الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نصفا العام الدراسي

1 نوفمبر 2007 03:32
لا يتجاوز النصف الأول من العام الدراسي 2007/2008 الأشهر الثلاثة، أما النصف الثاني فيقترب من خمسة أشهر، ناهيك عن الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار أو الاستعداد النفسي للطلاب في بداية العام الدراسي، ومحاولة كل منهم استرجاع ما أضاعته الاجازة الصيفية من معلومات قد يحتاج من الهيئة التدريسية والإدارية إلى خمسة عشر يوماً حتى يقف الطلاب على أقدامهم وينتظموا في دراستهم ويشعروا أن إجازتهم قد انتهت، وقد يحتاجون إلى خمسة عشر يوماً أخرى ليتأكدوا من ذلك ويخرجوا من غرفة الافاقة، مع العلم أن هذه الفترة يتخللها الكثير من الإجازات وشهر رمضان المبارك وما يعنيه بالنسبة لنا من سهرات ومباهج، وبذلك لا يتبقى من النصف الأول الا شهرين، فيفتح التلميذ عينيه على قاطرة تسير بسرعة الصاروخ وما عليه إلا اللحاق بها مهما كانت الأضرار والسلبيات، فالمعلم مطالب بإنهاء المنهاج في هذه الفترة دون تقبل أعذار أو تقديم طلبات التماس وعلى الطالب أن يسكب العرق والدموع وراء عجلاته، وهذا يكون له بالغ الأثر على التلاميذ منهم من يصاب بعسر هضم بسبب ابتلاع هذه الجرعات المضاعفة ومنهم من يصاب بضيق نفس وأزمات والكثير منهم يسقط مغشياً عليه ومنهم من لا يستطيع اللحاق بمعلمه ومواصلة استذكار دروسه بجد واخلاص واتقان، فتفقد العملية التعليمية أسمى أهدافها رغم توفير دولتنا الفتية كل مقومات النجاح والتفوق من منهاج متطور ومعلمين أكفاء وأبنية مدرسية مجهزة ومصممة على أحدث طراز، كل ذلك بسبب ضيق الوقت وعدم مراقبة عقرب الثواني وتنظيم الوقت، وعلى العكس من ذلك تماماً في النصف الثاني من العام الدراسي· فعدم اتزان طرفي المعادلة وعدم تساوي كفتي الميزان تبعاً للوقت والمنهاج والظروف المحيطة بالعام الدراسي قد يجعل القاطرة تنفصل عن العربات ويصاب المعلمون بالاجهاد والتلاميذ بضيق النفس والاغماء ويضيع أسمى أهداف العملية التعليمية وتظل المعلومات والمعارف تغلفها صفحتا الكتاب ولا يصل منها شيء إلى التلاميذ· فالعام الدراسي كالجسد الواحد ويجب على كل معلم بعد موافقة الموجه التربوي أن يضع الخطة السنوية مراعياً أهم عناصر النجاح وهو الزمن من أجل الحصول على النتائج المرجوة وتحقيق الأهداف المنشودة دون إلزامه بالانتهاء من الجزء الأول من المنهاج في الفترة الزمنية للنصف الأول من العام الدراسي حتى تؤتي العملية التعليمية ثمارها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©