الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشّعر.. سحرٌ مفتوح

الشّعر.. سحرٌ مفتوح
1 مارس 2018 02:06
نشأ السحر في منظومة ما قبل المنطق حيث كان النظر إلى الأشياء يستدعي تفكيراً أولياً يربط، باعتباطية، بين الأشياء والظواهرِ ولذلك حين يتم الربط بين هطولِ المطر وتدفق الدم من الأضحية المذبوحة لأجل استنزال المطر، فإن ذلك يتم وفق ربطٍ اعتباطي بين الظاهرة والشيء، وهكذا تبدو سيطرةُ الأشياءِ مربوطةً ببعضها بطريقة قبل- منطقية أي أولية، وتبدو اللغة في هذه المرحلةِ تابعةً للأشياء تعمل خلفها حيث تسخّرُ اللغةُ لتعيين وربطِ هذه الأشياءِ لا للتفوق عليها، وعلى ذلك كانت اللَغةُ تابعةً للشيءِ وكان الشيءُ، متداعياً بطريقةٍ لا منطقيةٍ مع الشيءِ الآخر أو الظاهرةِ، هو أساس مرحلة ما قبل المنطق. الشعر والسحر قبل المنطق يتعين علينا إذن أن نجعلَ تفوقَ الشيءِ على اللغةِ والربط اللامنطقي بين الأشياءِ وبين الظواهر من الأمور المميزة لهذه المنظومة. وبلغةِ السيميائيةِ يتفَوقُ المدلولُ على الدالِ وتتحولُ الإشارةُ إلى تابعٍ للمدلولِ؛ فهي لا تؤثر به بل تتسخَّر لهُ. وأولُ انفصالِ في مشيمة هذه المرحلةِ كان يوم اخترعت الكتابةُ فتحولت اللغةُ إلى دالٍّ ذي كيان صوتي/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ صوري وكان يتبعُ ذلك انقلابٌ خطيرٌ في مهمةِ اللغةِ. لذلك كانت مرحلةُ ما قبلَ المنطقِ، وهي مرحلة الأقوام البدائيين، مرحلةً للأشياءِ وكانت اللغة عوناً على التعامل مع هذه الأشياء، وعلى هذا تمتاز هذه المرحلة بأنها فيزيقية، تقع في رحم الطبيعية ومازال الإنسانُ فيها لم يولد بعد واللغة أولُ خصامهِ مع الطبيعةِ، ولكنها مازالت حتى ذلك الوقت تابعة لها. إن البناء أو التداعي غير المنظم للأشياءِ هو ما يدعوهُ علماء الأنثروبولوجيا بالسحر. فالسحرُ صورةٌ من صور تطبيقِ أو على الأصح إساءةِ تطبيق مبادئ تداعي وترابط المعاني، ولذا يطلق عليه في كتاباتِ كل من تايلور وفريزرِ اسم: (Pseudo Science) أي العلم الزائف أو العلم الكاذب (1). وهكذا يكون السحرُ علماً زائفاً فهو ينظمُ الأشياء وفق نظام، ولكنه نظامٌ كاذبٌ ليس فيه نسقٌ يؤدي إلى معانٍ متسلسلةٍ مترابطةٍ ترابطاً منطقياً، ولذلَك كان السحرُ إحدى أهم سماتِ عصر ما قبلِ المنطقِ؛ فالسحرُ -إذن- نظامُ تداعٍ غير منظمٍ، ولكنهُ نظامٌ محكومٌ ببُنى عميقة تحركهُ. إن «أولَ الاختلافاتِ بين السحرِ والعلمِ من هذا المنظور هو أن السحرَ يقول بحتميةِ شاملةٍ تامةٍ فيما يعملُ العلمُ مميزاً بين المراتب، وهي مراتب أخرى، وإلا يمكننا المضيٌ بعيداً في هذا المجال، فنعتبرُ الدقة والصرامة اللتين تميزان الفكر السحريَ والممارسات الطقسية من المؤشراتِ التي تدلُّ على إدراكِ لا واعٍ لحقيقةِ الحتمية، والحالُ هذه ملحوظة بالظنِ (الحدس) قائمة في لعبةِ الحياة قبل أن تكون مبادئ مدركة و(سنَناً) محترمة» (2). والسحرُ -على ذلك- علمٌ حدسيٌ خاضعٌ لأن يكونَ كاذباً أو غيرَ دقيقٍ في بعض نتائجهِ، ولذلكَ يشدّنا ميلٌ قويٌ لاعتبار السحر كوناً رموزياً مقفلاً أكثر من كونه مرحلة من مراحل العلم. السحرُ دائرةٌ مكتملةٌ لها سماتُها «فليسَ الفكرُ السحريٌ بدءاً أو جزءاً من كلٍّ لم يكتمل بعد بل إنه نظام شديد التماسك، مستقلٌّ عن النظام العلمي الذي سيتشكل فيما بعد إلا من حيث الطباق الصوري بينهما» (المرجع نفسه). النظام السحري نظام قبل- منطقي قائم بذاته والنظام العلمي نظام منطقي قائم بذاته، وليس الأول، بدءاً للثاني وليس الثاني امتداداً للأول، وسيكون لزاماً علينا أن نعتبر النظام الشعري الذي هو نظام بعد منطقي قائماً بذاته كذلك وهو ليس نتيجة لنمو الاثنين.. بل إن الأنساق الثلاثة هذه (القبل- منطقي ممثلاً بالسحر، والمنطقي ممثلاً بالعلم، والبعد منطقي ممثلاً بالشعر) أنظمة لا تاريخية وليس بينها صلات تطور.. ولذلك فهي متعايشة مع بعضها دون أن يلغي أحدها الآخر أو يكون بديلاً عنه، ودون أن يؤدي تطور أيّ منها إلى الآخر. ولكي نكتشف الكون السحري القائم بذاته فيجب علينا أن نكتشف بُناه العميقة التي تعمل على تشكيل أنساقه أولاً، ثم نحاول فك شيفراته الدالة. يبين (سامبسون) في واحد من أمثلته أن الكيمياء الحديثة تردُّ أنواع العطور والأطعمة إلى خمسة عناصر تدخل في مزاجات مختلفة: (الكربون والهيدروجين والأوكسجين والكبريت والآزوت) ويصنف الإنسان البدائي العطور والأطعمة في أصنافٍ تشابه ما تفعله الكيمياء الحديثة. ويعلق كلود ليفي ستروس على هذه الحادثة فيقول: «إن الفيلسوف البدائي أو الشاعر قد يتوصل إلى هذه التصنيفات نفسها مستلهماً معطيات لا علاقة لها بالكيمياء أو بأي علمٍ آخر، وتكشف لنا النصوص الاثنوغرافية عدداً من هذه التصنيفات التي لا تقل أهمية من حيث قيمتها التجريبية والجمالية، ولا يصح القول ها هنا بأن هذا الأمر يعود إلى تسعير التداعيات تسعيراً يتكفل الحظ بإنجاحه» (المرجع نفسه ص 34). وهكذا تبدو البنية السحرية عميقة، تكمن في الحس/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ الطبيعة، ولكنها تعمل بقانون لا تراتبي أو بتداعٍ منظمٍ، ولقد استطاع المنهجُ البنيوي من خلال طروحاتِ كلود ليفي شتراوس الكشف عن البُنى السحرية في اللغةِ وفي الفنونِ وفي تصنيف الحيوانات والنباتات وغيرها، ويحفل كتابه (الفكر البرّي) بأمثلة لا حصر لها تدل على ذلك. أما النظام الإشاري السحري، فهو نظامٌ مقفل لا تدل فيه الإشارة إلا على الشيء، ولكل شيء معنى، ولذلك تعمل الإشارة في الممارسات الطقسية، أو في اللغة في نظام دلالي محدد وقاطع. السحر نظام سيميائي مركب فهو يعتمد على عدة أسس أو وحدات أولية؛ فاللغة كنظام سيميولوجي أساسها الكلمة، والموسيقى كنظام أساسها النغم، والفن التشكيلي أساسه الخط. والسحر يتكون من جميع هذه الأنظمة.. ولذلك يمكننا القول بأن السحر نظام سيميولوجَويّ اعتباطي أساسه الكلمة/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ النغم/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ الخط؛ فهو نظام مركَّب يعتمد اختلاط الأسس السيميولوجية والتعامل معها جميعاً ولا يعتمد التعقيد العالي المتحقق في اللغة، مثلاً، والذي يعتمد أساساً واحداً وخصوصاً أن الشعر نظام خارجٌ على نظامِ اللغةِ؛ بمعنى أنه يزيدُ من سعةِ الاستخدام اللغوي وينفي في كثير من الأحيان طراز المعجم فيه، ولذلك يزحزح الشعر الاستخدام اللغوي والدلالي والاتصالي وبذلك ينعش اللغة ويجددها بل ويفجرها، يبعثها ويمنع سكونها القاموسيٌ واستخدامها الاستهلاكي الجماعي. الشعر والسحر في حيّز المنطق هذه المرحلة ليست منفصلةً عن المرحلةِ السابقةِ ولكنها تصنع اللغةَ مع الأشياءِ في مستوىً واحد إذ لم تعد الأشياء هي التي تسيطرُ على اللغةِ بل تحولت اللغةُ إلى كيانٍ أو نظامٍ يتماثل مع نظامِ الأشياءِ، فقد نضجت (الحالات) التي هي ليست أشياء، وضجّ بها نظام اللغة الشيئي وأصبحت المعرفة مستوعبةً الوجود أو قادرةً على التعبير عنه، ونجحت اللغةُ في إيصال حالات (الفرح، الحزن، القلق، التبصر في العالم والوجود والزمن… إلخ)، وأصبحت هذه الحالاتُ لغةً بالإضافةِ إلى مسميات الأشياءِ في اللغة. إن فحصَ نظامِ اللغةِ في هذه المرحلةِ يدل على وجودٍ متميز للأفعال أيضاً؛ فزيادةُ تمثل الوجودِ في اللغة من خلالِ الأفعالِ يعني فرزاً دقيقاً لها وكشفاً عن الصفة الحركية للوجود.. في حين تدلُ الأسماء على الصفةِ السكونية، لأنها تشير إلى الشيء بذاته. وكان تأسيسِ فنونِ الكتابةِ الشعريةِ والنثريةِ والأنظمةِ الموسيقيةِ والتشكيليةِ على أساس منطقي أمراً في غاية الأهميةِ للتمهيدِ إلى مرحلةٍ أو إلى نظامٍ آخر. ولقد شهدت العصورُ الكلاسيكيةِ ترسيخاً شاملاً لهذه الأنظمة، وكانت هذه الفنون مماثلةً للمنطق الجمالي الذي هو شكل المرحلة المنطقية هذه. لقد أعلن أرسطو علمَ المنطق مقياساً للعلومِ. وبعد مخاضٍ طويلٍ بدأت العلومُ الصرفةُ كالكيمياءِ والفيزياءِ والفلكِ والبيولوجيا ثم التكنولوجيا والآلياتِ المتقدمة الاقترابَ من علم المنطق الرياضيٌ أو الرمزي تطوراً، وأتت بعد ذلك مرحلةٌ لاحقةٌ حيثُ بدأت العلومُ الإنسانيةُ تتخذُ من علمِ المنطقِ مركزاً لها، وتحاولُ أن تقتربَ منهُ.. ولذلك نشأت البنيويةُ والسيميائية من خلال سيطرةِ المنطقِ على العلومِ الإنسانية. فالمنطق إذن يمضي فلسفياً في العلومِ الإنسانيةِ بمعناه المادي، ويمضي رياضياً في العلوم الصرفةِ، ولكنه في كل الأحوال منطقٌ رمزي. لقد اتجهَ غاستون باشلار لوضعِ المعرفةِ العقلانيةِ في هذا الاتجاهِ واتجه جان بياجيه لوضع علم النفس في اتجاه المنطقِ، واتجهت جوليا كريستيفا لوضعِ المقولات الأدبية في اتجاه المنطق، وكذلك فعل جورج ديموزيل مع الأسطورة وشتراوس في الأنثروبولوجيا.. وهكذا سادت العصرَ نزعةٌ منطقيةٌ متأتيةٌ من الحفز الذي مارسته العلومُ المحضةُ على المعارفِ والفلسفة بوجهٍ خاص. الشعر والسحر بعد المنطق هذه المرحلةُ هي مرحلةُ استقلالِ اللغةِ وتكوينِها لنظامِها الخاص المنفصل عن نظامِ الأشياءِ أو الحالات المعبرةِ عنها، وتجد اللغةُ أعلى أشكالِ حيويتِها في الشعر، ولذلك يبدو الشعرُ نظاماً لغوياً مضاداً، إنه سحر اللغة المفتوح، وعندما تتحول اللغةُ مع الزمن إلى أنظمةٍ لغويةٍ صارمةٍ يضعُ الشعر نفسه كمفتاح لحلَّ ثبات اللغة. الشعرُ في هذه المرحلة عكس اللغة لا يؤدي إلى إيصال معنىً محدد بل يؤدي دوره كرسالةٍ مزدوجةِ الوظيفةِ واحدةُ في اللغةِ والأخرى في الوجود. المرحلةُ المنطقيةُ أدت دورها ومازالت حين دلت على الطبيعة مفروزةً مقروءةً.. أما الشعرُ فيدل على تدخل الذات الإنسانيةِ على هذه الطبيعة، إنه تدخلُ لاحقٌ لتدخلِ الطبيعةِ مع نفسِها في الصراعِ، ولذلك فإن مستوى الاعتراض سيكون جديداً ومغايراً. التداخل الإنساني من خلال اللغة بمعناه الاشتقاقيٌ كدالةٍ على الأشياء ليسَ تدخلاً قدر ما هو خضوعٌ لتنميطِ آثارِ الطبيعةِ على الإنسان، أما التدخل الإنساني من خلال الشعرِ، فهو تدخلٌ احتجاجيٌ، وهو اعتراضٌ على مستوى الطبيعة الهيراقليطي وعلى غايتهِ الصّدْفَويةِ الرهيبةِ. الشعر يختلف عن السحر في كونهِ لا يتمثل قوانينَ الطبيعةِ/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ اللغةِ، ويختلف عن العلم في كونِه لا يكتشفُ قوانينَ الطبيعةِ/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ اللغة.. بل يتدخل في هذه القوانين ويمنعُ تدفقَها العفويٌ، إنه احتجاجُ الطبيعة ضد نفسهَا من خلالِ الإنسان، ولذلكَ يشكلُّ الشعرُ أورجانون الجدلِ مع الطبيعة لكنه ينسلُّ من الطبيعة/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ اللغةِ ليعترضَ عليها. إن المرحلة ما بعد المنطقية محضُ افتراضٍ يتخللُ وجودَنا الحالي والماضي والمستقبلي ولكن لها علاماتٍ تتركها على مخيلتِنا وأفعالِنا، ويشكل الشعرُ أساسَ هذه المرحلةِ لأنه يعمل بميكانزمات مركبةٍ تركيباً خاصاً.. ولذلك فهو أمرٌ يتجاوزُ المنطقَ لما بعده، إنه ليسَ فناً بدائياً سحرياً بل هو فنٌ ما بعد منطقي، إن صح التعبير. إن آثارَ المنطق فيه واضحةٌ من خلالِ السنن الداخليةِ له في التجاوز الواعي، وآثارُ ما بعد المنطق واضحةٌ من خلالِ التحررِ من هذه السنن لا رفضِها بل التشبعِ بِها والخروجِ عليها. يقول امبرتو إيكو: «إن فهمَ المرسلةِ الشعريةِ يقوم أيضاً على جدليةٍ تتبدى في قبولِ ورفضِ السننِ والألفاظ التي يبعثها المرسلُ وفي الآن نفسِه إدخالُ وطرحِ السنَنِ والألفاظِ الشخصية، إنها جدليةُ بين الوفاءِ للنصِ والتحررِ من التفسيراتِ الدائرةِ حولهِ، حيث نجد مرسِلَ المرسلةِ يحاول أن يلبي رغباتِ الغموضِ في مرسلتِهِ باستعمال السننِ الخاصةِ، ومن جهةٍ ثانيةٍ نراه مدفوعاً بفروضِ العلائقِ السياقيةِ لأن ينظرَ إلى المرسلةِ كما تكونت في ظلِ كاتبها وفي ظل العصرِ الذي كتبت فيه، في هذه الجدليةِ بين الشكلِ والانفتاح على صعيدِ المرسلةِ بين الوفاءِ واتخاذِ المبادرةِ على صعيدِ المرسلِ يُبنى نشاطُ التفسيرِ الخاص بكل مُستَعمِل للأثر الأدبي» (3). كما تؤكد كل الميكانزمات الأخرى التي ابتكرتها أو افترضَتها التيارات الأخرى على نبرةٍ ما بعدِ منطقيّة لا تستطيع الأشكال البدائية للتعبير (كالسحر) والأشكال المنطقية (كالعلم) تضمنها، أما الشكل الشعري الذي هو اختزان وتجاوز للمنطق فهو الوحيدُ الجديرُ بتضمن هذه الميكانزمات لأنها تعبر عن سياق الخروجات على اللغةِ والفكرِ في محاولةِ لإنعاشِهِما. الأكثر تمثيلاً يعتبر دي سوسير أن «العلامات التي تتميز بالاعتباطية المطلقة تحقق أكثر من غيرها العملية السيميولوجية، ولهذا السبب فإن اللغة، وهي أكثر الأنظمة التعبيرية تعقيداً وانتشاراً، هي أكثرها تمثيلاً للعملية السيميولوجية. ومن هذا المنطلق يمكن أن تصبح اللغة النموذج العام لكل السيميولوجيات بالرغم من أنها نظام خاص». 350 نوعاً من السحر يقدر البعض الممارسات السحرية المتبقية بـ(350) نوعاً، وهذا عدد متواضع أمام الممارسات السحرية القديمة، ويضع فن التنجيم وورق اللعب وخطوط اليد، وقراءة الفنجان، وكرة الكريستال والفراسة والعيدان، وغيرها ضمن ذلك. احتجاج الطبيعة ضد نفسها الشعر يختلف عن السحر في كونهِ لا يتمثل قوانينَ الطبيعةِ/‏‏ اللغةِ، ويختلف عن العلم في كونِه لا يكتشفُ قوانينَ الطبيعةِ/‏‏ اللغة.. بل يتدخل في هذه القوانين ويمنعُ تدفقَها العفويّ، إنه احتجاجُ الطبيعة ضد نفسِهَا من خلالِ الإنسانِ، ولذلكَ يشكلُّ الشعرُ أورجانون الجدلِ مع الطبيعةُ لكنه ينسل من الطبيعة/‏‏ اللغةِ ليعترضَ عليها فهو الطرف الثاني في عمليةِ الجدلِ، بل هو بشكل أدق أداةُ هذا الجدلِ لأنه سيعملُ على إنعاش هذه الطبيعةِ وتوقدِها. ................................................. المراجع 1. فريزر، سير جيمس، الغصن الذهبي، ترجمة د. أحمد أبو زيد، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1971ص 105. 2. شتراوس، كلود ليفي، الفكر البرّي، ترجمة د. نظير جاهل، ط3، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع 2007 ص 31- 32. 3. إيكو، أمبرتو، المرسلة الشعرية، مجلة الفكر العربي المعاصر العددان 18/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ 19/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ شباط/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ آذار 1982.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©