مبارك يشرف بنفسه على الملف النووي

ذكرت تقارير إخبارية أن الرئيس المصري حسني مبارك سيتولى بنفسه الإشراف على الملف النووي لبلاده وذلك بعد إعلانه قبل يومين عن اعتزام مصر بدء برنامج لإقامة عدد من المحطات النووية لتوليد الطاقة· ونقلت صحيفة ''المصري اليوم'' المستقلة عما سمته ''مصادر دبلوماسية قريبة من دوائر صنع القرار'' قولها إن مبارك سيتولى رئاسة المجلس الأعلى للطاقة المزمع إنشاؤه والذي سيتولى الإشراف وإدارة المشروع النووي السلمي· وأكدت المصادر أن الرئيس المصري سيتولى قيادة ''هذا الملف الحساس'' بنفسه مشيرة إلى أن المجلس الأعلى للطاقة سيكون له سلطات واسعة وسيشارك في عضويته الوزراء المختصون والأجهزة السيادية ورؤساء الهيئات النووية وعدد من العلماء البارزين· وبحسب ''المصري اليوم'' فإن عددا من المستشارين الذين يستمع إليهم الرئيس نصحوه خلال الساعات التي سبقت إعلانه البدء في إنشاء محطات نووية بأهمية أن تكون هذه الانطلاقة قومية وإبعادها عن الأحزاب بما في ذلك الحزب الوطني الحاكم· وفي هذا الإطار أشارت المصادر إلى أن المؤتمر المقبل للحزب الوطني والذي يبدأ أعماله بعد أيام قلائل لن يناقش الملف النووي السلمي ولكن مبارك سيتعرض لهذا الملف بالتفصيل في ختام مؤتمر الحزب· وأوضحت تلك المصادر أن ''المستشارين نصحوا الرئيس بأهمية تقديم المشروع النووي السلمي على أنه ''مشروع مبارك القومي'' مشيرة إلى أن هؤلاء المستشارين قالوا: ''من المهم أن يكون لمبارك مشروعه القومي والشعبي الذي تتذكره الأجيال القادمة مثل مشروع السد العالي المحسوب ضمن إنجازات الرئيس جمال عبدالناصر وانتصار أكتوبر بقيادة الرئيس أنور السادات''· ومن جانبها قالت صحيفة ''الأهرام ''إن السلطات المصرية بدأت ''في إجراء الدراسات التنفيذية لإقامة أول محطة في برنامجها النووي السلمي''· ونقلت الصحيفة عن وزير الكهرباء والطاقة المصري حسن يونس قوله إنه ''تم بالفعل الانتهاء من الدراسات المبدئية التي أكدت امتلاك مصر كل الإمكانات والمقومات التي تؤهلها لإقامة هذا البرنامج''· وأشار الوزير إلى أن ''مصر ستبدأ قريباً في إجراءات اختيار بيت خبرة عالمي من أجل دراسة عدد من المواقع التي ستقام عليها محطات نووية لتوليد الكهرباء''· الى ذلك رحب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بإعلان الرئيس المصري بدء الخطوات التنفيذية لبرنامج بناء عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر مما ينبئ بالانتقال الى عصر التكنولوجيا النووية والدخول الى هذا المجال المعرفي الحيوى·ووصف إعلان الرئيس مبارك بأنه خطوة استراتيجية مهمة لمصر والدول العربية في عصر يقوم على المعرفة موضحا أن الأمر لن يقتصر على بناء عدة محطات للطاقة بل يبشر بنقلة نوعية كبرى نحو عصر جديد للزراعة والصناعة وغيرهما في مصر · واكد موسى إن مصر قادرة فعلا بعلمائها وكوادرها الفنية وخبراتها التراكمية عبر أكثر من خمسة عقود على اقتحام هذا المجال· معبرا عن تأييده لهذه الخطوة العملاقة ومتمنيا نجاح مصر في مشروعها الواعد·