أوروبا وأميركا تطالبان أوبك بزيادة الإنتاج·· وإيران تشكك

شهدت أسواق النفط العالمية فصلاً جديداً من تبادل التصريحات ومحاولات إلقاء كل طرف التهمة على الطرف الآخر· وقال اندريس بيبالجس، مفوض الطاقة الاوروبي، أمس: إن على منظمة ''أوبك'' أن ترفع انتاجها من النفط لاظهار أنها تملك الطاقة الاحتياطية اللازمة لمواجهة أي نقص في الامدادات، وقال بيبالجس لرويترز في مقابلة: إن ''القرار الصائب'' هو زيادة انتاج ''أوبك''، وأضاف: ''لن أقول كيف ستتم الزيادة أو حجمها، لكنها ستكون القرار الصائب بما يشير إلى أن الطاقة الاحتياطية كافية للاستجابة إذا حدث أي نقص في العرض''· وكان وزراء ''أوبك'' اتفقوا في اجتماعهم في فيينا خلال سبتمبر الماضي على زيادة الامدادات بمقدار 500 ألف برميل يومياً بدءاً من أول نوفمبر الجاري· وقال بيبالجس على هامش مؤتمر عن الطاقة تشارك فيه حكومات من أوروبا وافريقيا والشرق الاوسط: ''أوبك هي مجموعة الدول الوحيدة التي تملك مفاتيح هذه القضية، ويمكنها أن تتحرك حقاً لكي تؤكد للسوق أنه ما من داع للقلق بشأن الامدادات''، وأضاف أنه يشعر شخصياً بالقلق بشأن ارتفاع سعر النفط المقوم بالدولار، لكنه أضاف أن الاتحاد الاوروبي أقل قلقاً فيما يتعلق بالاسعار، لأن انخفاض الدولار يحد من أثر ارتفاع سعر النفط· وقال: ''أشعر بقلق شديد لانني لا أرى سبباً حقيقياً لارتفاع سعر النفط، فأنا أرى أن المعروض كاف في السوق، لكنني في الوقت نفسه أرى توتراً في السوق''· لكنه قال إن ارتفاع الاسعار يمثل حافزاً للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة التي لم تكن مغرية من الناحية الاقتصادية في السابق· وقال بيبالجس: ''فيما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة فإن ما يحدث يمثل نبأً طيباً، لكن يتعين علينا أن نفهم أن ذلك لن يحدث تلقائياً، إذ يتعين أن تكون لدى الحكومات برامج محددة، لدعم انتشار الطاقة المتجددة في السوق''، وتابع: إن صناعة الغاز الطبيعي في موقف أضعف من صناعة النفط، وإنه سيكون من الصعب العودة للغاز الى تحول الناس عن استخدامه· من ناحية اخرى، قال رئيس ادارة معلومات الطاقة الاميركية أمس: إن الامدادات لن تكفي في أسواق النفط في أوائل العام المقبل إذا لم تزد منظمة ''أوبك'' انتاجها، مما سيؤدي الى انخفاض حاد في المخزونات المنخفضة بالفعل، وقال جاي كاروسو، رئيس الادارة، للصحفيين: ''إذا لم تنتج ''أوبك'' المزيد فسيكون العرض أقل من حاجتنا في الربع الاول من ،''2008 وأضاف: ''سنشهد سحباً أكبر بكثير من المعتاد من المخزونات''· يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه القائم بأعمال وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري لـ''رويترز'' أمس: إن من غير المتوقع أن تبحث ''أوبك'' زيادة الانتاج في محادثات غير رسمية تجري في الرياض في منتصف نوفمبر الجاري، لأن هناك امدادات نفط كافية في السوق· ورداً على سؤال اذا كانت ''أوبك'' ستبحث زيادة الانتاج في اجتماع الرياض، قال نوذري على هامش حفل افتتاح مصنع كيماويات في جنوب غرب ايران: ''أشك في ذلك، لأن هناك نفطاً كافياً في السوق، ايران لا ترى ضرورة لزيادة الانتاج''· وقال رئيس ''أوبك'' معالي محمد بن ظاعن الهاملي يوم الأربعاء: إن ''اوبك'' ستتدخل دائماً لسد أي نقص في الامدادات ولكن مسألة زيادة الامدادات ليست مطروحة على جدول أعمال اجتماع الرياض· وكان مسؤولون ايرانيون قالوا من قبل: إن السوق تحظى بامدادات وفيرة، وإن أسعار النفط القياسية لا ترجع الى أي نقص، وانما الى التوترات السياسية العالمية· وفي نفس الاتجاه، قال وزير الطاقة القطري عبدالله العطية أمس إنه لا ينبغي القاء اللوم على ''اوبك'' في ارتفاع أسعار النفط، لان السوق هي التي تحدد الاسعار· وكرر الوزير ما قاله في وقت سابق من هذا الاسبوع من أن السوق لا تخضع لسيطرة ''اوبك'' التي بدأت أمس رسمياً زيادة انتاج النفط بواقع 500 الف برميل يومياً· وقال الوزير للصحفيين في طوكيو بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا: ''نصيحتي هي توقفوا على القاء اللوم، فنحن لا نحدد ابداً أسعار النفط، السوق هي التي تحركها، والسوق خارجة عن سيطرتنا''، واضاف أن ''أوبك'' بدأت زيادة الانتاج اعتباراً من أمس، لكن مؤسسة بترولوجستكس الاستشارية التي ترصد حركة ناقلات النفط قالت الشهر الماضي إن ''اوبك'' بدأت بالفعل زيادة الامدادات في اكتوبر الماضي في مواجهة الاسعار القياسية وقبل الموعد المقرر لبدء زيادة الانتاج في الاول من نوفمبر· وقال العطية: ''السؤال هو هل هناك أي نقص في المعروض، نحن نعتقد أن السوق مليئة بالامدادات وليس هناك نقص في النفط الخام''، واضاف ان الاسعار المرتفعة حالياً لا ترجع الى نقص المعروض، ولكن الى التوترات السياسية وعمليات المضاربة، وقال العطية: ''في بعض الدول الصناعية المخزونات منخفضة بعض الشيء اليوم، لان الدول لا تريد شراء النفط بأسعار باهظة، وتريد السحب من مخزوناتها والانتظار لترى ما اذا كانت الاسعار ستنخفض''·