حينما بادر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة باتخاذ خطوة تاريخية بتعيين ثماني سيدات لتصل نسبة تواجد المرأة في البرلمان إلى 22% وهي من أعلى المعدلات في العالم· مكرمة خليفة بعد الإطلالة السريعة على مؤسسة التنمية الأسرية فإن الحديث لن يكتمل عن دعم صاحب السمو رئيس الدولة للأسرة والمرأة دون الإشارة إلى القرار التاريخي بمكرمة خليفة لأبناء المنطقة الشمالية في الدولة حيث أعلن صاحب السمو رئيس الدولة عن مكرمة قدرها 15 مليار درهم من أجل إقامة البنية الأساسية وإعمار المناطق النائية وتوفير الخدمات الإنسانية لقاطنيها· ولعل هذه الأفعال ترجمة صادقة وأمينة لاستمرار نهج زايد الخير ''طيب الله ثراه'' في دعم المرأة ونصرة قضاياها بما ينعكس إيجاباً على أمن واستقرار المجتمع وسلامة أفراده، واللافت أن هذه المكرمة تؤسس لنهج جديد في رعاية الدولة لمواطنيها من حيث عدم الاكتفاء بتقديم المنح والهبات بل من خلال خلق فرص عمل وتقديم خدمات البنية الأساسية ومن هذا المنطلق فهي مكرمة تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار العائلي بدلاً من اضطرار رب الأسرة إلى الذهاب بعيداً بحثاً عن لقمة العيش في إمارات أخرى بعيداً عن الزوجة والأولاد وهو أمر يجعل العلاقات الأسرية في حالة من التوتر ويفتقد الأبناء إلى الأب· لقد كانت الهدية عظيمة عظم الفرحة العارمة التي غمرت قلوب أبناء الوطن كبيرة كبر القائد الحريص كل الحرص على راحة أبناء الوطن، معبرة عن فلسفة قائد ملهم بحب الشعب وقادر على تحدي الصعاب وتذليل المعوقات التي يمكن أن تقف أمام الإرادة الصادقة والعزيمة الصلبة· دعم المرأة إن طريق دعم المرأة لتحقيق الإنجازات لم يتوقف عند هذه النقطة، ففي سبتمبر 2005 أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي نظامين يقضي الأول بتعديل بعض أحكام علاوة الأبناء، والثاني بتعديل بعض أحكام نظام بدل السكن للموظفين والمستخدمين المواطنين في إمارة أبوظبي· ونص التعديل في نظام علاوة الأبناء على أن تمنح هذه العلاوة للموظفة عن أبنائها المواطنين ما لم تكن تصرف لأبيهم على أن تمنح العلاوة في حالة الطلاق للقائم بالإعالة· ونص التعديل في نظام بدل السكن للموظفين والمستخدمين المواطنين على أن تمنح الموظفة المواطنة بدل السكن بفئة متزوج إذا كانت متزوجة أو كانت أرملة أو مطلقة ولها ولد تعوله، ويأتي إصدار هذين التعديلين ليجسد الاهتمام الذي يوليه رئيس الدولة لنصرة قضايا المرأة وحرص سموه على تعزيز حقوقها وتقديراً لدورها وإسهامها البارز في بناء وتنمية المجتمع· المساعدات الاجتماعية وفي الإطار نفسه أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بزيادة قيمة المساعدات الاجتماعية الشهرية التي يتقاضاها المواطنون والمواطنات ضمن برنامج قانون الضمان الاجتماعي بنسبة 75 في المئة وذلك انطلاقاً من اهتمام سموه وحرصه على توفير الرعاية الشاملة لكل فئات المجتمع وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين كافة· ووجه صاحب السمو رئيس الدولة وزارة الشؤون الاجتماعية بسرعة اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيق هذه الزيادة على جميع المستحقين للمساعدات الاجتماعية الشهرية على مستوى الدولة اعتباراً من أول أكتوبر 2005 وبلغ عدد المستفيدين من المساعدات العام 2004 أكثر من 67 ألف شخص يحصلون على 658 مليون درهم· على الدرب وتكشف أقوال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة والتي نجد فيها رؤية تطابق بالأهداف والغايات رؤية والده الشيخ زايد ''رحمه الله'' للعديد من القضايا، نجد في هذه الأقوال بعضاً من ملامح شخصيته المعطاءة والمحبة للخير، حيث يقول سموه حفظه الله في مجال التعليم: (يجب التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة والإقبال عليها بروح عالية ورغبة صادقة على طرق كافة مجالات العمل حتى تتمكن دولة الإمارات خلال الألفية الثالثة من تحقيق نقلة حضارية واسعة)، وكما كان لوالده الشيخ زايد ''رحمه الله'' شغف كبير بتوفير الحياة الآمنة والمطمئنة لمواطني الدولة، فإن سموه يؤكد من خلال هذه الكلمات على إيمانه بهذا النهج الذي اختطه زايد الخير ''رحمه الله''، حيث يقول: (إننا قمنا بإرشادات مؤسس هذا البلد والدنا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونفذنا أوامره التي كانت تصدر لمصلحة الشعب، فبعد أن أعلن كلمته المشهورة (لا فائدة من المال إذا لم يسخر لمصلحة الشعب) قامت الأعمال على قدم وساق· ولم تغب مسألة نضوب البترول عن ذهن سموه حفظه الله، وما يشكله من تحديات حقيقية للدولة في المستقبل· فسهر سموه بتوجيهات مسبقة من والده الشيخ زايد ''رحمه الله'' على توسيع الخطط الرامية الى توفير بدائل للدخل الوطني، وفي ذلك يقول سموه: (إننا نفكر في كيفية مواجهة المستقبل عندما ينضب البترول وذلك بتنويع مصادر الدخل)· كما يشير سموه ''حفظه الله'' إلى الثورة الزراعية التنموية الشاملة التي تمت في عهد زايد الخير ''رحمه الله'' والتي كان لسموه في إنجازها الكثير من الجهد، حيث يقول: (إن التنمية الزراعية تمثل رأس المال الحقيقي الذي سعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تقديم كافة أوجه الإنفاق من أجل النهوض به وتطويره)· الحلم الواقع لقد كان حلم القائد الراحل الشيخ زايد ''رحمه الله'' بتحقيق الرفاهية والاستقرار والطمأنينة للمواطنين، يمثل وما زال هاجساً لا يفارق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإن كان فقيد الوطن الشيخ زايد ''رحمه الله'' قد شيّد الوطن وأسس الوحدة الوطنية والشعور بالاستقرار لدى المواطنين فإن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة يؤكد على استمراره بهذا النهج المبارك، حيث يقول: (إن هدفنا الأساسي في دولة الإمارات هو بناء الوطن والمواطن، وإن الجزء الأكبر من دخل البلاد يسخر لتعويض ما فاتنا واللحاق بركب الأمم المتقدمة التي سبقتنا في محاولة منا لبناء بلدنا)· وبنظرة شاملة لقضايا الوطن يقول سموه: (إننا نعمل بصفة مستمرة على تحسين وتطوير الخدمات التعليمية والاجتماعية وتطوير القطاع الزراعي والاهتمام برعاية الشباب ودعم مرافق النقل والمواصلات وإنشاء المطارات والطرق الحديثة والموانئ المتطورة)· أما رؤية سموه لمستقبل الجيل الواعد من شباب وفتيات هذا الوطن المعطاء فتكمن في هذه الكلمات: (عندما يكون الإعداد، قوة في الإرادة ومتانة في الخلق وأصالة في التكوين، فإن هذا الجيل يكون بالتأكيد قادراً على أداء المسؤولية والقيام بها بكل أمانة وثقة وجد وإيمان وإخلاص)· ويضيف سموه: (إن الجيل الجديد من أبناء الإمارات هو ثمرة جيل من الآباء والأجداد لهم كل الاعتزاز والتقدير، وهو لا يشكل انقطاعا عن ماضينا بفضل الحرص على تعزيز التقاليد الراسخة التي هي جزء من التراث وتجسيد الالتزام)· خليفة·· سيرة الخير والعطاء يستعرض الكتاب السيرة الذاتية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' الذي ولد في عام 1948 في مدينة العين في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي· هو أكبر أنجال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''· وبدأت تربية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على حفظ القرآن الكريم والملازمة الدائمة لوالده الشيخ زايد ''رحمه الله'' الذي نهل منه مكارم الأخلاق والصفات الحميدة والكرم والشجاعة· وتلقى سموه تعليمه الأساسي في مدينة العين، وكانت لنشأته في هذه المدينة أهمية خاصة، إذ إنها تعد ثاني أكبر المدن في إمارة أبوظبي، وتشكل قاعدة لكثير من القبائل المحلية، مما وفر له فرصة واسعة للاحتكاك الميداني بهموم المواطنين، وجعلته قريباً من تطلعاتهم وآمالهم· وقد ظهر أثر ذلك جلياً في مرحلة الطفرة التنموية التي كان سموه يقود منها مبادرات عديدة لصالح المواطنين، وكانت هذه المبادرات تحظى بمباركة ورعاية والده الشيخ زايد ''رحمه الله'' الذي أوكل إليه الكثير من المهمات خاصة مهمات البناء الداخلي· أما أبرز المناصب والمهام التي كلّف بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة في حياة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، فيمكن الوقوف عند هذه التواريخ: في تاريخ 18/9/1966 شغل سموه منصب ممثل سمو حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها· وبتاريخ 2/1/1969 تولى مهام ولاية عهد أبوظبي، وفي 2/2/1969م تولى مهام دائرة الدفاع في أبوظبي، وذلك عند تشكيل قوة دفاع أبوظبي· وشغل في 1/7/1971 منصب رئيس مجلس وزراء أبوظبي، كما تولى مهام الدفاع والمالية· وفي 20/2/1974 تولى سموه مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي· وعين في 1976 نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في أعقاب القرار التاريخي الذي اتخذه المجلس الأعلى للاتحاد، بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©