العنف يحصد 118 قتيلاً وجريحاً في باكستان

قُتل 8 من ضباط السلاح الجوي الباكستاني وأصيب 40 آخرون في هجوم انتحاري بدراجة نارية في موجة جديدة من العنف الدموي تجتاح باكستان، فيما أعلنت السلطات الباكستانية أنها قتلت اكثر من 70 مسلحاً خلال مواجهات في منطقة وادي سوت المضطربة شمال غرب البلاد· وجاء هذا التصعيد بعد يومين من هجوم روالبندي الذي استهدف مقر اقامة الرئيس الباكستاني برويز مشرف· في الوقت الذي تنشغل فيه باكستان بشائعات بشان فرض مشرف حالة الطوارئ في حال صدور حكم بعدم ''شرعية'' انتخابه رئيساً للبلاد، فيما غادرت زعيمة المعارضة بنيظير بوتو البلاد متوجهة لزيارة عائلتها· وفجر انتحاري كان يقود دراجة نارية نفسه بالقرب من حافلة تابعة للقوات الجوية الباكستانية في سارجودا جنوب غرب لاهور عاصمة إقليم البنجاب الشرقي· وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية أن ''الحافلة استهدفت عندما كانت تحمل موظفين في القوات الجوية الباكستانية كانوا في طريقهم إلى مدرسة التدريب في القاعدة الجوية وكانت هذه عملية روتينية تتم كل صباح·'' وكان من بين موظفي القوات الجوية الثمانية القتلى أربعة ضباط طيران كما عثر على الجثة المتفحمة للشخص المشتبه في أنه المفجر الانتحاري في مكان الحادث· وقال المتحدث الباكستاني إن الانفجار أسفر عن إصابة أكثر من 40 شخصا، من بينهم ستة أطفال كانوا في حافلة مدرسية تصادف مرورها لحظة الانفجار· وعلى صعيد آخر، أعلن الجيش الباكستاني أن قواته مدعومة بمروحيات قتالية قتلت نحو 70 متمرداً خلال يومين من المعارك في وادي سوت· وذكر بيان الجيش أن المتشددين قتلوا إثر قصف مروحيات لمخابئهم· وصرح المتحدث باسم الجيش الباكستاني وحيد إرشاد بأنه ''حاول المتمردون مهاجمة مواقع تابعة تنفيذ القانون في خواز كيلا، وردت قوات الأمن بنيران الأسلحة الخفيفة ومدافع الهاون''· وجاءت هذه الاشتباكات بعد 24 ساعة من أنهيار هدنة لم تصمد سوى يومين في وادي سوت على بعد 160 كليومتراً من بيشاور عاصمة اقليم الحدود الشمالية الغربية· واندلع القتال في المنطقة بدفع القوات الحكومية بأعداد إضافية من الجنود للتصدي للهجمات التي يشنها المتمردون الموالون لـ''طالبان'' بتحريض من القيادي المتشدد فضل الله الذي يحاول فرض اسلوب حكم على طريقة ''طالبان'' في المنطقة· وكان فضل الله اعلن ''الجهاد'' ضد القوات الحكومية في يوليو الماضي عقب اجتياح الجيش الباكستاني المسجد الأحمر معقل المتشددين في إسلام آباد· وعلى صعيد آخر، تراجعت بنيظير بوتو عن قرارها بإلغاء رحلتها إلى دبي، حيث كانت قد اعلنت أنها الغت السفر بسبب شائعات عن فرض حالة طوارئ في باكستان· واوضحت أن الشائعات تشير إلى ان مشرف يعتزم فرض حالة الطوارئ في حال قررت المحكمة العليا إلغاء فوزه في الانتخابات الرئاسية· وغادرت بوتو باكستان مساء أمس· وارجعت مصادر عودة بوتو عن قرار إلغاء السفر إلى الخارج إلى إعلان القاضي جواد إقبال، الذي يرأس جلسة المحكمة العليا الباكستانية بشأن شرعية انتخاب مشرف رئيساً للبلاد، أن قرار المحكمة لن يصدر قبل نهاية الأسبوع الحالي وليس اليوم الجمعة كما كان متوقعاً، مما يجعل احتمال فرض حالة الطوارئ غير واردة قبل عودتها إلى باكستان· وأكد المتحدث باسم حزب ''الشعب'' الذي تتزعمه بوتو أنها ستعود إلى كراتشي خلال يومين من أجل قيادة مسيرة في روالبندي في 9 نوفمبر الحالي· وقال مسؤول بالحزب إنها ستبقى خارج باكستان إلى حين إعلان حكم المحكمة العليا في قضية رئاسة مشرف·