الجاسم: نقص الموارد المالية يهدد مستقبل التعليم في الوطن العربي

أكد سعادة الدكتور سليمان موسى الجاسم مدير جامعة زايد على أن نقص الموارد المخصصة للإنفاق على التعليم يعرقل خطط وبرامج التعليم ويقلل من جودة مخرجاته، كما يحرم دولنا العربية من ملايين العقول المبدعة والمنتجة التي يمكن أن تساهم بفعالية جديدة في عملية التنمية في الوطن العربي· وأشار الجاسم إلى أن التعليم في الوطن العربي يواجه منظومة كبيرة من التحديات التي تتطلب سرعة في مواجهتها من قبل الدول العربية بحيث تتوفر لنظمنا التعليمية بيئة إبداعية يتم من خلالها بناء الإنسان أو بناء المواطن الصالح وصقل خبراته وتأهيله لمواجهة تحديات سوق العمل· جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها سعاته بهيئة الثقافة والتراث في أبوظبي بعنوان ''تحديات التعليم العالي في الوطن العربي والفجوة مع سوق العمل'' بحضور عدد من الأكاديميين والمتخصصين· وأشار د· سليمان الجاسم في محاضرته إلى عدد من التحديات البارزة التي تواجه التعليم في الوطن العربي وفي مقدمتها نقص الموارد المالية المخصصة للإنفاق على هذا القطاع، وهو ما يجعل جامعات عربية كثيرة تعمل في جهات تعليمية غير مواتية وتفتقر إلى التجهيزات الأساسية التي تقوم عليها العملية التعليمية من مختبرات ومكتبات ومرافق تعليمية، كما تواجه هذه الجامعات معوقات ترتبط بعدم استخدامها للتكنولوجيا المتطورة، واتباع أساليب تقليدية في التدريس، وغياب منهجية رعاية الطلبة المتفوقين والمبدعين، والتوسع الكمي على حساب الكيف وهذه كلها معوقات تدفع بنظم التعليم في الوطن العربي إلى الوراء، مما يجعل مخرجات هذه النظم من الخريجين والخريجات بعيدة في تأهيلها وإعدادها عن سوق العمل· وأوضح الجاسم الى أن الدول العربية لا تزال تتعامل مع التعليم على أنه مجرد تخريج حملة شهادات وليس حملة كفاءات· ولعل انفاق هذه الدول على قطاع التسليح العسكري والذي يبلغ 40 مليار دولار سنوياً يفسر إلى أي مدى تتعامل دولنا العربية مع التعليم الذي لا تخصص له إلا النذر اليسير من دخلها القومي، بل إن البحث العلمي الذي تقوم عليه نهضة الدول المتقدمة في العالم لا يجد اهتماماً في دولنا العربية وذلك مقارنة بما هو مخصص في هذا القطاع الحيوي في عدد من الدول المتقدمة من بينها الولايات المتحدة الأميركية، اليابان، ألمانيا بل ودول جنوب شرق آسيا· التعليم بالدولة وتطرق د· الجاسم في محاضرته للتطور الذي يشهده قطاع التعليم في الدولة واهتمام قيادتنا الرشيدة بهذا القطاع ليكون أحد القطاعات التنموية الواعدة مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة سبقت الدول العربية بل ودول المنطقة في تدشين رؤية متطورة للتعليم العالي من أكثر من 20 عاماً حيث وضع معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان مؤسسات التعليم العالي في مواجهة تحديات العصر من خلال ما تطرحه من برامج، وما توظفه من تقنيات متطورة، وما تقدمه للمجتمع من خريجين أكفاء مؤهلين للانخراط في سوق العمل· وفي نهاية المحاضرة دار حوار مفتوح بين د· الجاسم والحضور حول رعاية المبدعين، وتفعيل دور البحث العلمي في الوطن العربي، وأهمية مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بشأن تخصيص وقف للبحث العلمي في الوطن العربي·