الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«فيسبوك» وشركات التكنولوجيا يمكنها إنقاذ الصحافة.. لكن كيف؟!

«فيسبوك» وشركات التكنولوجيا يمكنها إنقاذ الصحافة.. لكن كيف؟!
12 مارس 2017 00:51
إميلي بيل* في 16 فبراير الماضي، نشر مارك زوكربيرج على موقع «فيسبوك»، وهو مؤسسه ورئيسه التنفيذي، بياناً بعنوان «بناء مجتمع عالمي»، جاء فيه «صناعة الأنباء القوية حيوية لبناء مجتمع مزود بالمعلومات. ومنح الناس فرصة للتعبير عن أنفسهم ليس كافياً دون وجود أشخاص يكرسون جهدهم للكشف عن معلومات جديدة ويحللونها. وهناك المزيد مما يتعين علينا فعله لدعم صناعة الأنباء لنتأكد من استمرار هذه الوظيفة الاجتماعية الحيوية، من تطوير الأنباء المحلية إلى تطوير صيغ أفضل ملائمة لأجهزة الهواتف المحمولة، إلى تحسين نطاق النماذج الاقتصادية التي تعتمد عليها المنظمات الإعلامية». وزوكربيرج يريد، كما يوضح هذا الاقتباس الطويل، إنقاذ الصحافة من الأنباء الزائفة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها. وما تحتاجه الصحافة المستقلة أكثر من أي شيء آخر من شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون دعماً مالياً حقيقياً. والاقتصار على إعادة تنشيط المؤسسات القائمة ليس كافياً. ومارك زوكربيرج أمامه الآن فرصة ليقوم بتدخل مفصلي يدعم الصحافة الأميركية. كما أن أميركا بحاجة إلى تدخل محوري جديد في السوق مشابه لما قامت به الحكومة البريطانية عام 1922 حين أصدرت الميثاق الملكي، وأنشأت هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.). وإعادة صياغة الصحافة المستقلة يحتاج تمويلاً مستقلاً عن الأفراد أو الشركات ليوفر لها استقلالاً تاماً، وأكبر قدر ممكن من الاستقرار. فإذا استطاعت كل واحدة من شركات التكنولوجيا الأربع أو الخمس الكبيرة التبرع بمليار دولار على سبيل «الوقف» لمصلحة كيان جديد يحرك الصحافة المستقلة، ستكون مشاركتهم تلك أهم من ألف مبادرة متناثرة. وكي يكون الوقف مستقلاً حقاً، يتعين أن يديره ويشرف عليه مجلس أمناء. وفي كثير من البلدان، فإن هذا النوع من التمويل يتمثل في وسائل الإعلام العامة. ولو اشترى كل مليادير في مجال التكنولوجيا صحيفة، فيمكننا أن ننجز شيئاً مشابهاً للخدمة العامة الإعلامية، لكن الاستمرارية حينها ستتوقف على المصالح والثروة الشخصية، فحسب، ما يغذي السوق التنافسية ولا يحقق الغرض التعاوني. والواقع أن هناك فكرة شائعة في الولايات المتحدة مفادها أن الطريقة الوحيدة لإعادة صياغة سوق الإعلام، يمكن تحقيقها من خلال منظمات اقتصادية إخبارية مستقلة في ربحيتها أو جيدة التمويل، لأن المنظمات غير الهادفة للربح تقدم حلولاً جزئية، بينما تقوم السوق بتعديل نفسها. لكن الوقت ملائم الآن للتخلي عن وهم أن صحة الصحافة تتعلق باقتصاديات السوق الحرة. بل يتعين على العالم الجديد أن يعتبر التكنولوجيا جزءاً من الصحافة. وتستطيع منظمة إعلامية عامة جديدة أن تبحث ما قد تبدو عليه منظمة إعلامية عامة رقمية، وتبحث في مقدمة هذا، التمويل والخبرة، مع التركيز على ما قد تقدمه للصحافة المستقلة في كل مجال بدلاً من احتمال البقاء في أسر معالجة الشركات للمعلومات. لكن لماذا ترغب شركات التكنولوجيا أو مؤسسوها أصحاب المليارات في فعل هذا؟ والجواب هو، لأنهم أكثر من أي حملة أسهم آخرين لديهم مصالح مرتبطة بنزاهة المعلومات وبقاء الصحافة كمشروع مستقل. فقد أصابت التحقيقات بشأن الأنباء الزائفة بيت القصيد حقاً. وكانت شركات التكنولوجيا تعتقد فيما مضى أنها تستطيع أن تضع أدوات في يد المستخدمين ليكون كل شيء على ما يرام. وبالطبع ليس هذا ما حدث. كما أن رئاسة دونالد ترامب أصابت الجميع بالصدمة. وشركات التكنولوجيا، باعتبارها من المستفيدين من الديمقراطية المستقرة، أدركت أن المزيد من فشل الصحافة ليس في واقع الحال جيداً بالنسبة لها. والبديل هو أن تصبح كل شركة للتكنولوجيا، كياناً إعلامياً يوظف فريقه من الصحفيين، ويضع معاييره الخاصة، ولهذا مخاطر ثقافية وتنظيمية. لكن أهم شيء هو أنه يجب على شركات التكنولوجيا أن تدعم الصحافة، لأن هذه الشركات هي حالياً المؤسسات الوحيدة القادرة على هذا. والمؤسسات الصحفية القائمة قد لا تروقها هذه الفكرة، لأن كل واحدة منها حريصة بشكل أكبر على «الفوز» في سوق معرضة للخطر، وممزقة أكثر من اهتمامها بتقديم نموذج أفضل للصحافة ككل. والتعددية مهمة للنظام البيئي الإعلامي الصحي، لكن من المهم أيضاً توافر القوة المؤسسية والاستمرارية المضمونة. وهذا لا يتوافر في عدد كافٍ من المؤسسات الصحفية الجادة. هناك إذن فرصة وحيدة لرسم طريق أفضل لنمط الصحافة الأميركية المتداعي، وهذه الفرصة ألقيت على أعتاب عدد صغير من شركات التكنولوجيا الصاعدة التي تتعلم سريعاً أن القيمة الحقيقية للصحافة عملة نادرة. *(نقلاً عن كولومبيا جورناليزم ريفيو)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©