السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلام دارفور··· محاولة فاشلة!

3 نوفمبر 2007 00:39
صدق القائــد الليبي العقــيد معمر القذافي عندما أعلن قبــل يــوم كامــل من افتتاح مؤتمــر سِرت الذي عقــد للجمع بين ممثلي حكومة السودان ومندوبي حركات التمرد الدارفورية، أن ذلك المؤتمر لن يحقق أهدافه لغياب فصيلين رئيسيين من الفصائل المحاربة في دارفور هما: حركـــة ''تحرير السودان'' وحركة ''العدل والمساواة''· ورغم كل ذلك، انعقد المؤتمر، واستقر الرأي على أن تتواصل الاجتماعـات بصورة غير رسميــة· لا أحد يستطيع أن يبرر العجلة والإصرار على عقد ذلك المؤتمر رغم كل المؤشرات على فشله، ولكن هذا يذكرنا بذات الأسلوب الذي اتخذ في مؤتمر العاصمة النيجيرية في العام الماضي، الذي توصل إلى ما سُمي باتفاق (أبوجا)· وهو اتفاق جاء ناقضاً بعد أن رفضت نتائجه كثير من المنظمات المتمردة، لقد هللت له الخرطوم وعدته إنجازاً يومذاك، ولكن واقع الحال يؤكد أنه لم يحل الأزمة بل لعله زادها تفاقماً بعد أن نشطت الحركات الرافضة لأبوجا، وازداد عملها المسلح داخل دارفور الذي تمدد إلى الإقليم المجاور شرقــاً وهو كردفان· إن الفصيلين اللذين قاطعا مؤتمر سرت وتسببا بذلك في فشله هما أكبر فصيلين من فصائل العمل المسلح، ولهما من الثقل العسكري والجماهيري ما يجعل موقفهما حاسماً لا يمكن تخطيه، وكان واضحاً أن قيادتي هذين الفصيلين لم تعبآ بالتهديد والوعيد الذي صدر من الأمم المتحدة ومن الاتحاد الأفريقي بمعاقبتهما إذا هما لم يحضرا مؤتمر (سرت) ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث تماماً كما توقع السيد عبد الواحد، عندما سأله بعض المراسلين قبل يوم من انعقاد مؤتمر سرت· وفي غضون كل هذا حاولت الخرطوم وقف إطلاق النار في دارفور من جانب واحد، ولا شك أن الخرطوم كسبت نقطة مع من قصدت إرضاءهم، ولكن ذلك لم يكن له أثر بالنسبة لحركات التمرد في دارفور، فهي لا تثق فيما تقوله أو تعلنه الخرطوم من مواقف وتقول إن (لعبة) وقف إطلاق النار هذه قد جربت أكثر من مرة، ولم تنفذ على أرض الواقع إنها فيما يرى المتمردون تكتيك إعلامي لا أكثر· وهكذا فقد فشل مؤتمر سرت في ليبيا الذي اجتهدت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والقيادة الليبية في أن يكون هو الخطوة الحاسمة في إعادة السلام في دارفور، وكانت الحكمة تقتضي تأجيله إلى وقت لاحق في محاولة لإقناع الفصائل الرافضة له، والتي تطالب بأن يتم تحقيق الأمن أولاً في كل إقليم دارفور وأن تصل قوات الأمم المتحدة التي ستؤكد الرقابة على الوضع الأمني ولمنع قوات الحكومة والميليشيات التابعة لها والمعروفة باسم (الجنجويد) من أي نشاط عسكري، كان تأجيل مؤتمر (سرت) لشهر أو شهرين أفضل كثيراً من انعقاده وفشله· ورغم كل هذا، فإن الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة الوضع في دارفور ما زالت مستمرة وآخرها انعقاد مؤتمر للدول العربية تحت رعاية جامعة الدول العربية، ينعقد الآن في الخرطوم للتباحث حول ما يمكن أن تقدمه الدول العربية لحل الأزمة أو على الأقل المساهمة في حل أو تخفيف المعاناة الإنسانية في الإقليم المنكوب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©