الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغلاء مسؤولية المستهلكين!

2 نوفمبر 2007 03:54
ألم يسأل أحدكم نفسه لماذا تكون أسعار معظم البضائع عندنا (الأساسية منها والكمالية) مرتفعة جداً مقارنة بدول أخرى خصوصاً دول الخليج، ألا يتحمل المستهلكون جزءاً من المسؤولية في ذلك؟· هناك عدة أسباب لذلك، أولها في رأيي هو اقبال كثير من المستهلكين على شراء كل ما يجدونه في طريقهم، حتى لو كانت هذه المشتريات كمالية، وربما يجدونها في أماكن أخرى بأقل من نصف السعر، فقد ذهبت منذ شهرين إلى أحد المراكز التجارية في أبوظبي مع عائلتي وأثناء تجوالنا مررنا على محل صغير يبيع البوظة (آيس كريم) فطلب مني أبنائي الصغار شراء علبتين منها فوجدت زحاماً شديداً، فقلت في نفسي ربما المحل يوزع البوظة على الناس مجاناً بمناسبة الافتتاح، ولكن كنت مخطئاً فعندما وصلت للبائع سألت عن السعر قال لي أي حجم تريد؟ قلت أصغر حجم وهو الحجم العادي الذي يساوي علبة الزبادي الصغيرة، فقال لي بكل هدوء 11 درهما! والوسط 15!! والكبير 20!!! فانسحبت مباشرة ولم أكلمه، فقالت زوجتي حرام أن تحرم الأطفال مما يحبونه من أجل دراهم قليلة، فقلت لها الحرام أن أدفع هذا المبلغ الكبير في علبة بوظة فأطفالي لن يموتوا من الجوع، والأفضل أن أتصدق بهذا المبلغ على طفل أفريقي يأكل الحجر من الجوع· فماذا نقول عن مثل هؤلاء الناس الذين لا يستطيعون الاستغناء عن علبة بوظة مع أن بعضهم جاء بدون أولاده، كيف نلوم البائع على هذا الاستغلال البشع وهو يعلم يقينا أن كل هؤلاء الناس مستعدون لدفع أي ثمن يريده· أما ثاني الأسباب فهو اعتقاد أكثر الناس أن البضاعة كلما كانت غالية الثمن كانت أجود، وهذا الأمر بالذات جعل بعض التجار الذين ماتت ضمائرهم يستغلون الناس أسوأ استغلال، فقد قال لي أحد التجار: عند بداية العمل في المحل كنت أبيع القماش بسعر عادي، وعندما كانت إحدى النساء تدخل عندي تسألني عن سعر القطعة فأقول لها إن المتر مثلاً بخمسة دراهم فتفقد حماسها وتقول لي ألا توجد قطعة أعلى سعراً، فعرفت أن أغلبهن يبحثن عن الجودة من خلال السعر، وكنت أشكو من قلة الزبونات فرفعت أسعاري فزاد عددهن بشكل كبير حتى أصبحت لا أستطيع تلبية طلباتهن الكثيرة، فهل رأيتم بطرا بالنعمة أكثر من ذلك· لم ينته الأمر عند هذا الحد·· فما زال هناك سبب ثالث وبعض الأمور التي تؤدي لهذا السلوك·· فانتظروني·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©