الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سوق المقاصيص» البحريني.. ينقل طرائف «الإفلاس» إلى خشبة المسرح!

«سوق المقاصيص» البحريني.. ينقل طرائف «الإفلاس» إلى خشبة المسرح!
27 ابريل 2009 03:35
على الرغم من صغر مساحة مملكة البحرين، إلا إنها تتمتع بعدد كبير من الأسواق الشعبية، إلى جانب المجمعات التجارية التي انتشرت بصورة واسعة، لكنها لم تخطف الأضواء التقليدية من الأسواق القديمة، إذ لم ينس المواطنون أسواقهم الشعبية التي لازالت تحظى بزيارة العديد من الزبائن، نظراً لمحافظتها على رونقها الذي يتحدى رياح الحداثة، وعلى رأس تلك الأسواق «سوق المقاصيص»، أشهر سوق تاريخي شعبي قديم، فهو مكان ممتع وجميل، يشد زواره بما يحويه من بضائع رخيصة قد لا تتوفر حتى لدى الوكلاء التجاريين. كما يتميز سوق «المقاصيص أو الحراج» كما يطلق عليه البعض، بطابعه الخاص الذي يختلف عن كل الأسواق الموجودة في البحـــــــرين، لتنـــوع ســــــــــــلعه وندرتهــــــا ولبساطة باعته وظروفهم، حيث يفرش كل واحد منهم بضاعته بالشكل الذي يريحه دون أي تكلف، لينادي على الزبائن ويجذبهم لبضاعته بكلمات جمـــــيلة، ويتوفر في السوق كل شيء بدءاً من الملابس والساعات والأجهزة بأنواعها والأثاث وحتى «السكراب»، كما تباع الفواكه المحلية كالتين والرطب والصبار الهندي، والصبار «المخرخش»، إلى جانب باعة «حبة الخضرة والسمبل الفول السوداني»، ما يجعل الناس يتمشون فيه أيام الجمع بأريحية كبيرة وكأنهم في نزهة. طقوس الإجازة الأسبوعية يقع «سوق المقاصيص» حاليا في مدينة عيسى، وهو سوق لبيع الأشياء المستعملة والرخيصة والبضائع التراثية القديمة والدراجات والملبوسات وأجهزة الراديو والمسجلات والأسطوانات وأشرطة الأغاني والصناديق والأحذية وغيرها من الكماليات والأجهزة المختلفة، كما يضم سوقاً للحيوانات والطيور، ويفتح أبوابه في نهاية الأسبوع وأيام الإجازات فقط، ويقع اليوم بالقرب منه السوق الإيراني الذي يعني بالأثاث. ويعود أصل تسمية «الحراج» إلى اللغة العربية الفصحى، وتنبع من قولهم «أحرج في أمره فاضطر إلى بيع ما عنده»، وهو ما ينطبق على الباعة في هذا السوق، وهم المفلسون أو المحتاجون الذين دفعهم الإفلاس لبيع ممتلكاتهم من أجهزة أو ساعات، لحل أزماتهم المالية الطارئة. كما يوجد في مدينة حمد سوق آخر يعرف بنفس الإسم أي «الحراج»، يفتح أيام الخميس والجمع، ويباع فيه كل ما هو مستعمل، ويضم جميع أنواع البضائع كالأدوات الكهربائية، والدجاج وطيور الزينة مثل الكناري والكتب المستخدمة بالإضافة إلى السيارات المستعملة. حنين إلى الماضي في عام 1991م عرض المســـــــرح البحريني مسرحية «سوق المقاصيص»، التي حملت اسم السوق الشــــــــــــهير نفسه، وهي من تأليف الكاتب عقيل سوار، وإخـــــــراج الفنان عــــبدالله ملك، وقـد لقيت نجاحـــــــاً جماهيرياً منقطع النظيـــــــــر، وتحولت إلى أيقونة فنيــــــــة تمثل الشــــــــــيء الكثير من نكهة مـــــــــــــــاضي البحرين القديمة، كونها تحاكي بشكل فكـــــــاهي وواقعي بيئة «ســـــــــــــــوق المقاصيص»، الذي كان يقع في الســــــتينيات والسبعينيات في المنامة بالقرب من «ســـــــوق الحدّادة» القديم، قبـــــــل أن ينتقـــــــــــــل بشكل مؤقت إلى منطقة النعيم في الثمانينيات، ليحط منها رحــــــــــــاله في موقعه الحالي بمدينة عيسى.
المصدر: البحرين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©