الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"مصرف جوال" لخدمة كبار السن في الأرياف

"مصرف جوال" لخدمة كبار السن في الأرياف
28 فبراير 2018 12:15
منذ ثلاث سنوات، يقود يورغن شالر بفخر في ريف بافاريا شاحنته المصرفية التي تقوم مقام صندوق مدخرات محلي لسكان المنطقة الكبار في السن الذين غالبا ما يعانون الأمرّين من جراء إغلاق المؤسسات المصرفية المحلية. أطلق أحد المصارف الألمانية هذه الوكالة المتنقلة سنة 2015 في مسقط رأسه الريفي في منطقة فرنكونيا شرق فرانكفورت التي تمتد إلى الحدود التشيكية، في خطوة هي عكس تيار الرقمنة السائد في القطاع حيث تتغير عادات الزبائن والشركات. ويقضي الهدف من هذا المشروع الحفاظ على الخدمات المصرفية المحلية في منطقة ريفية باتت تفتقر إلى هذا النوع من المرافق شهدت إغلاق ست مؤسسات مصرفية العام الماضي دفعة واحدة ليبلغ إجمالي الوكالات التي أنهت أنشطتها هناك إلى 11. وانتهز شالر، الذي تولى سابقا إدارة عدة وكالات محلية، هذه الفرصة "لاتخاذ مبادرة مختلفة مع الحفاظ على العلاقات مع الزبائن". وهو يستقبل العملاء العابرين في مكتبه الممتد على سبعة أمتار مربعة في مؤخر الشاحنة. توقفت الشاحنة نصف المقطورة البيضاء والحمراء ساعة ونصف الساعة في ساحة كنيسة بلدة تشيرن. تصعد السبعينية ماريا نيوباور على متنها وهي تخرج منها مبتسمة فتقول إن "حافلة شباركاسه وسيلة جيدة جدا لتحويل المال وكل ما نحن بحاجة إليه". وتضيف جارتها ماريا غراينر "نحن سعيدون خصوصا أننا لا نملك سيارة" لقصد بلدة أخرى. وسرعان ما اعتاد المستخدمون على هذا "المصرف الجوّال" الذي يوفّر خدمات كثيرة من نوع تلك التي كانت تقدمها المؤسسات التقليدية. في الجانب الخلفي من الشاحنة، تسمح آلة بإيداع المال وبسحبه. وليس لشالر أي نفاذ إليها. وهو لا ينفذ أي عملية بسيولة نقدية لأسباب أمنية. وتقوم الشاحنة كل أسبوع بجولتها من الاثنين إلى الخميس. ويخصص شالر يوم الجمعة لأعمال صيانة المركبة التي اضطر من أجلها للاستحصال على رخصة لقيادة المركبات الثقيلة. وهو يقطع أكثر من 20 ألف كيلومتر في السنة الواحدة ولم يتعرض يوما لأي حادث أو اعتداء يذكر. وفي المعدّل، يزور شاحنته نحو 20 شخصا في كل بلدة حيث يبقى قرابة الساعة ونصف الساعة. وتسمح هذه العملية بعقد "12 ألف صفقة مع الزبائن خصوصا مع تجار محليين وأشخاص كبار في السن"، بحسب ما يوضح شتيفن هابرتسيتل المدير التجاري في مصرف شباركاسه كولمباخ-كروناخ. وبالمقارنة مع عمليات النفاذ إلى الموقع الإلكتروني للمصرف التي تبلغ حوالى 8 آلاف في اليوم الواحد، لا تزال هذه الخدمة الجوّالة أشبه بمنتج ترويجي أكثر منه استراتيحية تنموية. ويقرّ هابرتسيتل "استثمرنا عن قصد في هذا المنتج من أجل زبائننا، لكن من المؤكد أن هذه الوكالة الجوّالة لا تغطّي تكاليف تشغيلها". وبما أن مصرف شباركاسه تابع للقطاع العام، فإن قرار إطلاق هذه الشاحنة المصرفية اتخذ ضمن مجلس إدارة شارك فيه مسؤولون محليون يعارضون فكرة تشكّل صحارى مصرفية في الأرياف. وعلى الصعيد الوطني، أغلقت أكثر من 10 آلاف وكالة أبوابها في خلال 15 سنة، من صناديق ادخار وتعاونيات ومصارف خاصة، بحسب ما أظهرت دراسة صادرة عن مصرف "كاي اف دبليو" العام. وباتت الشبكة المصرفية الألمانية أضيق من تلك الموجودة في فرنسا أو إسبانيا وحتى دون المعدّل الأوروبي، نسبة إلى عدد السكان، بحسب هذه الدراسة. ومن المرتقب أن تتواصل عمليات إغلاق نقاط الخدمة الثابتة في أوروبا برمتها، بحسب عدة خبراء. لكن التواصل البشري يبقى عنصرا أساسيا "ولا مهرب من خدمات مشورة مكيفة بحسب الحاجات للمسائل الشديدة التعقيد"، بحسب ألكسندر بايتش من شركة "أوليفر فيمان" الاستشارية. لكن شالر، الذي هو أشهر من نار على علم في منطقته، يؤكد أن ليس لديه زبائن "له"، إذ إنه يحوّل الطلبات الخاصة، من عمليات اقتراض وإيداع، إلى زملائه في الوكالات الثابتة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©