الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مكاوي سعيد: ندمت على الكسل الطويل بعد روايتي الأولى

مكاوي سعيد: ندمت على الكسل الطويل بعد روايتي الأولى
3 نوفمبر 2007 23:33
صدرت الطبعة الثانية من رواية الروائي المصري مكاوي سعيد ''تغريدة البجعة'' بعد شهرين فقط من صدور الطبعة الأولى وهي روايته الثانية، وكانت الأولى قد صدرت عام 1998 بعنوان ''فئران السفينة'' وتقع احداثها يومي 18 و19 يناير 1977 حيث مظاهرات الخبز في مصر· أما رواية ''تغريدة البجعة'' فترصد مجتمع القاهرة خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي عبر مجموعة من الشباب الذين بدأوا حياتهم في تنظيمات اليسار ثم تحولت بهم الطرق·· وفي الرواية عدد من الاجنبيات اللاتي يترددن على مقاهي القاهرة، وتجري احداهن بحثا حول اطفال الشوارع في مصر· ''الاتحاد'' التقته وكان معه الحوار التالي: مجموعة الطلاب في الرواية من الماركسيين بمختلف تنظيماتهم، لماذا توقفت امام هؤلاء بالذات كنت طالبا في الجامعة بين عامي 1973 و1979 ولي تجربة مع اليسار، وترددت على مختلف التنظيمات الماركسية ولم اكن أطيق ان استمر في اي تنظيم طويلا، ودخلت هذه التنظيمات من باب الكتابة وليس من باب الأيديولوجيا· بأي معنى·· بدأت شاعراً، وفي تلك الفترة كان التصور كي تكون شاعرا أو تجد اهتماما بأشعارك يجب ان يكون لك انصار أو تنظيم يروج لك، هكذا دخلت، وكنت اتنقل من هنا إلى هناك، ومرت الايام والسنوات، وحين اتأمل الرفاق الآن، أجدهم في حال آخر، صار معظمهم من الاثرياء والرأسماليين، وصاروا ضد الأفكار والمواقف القديمة نظريا وعمليا، حتى من بقي على المُثل والمبادئ منهم فتح ''بوتيك'' لحقوق الانسان ولأني اعرفهم فقد جاؤوا في الرواية· تحول الأبطال تحول الأبطال في الرواية جاء على نحو مختلف، الرفيق التقدمي صار اسلاميا متطرفا يكفر الجميع، والطالبة الماركسية التقدمية التي كانت تسير في المظاهرات ارتدت النقاب قصدت القول ان اليساري الراديكالي حين يتحول فلن يكون غير أصولي متشدد وكذلك اليسارية، ونهاية السبعينات من القرن الماضي شهدت انهيارا عالميا لليسار وليس في مصر فقط، وحدث ذلك وقت ان سافر ''البطل'' ذلك المهندس للعمل بالسعودية، وكان سريع التحول إلى الاصولية المتشددة· والمؤمن تماما بالنظرية الماركسية يسهل جدا تحوله· في ظل هذا المناخ بالرواية ازداد عدد الفتيات الاجنبيات وتنوعت حالاتهن بين الباحثة المتعاطفة مع المهمشين ومن لا تفعل شيئا سوى ممارسة الحب مع الشباب· هل هذا مقصود عملت فترة في السينما، بالافلام التسجيلية والروائية القصيرة، ومن خلال هذا العمل رأيت اجنبيات، وهن الآن على المقاهي في القاهرة وبكثرة، وبينهن من جئن للبحث العلمي ومن جئن للفسحة، وفريق ثالث بهن بلاهة وطيبة مريبة، تجعلك تشك فيهن وتتساءل حولهن، وهذا ما عكسته الرواية· ''ساشا'' وأطفال الشوارع ''ساشا'' الاجنبية الوحيدة في الرواية التي تتعاطف مع اطفال الشوارع الجزء الخاص بأطفال الشوارع، تسجيلي فعليا، ذلك أنني أعددت فيلما تسجيليا عنهم، و''ساشا'' مجرد أداة· بماذا تفسر العنف البالغ الذي تعامل به أطفال الشوارع مع بعضهم يمكن ان ترى هذا العنف في ميدان التحرير أواخر الليل، هم لم يجدوا سوى العنف والقسوة، من اهلهم الذين تخلوا عنهم ومن المجتمع فلا يعرفون سوى العنف· لماذا جعلت ''ساشا'' الاجنبية تهتم بهم وليس أي مصرية بعض الاجانب يأتون هنا للبحث والدراسة، هم يبحثون عما هو غريب، ولا غرابة في ان ينشغلوا بمثل هذه الظاهرة، ودعك من الرواية فالمنظمات الدولية والباحثون الاجانب اول وأكثر من التفت إلى ظاهرة أطفال الشوارع· العداء للمرأة بعض الأديبات اتهمن الرواية بالعداء للمرأة لا يوجد نقد نسائي بمعنى انه لا توجد ناقدة ترى العمل بعين نسائية، ويمكن ان نرى ''شاهيناز'' اليسارية التي تنقبت حالة سلبية، لكن ''ساشا وهند'' اللتين شكلتا وعي الروائي نموذج ناصع للنقاء وللاجتهاد، وكذلك ''زينب'' التي هاجرت من القرية وجاءت إلى المدينة لتعمل· يشكو زملاؤك من تجاهل النقاد لهم وبعضهم وصل إلى القول بأنه لم يعد هناك نقد النقد موجود وليس صحيحا ان هناك شللية كما يروج بعض الكتاب عن النقاد، ولا توجد مؤامرة نقدية على الاعمال، ولكن عدد النقاد غير كاف قياسا الى عدد الكتاب والمبدعين، وبعض النقاد لديهم كسل· ماذا يعني لك نجاح ''تغريدة البجعة'' ندمت على فترة الكسل الطويلة التي عشتها بعد صدور روايتي الأولى ''فئران السفينة''، والواقع انه كان امرا اكبر من الكسل وتألمت لغياب التقييم الصحيح، طبعا كان بعض النقاد يحدثوني بشكل فردي عن روايتي الأولى ويشيدون بها، لكن لم يكن هناك جو عام مشجع كما حدث في رواية ''تغريدة البجعة''، والمفروض ان يكون هذا النجاح انطلاقة ولهذا لن أعود إلى الكسل· الرواية يقول مكاوي سعيد إن ''تغريدة البجعة'' استغرقت 30 شهرا من الكتابة، وجاءت بعد غياب طويل، وكنت أعرف أنني بذلت جهدا كبيرا فيها وحاولت التجويد، وكنت أتوقع لها النجاح، وأعترف بأن هذا الاستقبال بهذه السرعة أدهشني، فقد تناولها كبار النقاد مثل فاروق عبدالقادر وعلاء الديب، فضلا عن ان عددا غير قليل من كبار الروائيين اتصلوا بي للاشادة بالرواية مثل بهاء طاهر وخيري شلبي ومحمد البساطي وجمال الغيطاني وعلاء الاسواني، وأدهشني استقبال القراء العاديين حيث نفدت الطبعة الاولى في شهرين وهو أمر غير عادي بالنسبة للقراءة عموما وأنا سعيد بذلك·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©