الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دراسة: تراجع الإنتاج العالمي من النفط إلى النصف بحلول 2030

دراسة: تراجع الإنتاج العالمي من النفط إلى النصف بحلول 2030
3 نوفمبر 2007 00:16
وفقاً لتقرير صدر مؤخراً فإن الانتاج العالمي للنفط قد وصل الى ذروته وأصبح مرشحاً للانخفاض بمقدار النصف في وقت قريب لا يتعدى العام ،2030 كما حذر التقرير ايضا من ان الانخفاض المريع في الوقود الأحفوري يمكن ان يؤدي الى اندلاع الحروب والاضطرابات في جميع أنحاء العالم· وكما ورد في صحيفة ''الجارديان'' البريطانية مؤخراً فإن مجموعة اينرجي ووتش الألمانية افرجت عن دراسة في الاسبوع الماضي في لندن تشير الى أن الانتاج العالمي للنفط قد بلغ ذروته في عام 2006 أي في موعد مبكر بكثير مما كان يتوقع له الخبراء· وهذا التقرير الذي يتنبأ بأن الانتاج سوف يشهد الانخفاض بمعدل 7 في المئة سنويا يأتي بعد ان بلغت اسعار النفط مستوى قياسيا جديدا في كل يوم من ايام الاسبوع الماضي تقريبا قبل ان يخترق الاسبوع الماضي حاجز الـ96 دولارا للبرميل، وكما يقول هانز جوزيف فيل مؤسس مجموع اينرجي ووتش وعضو البرلمان الالماني الذي يقف خلف الدعم الناجح في الدولة لمشاريع الطاقة المتجددة ''إن العالم لن يتمكن في وقت قريب من انتاج جميع كميات النفط التي يحتاجها في ظل ارتفاع الطلب وتدني المعروض، انها مشكلة خطيرة للاقتصاد العالمي''· ويقول جورج شايندلر المشرف على التقرير إن أخطر النتائج التي خرج بها التقرير تتمثل في الانخفاض الحاد الذي سيشهده الانتاج النفطي بعد ان بلغ ذروته والتي اصبحت الآن شيئا من الماضي، والى ذلك فإن نتائج التقرير تأتي متناقضة وعلى عكس توقعات وكالة الطاقة الدولية والتي تشير الى عدم وجود اسباب حقيقية تدعو للقلق بشأن الإمدادات النفطية في الوقت الحالي، وعلى كل فإن دراسة مجموعة اينرجي ووتش تعتمد اكثر من غيرها على البيانات الحقيقية للانتاج النفطي والأكثر مصداقية عن التقديرات الخاصة بالاحتياطيات التي مازالت في باطن الأرض حسبما تقول· وتمضي المجموعة مشيرة الى ان التقديرات الرسمية للصناعة تضع الاحتياطيات العالمية في مستوى 1,255 جيجا برميل -أي ما يعادل 42 عاما من الإمدادات بمعدل الاستهلاك الحالي، ولكنها تعتقد أن الرقم لا يزيد عن ثلثي هذا المستوى، وبالنسبة لمستوى الانتاج العالمي للنفط فهو بمقدار 81 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي إلا ان مجموعة اينرجي ووتش تتوقع ان ينخفض هذا الانتاج الى مستوى 39 مليون برميل فقط بحلول العام ،2030 وتتنبأ المجموعة ايضا بانخفاض حاد مماثل في انتاج الغاز والفحم واليورانيوم في ظل الاستغلال المكثف لهذه الموارد، ويذكر ان انتاج النفط البريطاني كان قد بلغ ذروته في العام 1999 قبل ان يتراجع الى مستوى النصف الى حوالي 1,6 مليون برميل يوميا الآن· وفي الوقت الذي يبرز فيه التقرير نظرة متشائمة حول المستقبل إلا انه يشير الى ضرورة انتهاج استراتيجية مختلفة بشكل جذري لتجنب ما سيحدث· ومضى التقرير يستشهد بدينين فيليمنج خبير اقتصاد الطاقة البريطاني وهو يقول: ''ان الانخفاضات المتوقعة في المعروض يمكن ان تؤدي بسهولة الى وقوع اضطرابات جماهيرية مثل تلك التي اجتاحت بورما في هذا الشهر، وبالنسبة للحكومات والصناعة وجماهير العامة على اتساعهم فإن مواجهة مثل هذه الاضطرابات لن تصبح خيارا متاحا حيث يمكن ان يتفاقم الوضع ويخرج عن السيطرة قبل ان يتحول الى انهيار كامل للمجتمع''· ويبدو ان شايندلر قد توصل الى نتيجة مماثلة عندما يقول: ''لقد اصبح العالم على شفا تغير هيكلي في النظام الاقتصادي، وهذا التغير سوف يحدث بفعل التدني في معروض الوقود الاحفوري بحيث يسيطر على جميع النواحي في حياتنا اليومية''· أما جيرمي ليجيت أحد أكبر الناشطين البريطانيين في حماية البيئة ومؤلف كتاب ''ذهب النصف'' عن موضوع ذروة النفط أو اللحظة التي يصل فيها الانتاج الى اقصى حد له فقد ذكر من جانبه ان الحكومة البريطانية وصناعة الطاقة على حد سواء غارقتان في نوع من ''النكران والرفض المؤسساتي'' وأكد على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة بالخصوص في اقرب وقت ممكن· ومضى يقول: ''عندما كنت مستشاراً للحكومة اقترحت ضرورة تشكيل قوة للواجب بحيث تشرف على الكيفية التي يمكن ان تسارع بها بريطانيا بتحريك تكنولوجيات الطاقة البديلة الى اقصى حد لها، وقد اتفق معي في هذا الرأي مجموعة من المستشارين في الصناعة إلا ان الحكومة فيما يبدو تفضل النوم عوضا عن رسم خطة استراتيجية· وبالنسبة لنا ولأولئك الذين يدركون مدى خطورة بلوغ الانتاج النفطي الى ذروته فمن المستحيل ان نتفهم مثل هذا التقاضي''· وأشار الى ضرورة ان يتحرك العالم بسرعة باتجاه النشر المكثف للطاقة المتجددة والزيادة الهائلة في فعالية الطاقة كسبيل لمكافحة التغير المناخي ولضمان ان تبقى الانوار مضاءة في المنازل قائلاً: ''واذا ما تمكنا من فعل كل ذلك فإننا ربما لن نتعرض لأزمة في الطاقة''· وتوجه كذلك بالانتقادات للحكومة البريطانية متهماً اياها بالنفاق قائلاً: ''لقد اكتفى كل من توني بلير وجوردون براون بالحديث عن التغير المناخي ولكنهما لم يصنعا السياسات المناسبة التي تروج لاستخدام الطاقة المتجددة''· ومن ناحية اخرى فقد صرح المتحدث الرسمي لوزارة الأعمال التجارية الألمانية في هذا الاسبوع قائلاً: ''بات من المتوقع خلال فترة السنوات القليلة القادمة ان يشهد الانتاج العالمي للنفط وسعة التكرير زيادة بوتيرة اسرع من الطلب، كما ان الموارد النفطية العالمية تعتبر كافية لإدامة النمو الاقتصادي في المستقبل المنظور، ولكن التحدي سيتمثل في الكيفية التي يتم بها جلب هذه الموارد الى السوق وبطريقة تضمن ادامة وتوصيل الامدادات بمصداقية وفي الوقت المطلوب''· ويذكر ان السياسة الألمانية التي ظلت تضمن دفعات مالية أكبر من سعر السوق لمنتجي الطاقة البديلة استمرت تتبناها العديد من الدول باستثناء بريطانيا التي مازالت تساهم فيها الطاقة البديلة بتوليد حوالي 4 في المئة من الكهرباء في الدولة وبما لا يزيد على 2 في المئة فقط من اجمالي احتياجات الطاقة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©