الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا التسكع؟

لماذا التسكع؟
27 ابريل 2009 03:33
من حين لآخر أستمع إلى آراء هنا وهناك تقترح إنشاء مراكز تجارية خاصة للنساء، أو الحاجة إلى تحديد أيام أو ساعات معينة لتسوق النساء في المراكز التجارية، كحل يطرح لمواجهة ظاهرة التسكع ومعاكسة الشباب للفتيات في الأسواق والمراكز التجارية، كأنه حل يترجم فلسفة «إبعاد البنزين عن النار». إننا إذا ما سلمنا بذلك نكون قد عمقنا الفجوة النفسية، وأشعنا التلصصية، ودعمنا الحواجز الصناعية بين الرجل والمرأة لتعزيز المزيد من التصورات القاصرة عن كل جنس لدى الجنس الآخر تحت مسميات عديدة نجهل عواقبها النفسية والاجتماعية دون الاستناد إلى الأساس الديني أو الاجتماعي أو الثقافي أو التربوي السليم ومن ثم نحصد الإفرازات والانعكاسات السلوكية التي تنتج عن ثقاة الفصل والحجر والجمود بدلاً من مواجهة المشكلة، بدلاً من أن نغرس في نفوس أبنائنا شيم الرجولة والنخوة. إن التحضر ليس في التعري، أو التجرد من الحياء أو في تضييق الملابس وكشف المستور. والاستعراض المبتذل والتفنن في صور التبرج والإمعان في مظاهر التفاخر الأجوف وأساليب جذب الأنظار. التحضر سلوك .. وسيكون السلوك معيباً ومنفراً ومثيراً للاشمئزاز كلما ابتعد عن «منظومة القيم» والأخلاق. كثيراً ما سألت نفسي عند رؤيتي للصور والمشاهد الفجة التي تثير الاشمئزاز والغثيان لفتيات وسيدات تجردن من حيائهن وحشمتهن في مكان عام .. «كيف سمح لها وليها بالخروج من بيتها بهذه الصورة؟ .. إذا كان قد اضطر وتنازل.. فبالتأكيد أنه قد أسعدته كثيراً التعليقات التي سمعتها زوجته أو ابنته عندما عادت إليه تشكو فضول الشباب الذين عاكسوها وتحرشوا بها في الأسواق، وبدلاً من أن نبحث في الحل، تتزايد الشكوى. ونطالب بتوسيع نطاق تجارب سبقتنا إليها مجتمعات مشابهة فشلت في التعامل مع منطق طبائع الأشياء وتعاملت مع النفس البشرية ومجاهلها بتسطح في الرؤى، ولم تحصد في النهاية سوى تفشي المشاكل السلوكية السلبية والرذيلة.. إن التعامل مع الخطأ ليس بتجنب مجابهته. القضية قضية أخلاقية وقيمية بحتة، فقيمنا و ثوابتها الراسخة التي نجيد التحدث عنها، ويتغافل عنها البعض، ولضياع هذه القيم أسباب معروفة أولها التخلي - من المسؤولية الأسرية، والتسيب، والتقليد الأعمى وادعاء التحضر والمدنية. وعلاجها يكمن في الإجابة عن تساؤل واحد فقط «كيف نربي أبناءنا..؟» المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©