الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لا شيء من فراغ

15 ابريل 2016 22:54
نريد حركة إبداعية؟ لنتفاعل إذاً، فالحركة لا تولد إلا بالتحرك في الاتجاه الصحيح، وبواسطة العمل الجماعي. يراودك شعور بالفخر بأن الحركة الإبداعية الإماراتية مستمرة، وأن عقول وأقلام شبابنا لا حدود لطموحها الذي يتجسد في هذا الكم الذي نراه من إنتاجهم الإبداعي الأدبي الروائي والشعري والقصصي والتشكيلي والمسرحي والسينمائي، مساعٍ تضاف إلى رصيدنا الثقافي. ووسط هذه المشاعر الجميلة تأتيك أصوات كثيرة، بعضها متفائل، وبعضها لا تدعي أنه غير ذلك، ولكنه متشاكي من كثرة السؤال حول مدى إيجابية هذا الكم. حقيقة أن شبابنا لم يقصروا كما نقول بلهجتنا، وهذا هو مجهودهم، تتذكر هذا وأنت تستعيد سؤالاً كهذا.. لماذا ينتقدنا الآخرون على ما نقوم به؟ أي ما نكتبه ونقدمه، من خلال مؤسسات المجتمع الثقافية، من عمل. سؤال واقعي طالما أنهم يترجمون طموحهم بالعمل، ولا يستبدلون العمل بالطموح فقط. والواقع أن في الوقت الذي يظهر فيه أن التساؤلات هي مجرد طرح وجهات نظر لا تفسد للود قضية، فإن ما يهم هو الثقافة والإبداع الإماراتي الذي بدأ قبل اليوم والأمس، وخلف لنا ما يمكن تشبيهه بالجدار القوي البنيان من الأدب الشعبي والمكتوب بالفصحى، وما ورثناه عمن سبقونا من علوم وإبداع من تلك المرحلة، وما زال حاضراً يشكل قاعدة هذا الجدار الذي يربطنا باستمرار بهوية ثقافية وطنية. هذا الجدار والهوية الإبداعية هي ما يميزنا في الكون والوجود الإنساني الذي تثريه التعددية والخصوصية، فيظل قوياً. من طبيعة هذا الجدار أنه واحد، وأنت تقرأه تجد أنه ليس فيه ما يقول بأن أبناء هذه المرحلة أو تلك هم «فلتات» عصرهم. لكننا نريد حركة إبداعية نوعية، فشبابنا ينبغي لهم أن يعوا بأنهم لم يأتوا من فراغ بل ينتمون إلى هذا الجدار، ومن واجبهم أن يبدعوا حسب ما يتطلبه مستقبل هذا الوطن وإنسانيته. وبعيداً عن الإغراق في السؤال عن الإيجابية والسلبية، لماذا لا نتجاوز ونتحاور بشفافية؟ لماذا لا نتساءل عما يحتاج إليه البناء لكي يكون قوياً؟ وليس من العيب أن تستمر الأجيال في التفاعل والأخذ والعطاء، فالملاحظ أن بعض مشروعاتنا الإبداعية اليوم تحتاج إلى برامج توعي شبابنا بما يعنيه الإبداع محلياً وإنسانياً قبل أن يباشروا العمل، تسندهم في ذلك الموهبة التي لا تمنحها الدراسة. وما أجمل الوعي بالذات، محلياً وإنسانياً، وما أجمل أن نعي بأننا نحتاج إلى تفاعل وحوار شفاف بين جيل اليوم وجيل الأمس، هذه الحركة الجماعية التي تبني الجدار ما نحتاج إليه، ولا شيء يأتي من فراغ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©