الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عزازيل وحارة السقايين

عزازيل وحارة السقايين
27 ابريل 2009 03:30
فاجأتني بسؤال غريب في معناه وفحواه وتوقيته.. قالت، فيما نظراتها خالية من أي معنى وتعبيراتها محايدة: هل تؤمن بتناسخ الأرواح؟ معلوماتي عن فكرة أو معتقد تناسخ الأرواح لا تسمح لي ـ لضآلتها ـ بالإجابة على أي سؤال حوله، وليس أمامي سوى الهروب إلى منطقة آمنة تجنبني المناوشات، قلت «بل أؤمن بالبعث بعد الموت»، ولذت بالصمت قبل أن أكتشف أن لدي إجابة أخرى غابت عني أو غيبها تأثير مفاجأة «الطرح». قلت «لا أؤمن بتناسخ الأرواح، ولكن «بالتقمص الروحي»، على المستوى الشخصي أعتقد أنني عشت في عصور سابقة وسبحت عبر الزمن إلى ماض سحيق وتقمصت شخصيات وتقمصتني أخرى». قبل أيام أهداني الأديب المبدع عبد الغني عجاج، وهو بالمناسبة يعتز بوصف الأديب أكثر من صفته الوظيفية كمستشار إعلامي «مخضرم»، مجموعة من إصداراته التي نقلتني إلى فضاءات لم أحلق فيها من قبل، وأماكن لم أطأها رغم القصر النسبي للفاصل الزمني بين توقيتات الأحداث ووقت القراءة، نقلتني على سبيل المثال إلى «حارة السقايين» عبر إصداره «حكايات من حارتنا» لأعيش تفاصيل حياة شديدة الثراء لأناس بسطاء يعرفون كيف يرتفعون على الأحزان ويحولون لحظات الانكسار إلى إرادة حياة، يعرفون كيف ينسجون من المحن أثواب محبة تمنح الدفء للجميع، مهما كانت برودة الشتاء وقسوته. ومن حارة السقايين أبحرت عبر الزمن إلى القرن الثالث الميلادي، بصحبة يوسف زيدان، في رائعته «عزازيل» الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية، حيث وجدت مشاعري تحتضن «هيبا» الراهب الباحث عن الحقيقة والهارب من الحب وإليه، ووجدتني أصحبه في رحلة الفرار من عواصف الأحداث الدامية في الاسكندرية القديمة، إلى القدس عبر صحراء سيناء، ومنها الى حلب... ثم إلى المجهول. ومن أحزان هيبا الراهب، إلى معاناة الشاعر العباسي ابن زريق البغدادي صاحب القصيدة الفريدة الوحيدة المعروفة له، التي يناجي فيها زوجته الحبيبة، بعد أن فارقها هارباً من فقره في بغداد باحثاً عن لين العيش في الأندلس حيث مرض ومات، ومع الشاعر المبدع فاروق شوشة، أواصل الاستمتاع بحالة «التقمص»، مبحراً عبر ضفتي كتابه «أحلى عشرين قصيدة حب». صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©