صدور أحكام قضية تفجيرات مدريد

حكم القضاء الاسباني أمس بالسجن اربعين الف سنة على ثلاثة من المتهمين الثمانية الرئيسيين بارتكاب اعتداءات الحادي عشر من مارس 2004 في مدريد، وفاجأ الجميع بإخلاء سبيل المدعو ''محمد المصري''· وقضت المحكمة الاسبانية بتبرئة سبعة من أصل 28 متهما في القضية ومن بينهم المصري كان يشتبه في أنه العقل المدبر للتفجيرات التي خلفت 191 قتيلا وأكثر من 1800 مصاب· وقالت المحكمة ان المتهمين، المغربيين جمال زوجام وعثمان القناوي والاسباني اميليو تراشوراس، مذنبون لارتكابهم جرائم· وتتهم المحكمة تراشوراس بتزويد المتهمين الآخرين بالمتفجرات التي استعملوها لتنفيذ العملية· وأشارت المحكمة الى أنها تحكم على المذنبين الثلاثة بثلاثين عاما من السجن لكل من القتلى الـ191 و 18 عاما من السجن لكل من الـ1841 جريحا· ووجدت المحكمة ان 18 متهما آخرين مذنبون على الاقل بتهمة واحدة وجهت اليهم· كما أخلت المحكمة سبيل سبعة اشخاص بينهم المتهم ربيع عثمان سيد أحمد المعروف بمحمد المصري، وستة آخرين لعدم ثبوت الأدلة ضدهم· وكانت المحاكمة وبخاصة الجلسة الاخيرة قد جرت وسط تدابير امنية مشددة· وأعلنت المحكمة أن المتهم المصري ربيع عثمان السيد أحمد الذي يقضي حكما بالسجن في إيطاليا للانتماء إلى ''منظمة إرهابية'' برئ من جميع التهم المنسوبة إليه· وتشير أقاويل إلى أن السيد تباهى بتدبير تفجيرات مدريد في مكالمة هاتفية قامت الشرطة الإيطالية بتسجيلها· وقال محامو الدفاع إن المترجمين أساؤوا فهم المكالمة· واستمع السيد إلى الحكم عبر دائرة تليفزيونية حيث كان في إيطاليا يقضي عقوبة السجن المحكوم بها عليه حيث أجهش بالبكاء عند سماع قرار المحكمة وذلك بحسب ما نقل عنه محاميه· وقالت المحكمة لدى تلاوتها الأحكام إن ضحايا تفجيرات القطارات في مدريد سيحصلون على تعويضات تتراوح بين 30 ألف يورو (43 ألف دولار) و1,5 مليون يورو (2,2 مليون دولار)· وستتوقف قيمة التعويضات على خطورة الضرر الذي لحق بكل ضحية لأكبر هجوم تنفذه في أوروبا منظمة تستلهم أفكارها من شبكة القاعدة· وقال القاضي خافيير جوميز برموديز إن الضحايا كانوا مجرد أداة هاجم الإرهابيون من خلالها الدولة الأسبانية· من ناحية أخرى استبعدت المحكمة ضلوع منظمة إيتا الانفصالية في تلك الهجمات على خلاف ما كانت تدعيه المعارضة الاسبانية بزعامة الحزب الشعبي· وعمد مدبرو الهجمات إلى اختيار توقيتات متزامنة لشنها في ساعة الذروة الصباحية· واستقل المفجرون أربعة قطارات متوجهة إلى مدريد وتركوا هناك حقائب رياضية حيث خرجوا وفجروا القنابل الموجودة في الحقائب· وانفجرت 10 من القنابل الـ13 مما خلف قتلى تمزقت جثثهم أشلاء· من جانبه، اعلن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو انه ''تم إحقاق العدل'' وذلك في تعليق على حكم القضاء الاسباني في قضية اعتداءات مدريد· وبعض دقائق من اعلان الاحكام، اشاد ثاباتيرو بالشرطة التي اجرت التحقيق والمؤسسات القضائية لهذه المحاكمة ''السريعة''· واضاف ''اليوم تم احقاق العدل وعلينا ان ننظر الى المستقبل''· وقال ثاباتيرو ان بإمكان عائلات الضحايا ''اليوم ان يشعروا بالارتياح بعد احقاق الحق وتحديد مسؤولية الجناة''· وأوضح في كلمة القاها من مقر الحكومة في مدريد ان ''الحكم يدل على افضل تسيير للمؤسسات''·