الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيديو .. مهرجان قصر الحصن يقلّب صفحات التاريخ ويروي حـــكايات الأجداد

فيديو .. مهرجان قصر الحصن يقلّب صفحات التاريخ ويروي حـــكايات الأجداد
20 فبراير 2014 09:18
يعكس برنامج فعاليات مهرجان قصر الحصن 2014 في نسخته الثانية، التي ستقام على مدى 10 أيام، دلالات تاريخية عميقة، حيث تجسد الصورة والحدث والمعنى في عمق القصر ليعانق آلاف الزوار العطشى للاضطلاع على تراثي عمراني وإنساني تتجلى معالمه في كل جزء وتفصيل من الفعاليات، ليحرك الحدث ذكريات الكبار، ويثقف الصغار ويطلعهم على تراثهم الأصيل، ويروي حكايات الأجداد للعالم من خلال زواره، الذي سينقلون مفرداته إلى بلدانها. ويتضمن مهرجان قصر الحصن 2014 الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع المركز الوطني للوثائق والبحوث في الفترة بين20 فبراير الجاري إلى 1 مارس المقبل باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، التي ستصور الماضي في دولة الإمارات بكل تجلياته من خلال مكونات البيئة المحلية والوقوف على تنوعها، وستسند للشرطة القديمة مهمة حراسة القصر والتواجد في كل أقسامه بصيغة أكبر من الدورة الأولى للمرجان بما يتوافق مع أدوارهم في سالف الزمان، وتم تخصيص أكثر من 500 موقف للسيارات بمحيط القصر لزوار المهرجان. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - عن برنامج الفعاليات وأهدافها، أوضح بطي المهيري عضو اللجنة المنظمة لمهرجان قصر الحصن أن المهرجان أصبح حدثاً سنوياً يحتفل بتاريخ الثقافة والتقاليد الأصيلة في الدولة ويهدف إلى تعزيز مكانة الهوية الإماراتية لدى أبناء الدولة، وتعريف المجتمع بأعمال الصيانة القائمة في المبنى الذي يعود تاريخ بنائه إلى قبل 250 سنة، وقال إن الجمهور سيحظى بفرصة الاستمتاع بالفعاليات وورش العمل، والاضطلاع على أعمال الصيانة، ليشعر الزائر أنه ضمن الحدث، خلال هذه الفترة من خلال بيئات محلية عدة، وإقامة ثلاثة أسواق شعبية، بجانب حركة قوافل وتحميل وتنزيل البضائع بطريقة تحاكي دورها الرئيسي في سابق العهد، وقيام حفلات للعرس والزهبة على الطريقة التقليدية، للتعرف على نمط الحياة في قصر الحصن، ويمكن للزوار زيارة مبنى المجلس الوطني الاستشاري سابقاً الذي اتخذت فيه قرارات تاريخية. احتفاء بالتاريخ وأوضح المهيري أن المهرجان الذي يحتفي بتاريخ أبوظبي ويسهم في نقله لأجيال المستقبل، سيضم 61 ركناً تراثياً، والعديد من العروض التراثية الشعبية والحرف اليدوية، وسينقسم موقع المهرجان إلى أربعة أركان ليسهل على آلاف الزائرين التجول في أرجائه والاطلاع على الأنشطة المتعددة التي يتضمنها، بالإضافة إلى مشاركة 200 سفير من سفراء قصر الحصن من مؤسسات تعليمية مختلفة، إلى جانب تقديم العرض العالمي «كفاليا»، كما تم التنسيق مع فريق العرض لاقتباس بعض الفقرات بما يتماشى مع رؤية قصر الحصن، حيث تعكس «كفاليا» ارتباط ابن الإمارات بالخيول، من خلال عرض أول من نوعه في الشرق الأوسط صمم على الطابع الإماراتي. ولفت إلى أن كل الدكاكين، والبيئات في المهرجان سيشرف عليها مواطنون بما يعكس العنصر المواطن ودوره في إدارة هذه الأسواق سابقاً، موضحاً أن هذه الدورة تتضمن 5 فعاليات هي معرض قصر الحصن الذي سيظل مفتوحاً أمام الجمهور حتى بعد انتهاء فعاليات المهرجان، وبناء قصر الحصن، والمجمع الثقافي وعرض كفاليا، وساحة المهرجان، بالإضافة إلى مبادرة سفراء قصر الحصن، التي تم من خلالها تدريب 200 طالب إماراتي من مؤسسات تعليمية مختلفة ليقدموا المعلومات للزوار حول المهرجان وتاريخ قصر الحصن والرد على استفساراتهم، موضحاً أن المهرجان يهدف إلى استضافة أكثر من ألفي طالب إماراتي من مدارس الدولة. فرصة الزوار وأكد المهيري أن المهرجان سيقدم فرصة للزائر في هذا العام تجربة جميلة، حيث لأول مرة سيحظى بفرصة العبور إلى حقب الزمان من خلال التجول داخل مبنى قصر الحصن ضمن جولات تعريفية تحت إشراف خبراء ومتخصصين، تسلط الضوء على أهمية هذا المبنى التاريخي وما يمثله من مكانة بارزة بالنسبة لتطور إمارة أبوظبي، وستمنح الجولات التعريفية الزائرين فرصة الاطلاع للمرة الأولى على أعمال الترميم التي يخضع لها قصر الحصن، موضحا أن ساحة المهرجان ستحتضن عروضًا وأنشطة ثقافية عريقة تجسد أنماط حياة مجتمع أبوظبي، كما يتمكن الزوار من المشاركة في أنشطة ثقافية وتراثية مختلفة من خلال رحلتهم في أربعة أركان رئيسة وهي: البحر، والصحراء، والواحة، وجزيرة أبوظبي، وسيستمتع الحضور يومياً بمشاهدة فرقة عيالة البحرية، كما تتضمن الفعاليات الكثير من الأنشطة التفاعلية وورش العمل والعروض المباشرة والعروض الأدائية، التي تناسب الزائرين بمختلف أعمارهم واهتماماتهم. وأشار إلى أن هناك 4 فرق موسيقية ستشارك في فعاليات المهرجان، حيث تم اختيار أفضل الفرق الشعبية، إلى جانب فرقة رئيسية ستكون خارج قصر الحصن، لإشراك زوار المهرجان والمارين من جانبه والسكان في الحدث. الطبقة البيضاء وقال إن هناك فريقاً من أبرز المؤرخين، والمهندسين المعماريين، وخبراء الترميم تحت إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة يعمل من أجل إزالة الطبقة البيضاء السميكة، والتي أضيفت إلى جدران القصر في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك بهدف الكشف عن الأحجار المرجانية والبحرية الأصلية، التي يتكون منها المبنى، وسيتعرف الزوار من خلال الجولات داخل القصر على طبيعة الحياة في تلك المراحل من التاريخ والتي تمتد عبر قرنين ونصف القرن من الزمن، كما يحظى الحاضرون بفرصة لمشاهدة ردهة القصر والحصن القديم وبرج المراقبة، وستعرّف الجولات الزائرين على مقر المجلس الاستشاري الوطني ويستمع الحاضرون فيه إلى عرض صوتي لمجموعة من أهم القرارات التي اتخذت في هذا المجلس، كما يتضمن مركز قصر الحصن معرضاً تقام فيه عروض مرئية وصوتية وتفاعلية، كما سيعرض جدولاً زمنياً يقدم معلومات إضافية عن تاريخ قصر الحصن منذ إنشائه أول مرة كبرج مراقبة استُخدم لحماية مصادر المياه المكتشفة في أبوظبي، وانتهاءً بتحوله إلى هذا المبنى التاريخي العريق، ويشتمل المعرض على خمسة مواقع تقدم صورة جلية عن التحول في دور قصر الحصن عبر التاريخ، والتطور في شكل المبنى، وطبيعة الحياة في القصر، ودور القصر كمركز تراثي في أبوظبي، ودوره في تعزيز مبادرات المحافظة على التراث وأهميته الكبيرة بالنسبة لتطور هوية أبوظبي. ورش وتفاعل ويستمتع الزوار بالمشاركة في الفعاليات العديدة والمميزة، التي تتضمن ورش عمل وعروضاً ثقافية وتفاعلية غنية بالمعلومات تحت إشراف خبراء محترفين ومتخصصين في مجال الآثار والتاريخ، كما يضم برنامج المهرجان مجموعة من العروض الأدائية تتضمن رواية القصص والشعر والعروض المسرحية، بحيث يتعدى مهرجان قصر الحصن كونه مهرجان تراثي إلى ثقافي تراثي وتعليمي. أركان المهرجان يتضمن المهرجان أربعة أركان هي البيئة البحرية التي تتحدث عن صيد الأسماك وتروي تاريخ اللؤلؤ، وقصة صناعة السفن، والأهازيج البحرية، وستفتح الطريق كيفية صناعة السفن والحبال والقراقير والاضطلاع على تكويناتها، وسيضم هذا القسم أيضاً معرضاً مصغراً عن كيفية البحث عن اللؤلؤ وطريقة فلق المحار، وكون أبوظبي في ذلك العصر لم تكن تتوافر على برادات فإن الأسماك كانت تملح وتحفظ جافة كي لا تتعرض للتلف، وفي هذا الإطار سيكتشف الزوار هذه التقنية، التي ابتدعها الإنسان من وحي ذكائه الفطري بما يخدم قضاياه الآنية. الصحراء تركز بيئة الصحراء على التعريف بعادات وتقاليد أهل الصحراء، وطريقة صنع القهوة، بحضور كبار السن سيتعلم الصغار أصول السنع والمواجيب، وذلك من منطلق الاهتمام بالمفردات التراثية، وغرس مجموعة من العادات والتقاليد التي تربينا عليها في نفوس الأجيال الجديدة، كي تساعدهم على صقل مهاراتهم وتربطهم بماضيهم، وسيتم إشراكهم في الحديث لتعلم آداب المجالس. الواحات تعكس بيئة الواحات في المهرجان حياة الأجداد الذين استوطنوا الواحات وإبراز عاداتهم وتقاليدهم، التي تعتبر امتداداً لبقية البيئات وتجمعها معهم العديد من المقومات. وتتجلى حياتهم للزوار من خلال الاهتمام بالنخلة التي كان لها دور كبير في حياتهم، بل كانت مصدر رزق ومأوى، فهي تنتج التمر، ومنها صنع المبنى والبيوت، بالإضافة إلى بعض المأكولات التي يدخل في تجهيزها التمر، وتتضمن هذه البيئة أيضاً، طريقة صناعة الحبال من ليف النخل، وطريقة تسلق النخل، وكل ما يتعلق بهذه البيئة التي تصور حياة أجدادنا. جزيرة أبوظبي نمت إمارة أبوظبي في القرنين الثامن والتاسع عشر من قرية صغيرة مكونة من منازل مصنوعة من سعف النخيل إلى مدينة أكثر من 5000 ساكن، وكان السوق مركز الحياة الصاخب فيها ويقصده الزوار والسكان من الصحراء، حيث يقومون بشراء البضائع المحلية والمستوردة والفحم والخضار والماشية، التي كانت تنقل كلها على ظهور الإبل، وهكذا سيعرض المهرجان من خلال جزيرة أبوظبي التقاليد النابضة بالحياة الموجودة بها. إضاءة يتضمن المهرجان هذه السنة إقامة 3 أسواق، منها: سوق شعبي بجزيرة أبوظبي يعكس حياة تجارة المدينة، وفي هذا الإطار تم التواصل مع مجموعة أسر عاملة لتحظى بفرصة التواصل مع جمهور الفعالية العريض، بالإضافة إلى مشاركة جهات أخرى عدة، بالإضافة إلى سوق الواحات وسوق في بيئة الصحراء. إلى جانب الألعاب الشعبية. «قهوة» على أصولها في المجمع الثقافي أشارت ريم المنصوري مبرمج مشاركة مجتمعية في مهرجان قصر الحصن إلى أن المجمع الثقافي في قصر الحصن سيشهد إقامة فعالية مميزة تعكس العادات والتقاليد الإماراتية وارتباطهم بالقهوة تحت عنوان «قهوة» تأخذ الطابع الإماراتي، حيث ستقدم بطريقة مميزة، وسيكون للزائر على موعد مع طقوس شرب القهوة على أصولها إلى جانب التعرف على أنواعها وطريقة تحميصها وإضافة المنكهات وفرصة الاقتناء منها. وقالت يحظى الزوار أيضاً بفرصة نادرة للتعرف على أهمية القهوة العربية، مع افتتاح مقهى «قهوة» أبوابه لاستقبال الزائرين الراغبين في تذوق القهوة الإماراتية الأصيلة، بالإضافة إلى جانب إقامة ورش عمل ذات طابع إماراتي من الساعة 4 عصراً حتى الساعة 10 مساءً خلال أيام المهرجان، تتعلق بصناعة البرقع والألعاب الشعبية والدخون، على أيدي مشرفات إماراتيات، إلى جانب صناعة التلي والخوص والفخار، موضحة أن كل ورشة تستوعب 30 شخصاً ومدتها 40 دقيقة. وأضافت: يستضيف المسرح المفتوح برنامجاً حافلاً من العروض الأدائية، وسيدعى زائرو المهرجان للانضمام إلى هذه العروض والمشاركة فيها، وسيتم تقديم أفلام إماراتية، بالتعاون مع Twofour54، في فترة الاستراحة ما بين هذه العروض، وإلي ذلك ستتوفر أيضاً في المكتبة مجموعة من الكتب، التي تركز على الثقافة والتراث في الإمارات، فيما ستتضمن منطقة البيع العديد من الهدايا التي تعكس التراث الإماراتية. ندوات لجمهور المهرجان تتضمن فعاليات قصر الحصن خمس ندوات مفتوحة للجماهير، بتواريخ مختلفة، ابتداء من 22 و24 و 25 و26 و28 فبراير الجاري تتطرق مواضيعها إلى أهمية قصر الحصن، وقصة البناء، وضيوف القصر عبر التاريخ، وأهميته الثقافية والاجتماعية في الحاضر والمستقبل، ومراحل تطويره وارتباطه بتأسيس بالعاصمة أبوظبي. في حوار مع «الاتحاد» داخل كواليس العرض المخرج نورمان لاتوريل يصف «كفاليا» بأسطورة الإرث الثقافي نسرين درزي (أبوظبي) - مع اقتراب موعد افتتاح مهرجان قصر الحصن في دورته الثانية من 20 فبراير حتى 1 مارس المقبل، تسلط الأضواء على عرض كفاليا، الذي يقدم أضخم ملحمة فنية عن أصالة التراث المحلي، وفيما أعمال التدريب على قدم وساق في كواليس المسرح المعد خصيصا للمناسبة، أعرب المخرج نورمان لاتوريل مؤسس «كفاليا» ومديرها الفني عن سروره بحجم الأهمية الممنوحة لهذا العمل التاريخي، وهو الذي يعتبر من أبرز رواد سيرك دوسوليه «1985 - 1990»، ووصف «كفاليا - قصر الحصن» بأسطورة الإرث الثقافي، حيث تحتشد أحدث التقنيات والمؤثرات الإبداعية في لوحة جمالية آسرة تجمع بين الإنسان والخيل في أداء مفرط الإحساس. وسط ورشة لا تهدأ من العمل المتواصل لإنجاز بيئة حاضنة تنسجم مع مكانة قصر الحصن معلما وعنوانا للمهرجان الثقافي التراثي الأكثر عراقة وشمولية، تخرج أبوظبي من ألبوم الماضي. كل شيء هنا يدل على أنها تلملم محطاتها التاريخية بدءا من الباحة الخارجية للقصر الشاهد على مراحل المجد والعز والحكمة والاتحاد. من على رمال الصحراء وبين أشجار النخيل المستحدثة تتراءى حكايات الأجداد التي استمتع نورمان لاتوريل الكندي الأصل وفريقه بالغوص في أعماقها وترجمة أجمل ملفاتها من شريط الذكريات إلى منصات الحاضر أرشيفا أمينا يبقى للمستقبل. ويتحدث المخرج نورمان لاتوريل لـ «الاتحاد» عن الأيام الأخيرة التي تفصله عن «كفاليا - قصر الحصن»، حيث لا يخفي توترا ناجما عن حرصه على إخراج العرض في أبهى حلة تليق بأبوظبي. وهو الذي كان يحلم قبل 4 أعوام خلال زيارته الأولى للعاصمة، بأن يقدم فيها عملا يكرس له كل أدوات الإبهار المسرحي التي يتقنها. إذ إن فن «كفاليا» الذي أسسه قبل 11 عاما، ينطلق من استعراضات الخيول في تفاعل فريد مع فناني الخفة على المسرح. ويقول إنه منذ ذلك الوقت لم يترك فرصة للبحث والاستكشاف فيما يخص حياة البادية والصحراء، إلا وطرقها سعيا لتحقيق مبتغاه. وهذا ما كان له فعلا عندما دعي لاجتماع تشاوري حول إمكانية المشاركة هذا العام في الدورة الثانية لمهرجان قصر الحصن، عبر تقديم ملحمة فنية بحجم المناسبة، ويذكر أن التحضير للعمل الذي يضم فريقا من 120 مؤديا عالميا استغرق 3 أشهر من التدريبات المتواصلة التي بدأت في أستراليا حيث تجتمع الفرقة. ومن ثم تم استكمالها على أرض الحدث مع وصول الفنانين إلى أبوظبي قبل شهر، ومن بعدهم الخيول المشاركة في العمل وعددها 50 حصانا. شريط أحداث فنية وعن الخصوصية التي تميز «كفاليا - قصر الحصن» عن باقي العروض التي جالت فيها الفرقة كاملة على عواصم العالم، يقول نورمان لاتوريل إنها المرة الأولى التي يكتب فيها عملا فنيا مقتبسا من بيئة المكان الذي يعرض فيه. إذ إن محطاته السابقة بمعدل 12 مسرحا في السنة (ما يوازي 244 عرضا) كانت كلها مبنية على سيناريو فني عام ليس فيه إلا المشهدية الخيالية التي يفترضها ويجسدها بالحركة. في حين أنه وبناء على طلب من القائمين على مهرجان قصر الحصن، سخر لـ»كفاليا - أبوظبي» كل أدوات الحبكة المسرحية التي تخاطب أمجاد الاستعراض الجامع بين عراقة الماضي وآخر خطوط التقنيات والمؤثرات المبهرة صوتا ومشهدا ومفرادت من البيئة المحلية. وقد استعان لاتوريل لتنفيذ رؤيته بقراءاته عن تاريخ أبوظبي والزيارات التي قام بها إلى عدد من المتاحف وإلى صحراء الربع الخالي حيث أقام في منتجع قصر السراب. وقد شكلت له هذه الأماكن أرضية خصبة لأفكار غزيرة حولها كلها إلى شريط أحداث فنية تضم كل أدوات ثقافة الاستعراض. وهي بحسب خبرته وإيمانه بما يقدمه من أعمال خالدة، تجمع بين الموسيقى والصور والأفلام والحركة الجسدية. ويقول «نحن سعداء باستقدام عرض كفاليا إلى أبوظبي للمشاركة في مهرجان قصر الحصن. إذ يتميز هذا العمل باختلافه عن أي عرض آخر للفرقة من حيث الشكل والمضمون». تقاليد البيئة الصحراوية وبالإضاءة على دور الخيول الأساسي في العمل الاستعراضي الضخم كفاليا يذكر نورمان لاتوريل أنه من دواعي فخره تقديم هذه الملحمة الفنية في عاصمة الإمارات حيث يعد الخيل رمزا متأصلا في ثقافة الدولة وتاريخها. ويلفت إلى أن معظم الخيول التي ترتكز عليها عروض كفاليا هي من أصول عربية، ما يدعم أحقيتها في اللعب ضمن موطنها الأول لإبراز الجوانب الإبداعية في أدائها وحسن حركتها واستجابتها على المسرح. ويشير إلى أنه لإنجاح العرض - الحلم بالنسبة له، فقد عمل على إخراجه لإبراز أهمية قصر الحصن والتعريف بدوره المهم في الثقافة المحلية عموما. وقد تطلب ذلك من فريق العمل إعداد البحوث اللازمة وإدخال التعديلات على طريقة الحركة وما يناسبها من أزياء تتوافق مع الموسيقى المقتبسة من تقاليد البيئة الصحراوية. وقد اهتم الموسيقيون باختيار النغمات العربية لما لها من دور أساسي في المؤثرات الإبهارية، إذ لا يعتمد العرض على الكلام بقدر اعتماده على الأداء المسرحي وتسلسل الأحداث المشهدية. وهذا برأي مؤسس العمل ومديره ومخرجه ما يستدعي انتباه الجمهور ويستحوذ على رضاه. وقد توصل نورمان لاتوريل إلى هذه القناعة بعد خبرة مهنية تزيد على 40 عاما من العمل في الفنون الأدائية. وهو انتقل خلال مسيرته بين مختلف المجالات المسرحية وشغل عدة مناصب تضمنت عمله كمصمم إضاءة ووكيل أعمال ومدير إنتاج ومخرج فني. وكل ذلك أهله فيما بعد ليكون من مؤسسي «سيرك دوسوليه» الذي عمل فيه خلال الفترة من عام 1985 حتى عام 1990. ويوضح المخرج نورمان لاتوريل أن عرض كفاليا يمزج بين حركة الخيول وأداء الفنانين بتناغم وانسجام أمام خلفية من الصور والأضواء دائمة التغيير والتي تعرض على شاشة بعرض 60 مترا. ومعه تنطلق الخيول بحرية ترسم أجمل أداء يمكن مشاهدته حيث تشارك 11 سلالة من الخيول بينها العربية الأصيلة والإسبانية. ويعد لاتوريل جمهور مهرجان قصر الحصن بعروض آسرة مستلهمة من القيم والصفات النبيلة التي يرمز إليها الخيل، بما فيها الاحترام المتبادل والتعاطف والصبر والثقة. وهذا ما ينسجم مع مكانة قصر الحصن في الذاكرة الحية لمجتمع أبوظبي، كأقدم مبنى تاريخي في الإمارة والذي يعد رمزا لنشأة العاصمة ومثالا للشموخ والأصالة والتقاليد. جائزة كيبيك يعد نورمان لاتوريل مؤسس ومخرج الاستعراض العالمي «كفاليا - قصر الحصن» صاحب التأثير والقوة المحفزة لعدد كبير من الفعاليات المهمة. وإضافة لبصمته الأساسية في «سيرك دوسوليه» وفي إطلاق عروض كفاليا نحو العالم، كان له الدور الأبرز في عرض الصوت والإضاءة على هضبة البرلمان في أوتاوا، والاحتفالات بالذكرى 350 لتأسيس مونتريال. وقد حاز عام 2007 جائزة كيبيك الوطنية في كندا لما حققه من إنجازات في عالم الاستعراض المسرحي الشامل. رؤية وابتكار منذ عام 2003 يكرس المبدع نورمان لاتوريل كل وقته لكتابة سيناريو العروض لـ«كفاليا». وهو يحرص باستمرار على إظهار ما يتمتع به من مواهب ومخيلة واسعة مع كل عرض يقدمه مؤكدا شغفه بعالم الاستعراضات. ويشتهر صاحب الرؤية والسعي المتواصل نحو الابتكار، بجمعه ما بين أنماط مختلفة من أساليب التعبير الفنية وتغييره لشكل مسرح العرض. وذلك كله بهدف منح جمهور المشاهدين أسلوبا جديدا وأبعادا إضافية للاستمتاع بالعروض. أركانه قامت على حجر البحر والمرجان والصدف المطحون ترميم «القصر» يكشف قصصاً جديدة بين ثنايا الحصن لكبيرة التونسي (الاتحاد) - تكتشف مجموعة من الخبراء خلال عملية الترميم كل يوم قصة جديدة من تاريخ البطولات والإنجازات في ثنايا شاهد تاريخي يرجع إنشاء أول جزء فيه إلى 250 سنة مضت، حيث لم يكن يتوقع أن تستغرق عملية الترميم سنوات عدة، فالقصر قامت أركانه على حجر البحر والمرجان والصدف المطحون ليروي قصة ذكاء بشري. وكون ترميم المباني التاريخية من العمليات المهمة التي تتوخى المحافظة على الشواهد المادية لمظاهر التراث الإنساني، التي تمكن من فهم مراحل تطوير الإنسان لمهاراته وكفاءاته، وكونها تشكل مرآة تعكس الحياة الإنسانية في مراحلها التاريخية، فإن عملية ترميم قصر الحصن قد تستغرق سنوات أخرى كثيرة، نظراً للعوامل المبهمة التي تحيط بالموضوع، وتستدعي دراسات متخصصة معمقة لتحقيق كل عناصر ترميم القصر التي بدأت فكرتها فعلاً عام 2008 ولم تستكمل إلى اليوم، نظراً لعدم اشتمالها على كل العناصر تحت الأرض لحصن شهد إرساء الخطط والملامح الأساسية لبناء إمارة أبوظبي الحديثة، كما أنه شاهد على معظم الأحداث التي مرت بها المنطقة، والتطورات التي عاشتها. وسبقت مرحلة ترميم قصر الحصن خطة عمل ودراسات لتنفيذ الترميم والصيانة للمبنى التراثي، استوجبت بدء التوثيق والمسح الهندسي، لضبط الحقائق العلمية وتثبيت مخططات ومقاطع واجهات المباني، وما زالت الدراسات مستمرة بسبب الحاجة لتعميق فهم طبيعة الحصن للإضاءة، حيث يقول عقيل أحمد عقيل مهندس معماري ترميم بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويعمل في مجال ترميم المباني التاريخية والمواقع الأثرية خاصة في أبوظبي، إن عملية ترميم قصر الحصن تقوم على خطة علمية تتضمن العديد من المراحل، سبقتها دراسة كافية للمعلومات التاريخية للمبنى تطرقت إلى عدة نواح، التاريخية، والأثرية، البنائية، المعمارية، ومن حيث المواد المستخدمة، والناحية الاجتماعية، والثقافية وتحديد القيم التي يتميز بها هذا الموقع إلى جانب الناحية الإنشائية. ويقول عقيل: بعد تحديد القيم الموجودة في هذا الشاهد التاريخي وحالة المبنى، بدأنا بوضع خطة لخطوات الترميم معتمدين على أسس علمية، منها الخطة قصيرة المدى أو ما يطلق عليها الترميم العاجل، وترتكز على خطوات إلزامية تتطلب تدخلاً بشكل سريع عملياً للحفاظ على سلامة المبنى ومحيطه ومستخدميه، أما المرحلة الثانية، وهي متوسطة المدى فتتعلَّق بعملية ترميم متوسطة المدى وهي تجهيز الموقع والحفاظ عليه، وعلى صورته التاريخية وتتم بناء على دراسات يقوم بها الفريق، وتحتوي هذه الخطوات على ملاحظات تختلف من موقع لآخر وفق خصوصية كل واحد منها مثلاً «إعادة الأسقف، إعادة الأبواب والشبابيك، تجهيز الموقع لجعله يستقبل الزوار وغيرها من التفاصيل التي تختلف من موقع أثري إلى آخر»، بينما الترميم طويل المدى، يهدف إلى إعادة استخدام المبنى سواء بوظيفته الأصلية، أو استعماله استعمالاً يناسب مهمته الأولى، مشيراً إلى أن مرحلة الترميم طويلة المدى تتطلب خطوات أكبر وأعمق، من حيث إيجاد الوسائل والمواد المناسبة لإعادة تأهيل المساحات الداخلية والخارجية، مثل الإضاءة والتكييف والكماليات اللازمة للزوار. معايير عالمية ويشير إلى أن عملية ترميم قصر الحصن تتطلب مراحل ثلاثاً: قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، موضحاً أن كل هذه المراحل تغطيها معايير عالمية يجب اتباعها منها التدخل الأقل، والحرص على التقليل من هذه التدخلات إلى حد بعيد، التفريق بين المادة الحديثة والتاريخية لتفادي تزييف التاريخ، التوثيق لكل مراحل الترميم، ويشمل ذلك (ما قبل وأثناء وبعد الترميم)، ويراعى في هذا الصدد هدفان أساسيان: «أولاً، الحفاظ على سجل لكل الخطوات للأجيال القادمة ليتمكنوا من معرفة القديم والحديث، وثانياً، يتمثل في الصيانة والمتابعة الدورية ما بعد التنفيذ، موضحاً أن خطوات الترميم المتبعة في ترميم قصر الحصن، تندرج تحت مظلة معايير الترميم العالمية، بالإضافة إلى اتخاذ القرار من طرف فريق متعدد التخصصات، يجمع الأثري، الهندسي المتخصص، المعماري، محلل المواد والمهندس الإنشائي، وقد يضم الفريق متخصصين آخرين حسب ما يتطلبه الموضوع، مثل متخصص في المباني التاريخية كمرمم الأخشاب، ومتخصص في مجال القضاء على النمل الأبيض وغيره من المتخصصين، وبالتالي يتخذ القرار المناسب لعملية ترميم المباني التاريخية، آخذاً بعين الاعتبار رأي كل متخصص في المجموعة، وذلك للحفاظ على قيمة المكان وروحه. أما بالنسبة لعملية التوثيق، فإنها تعتمد على الرسومات الهندسية الدقيقة، القياسية التي تنجز قبل اتخاذ أي خطوة من خطوات الترميم، حيث يقول عقيل أحمد عقيل مهندس الترميم بقصر الحصن: قبل اتخاذ قرار التدخل والترميم، فإننا نقوم بتوثيق الواجهات والمقاطع الأفقية والعمودية، وقد نلتقط بعض الصور الفوتوغرافية، وإنشاء سجلات لتمكين المتخصص من من معرفة حجم التدخلات في المبنى أو في جزء منه، وعادة نقوم بتسجيل العمال والمهندس المشرف على العملية، والمواد المستخدمة ونوعها. مهندس الترميم أم عالم الآثار؟ حول إشكالية الترميم، ولمن توكل مهمته، لعالم الآثار أو مهندس الترميم، والعمل الجاري به في ترميم قصر الحصن، أوضح أن التعامل مع المواقع يختلف من موقع لآخر وفق ما أفضت إليه الدراسات، موضحاً ذلك بقوله «بالنسبة للمباني التاريخية التي تحتوي على قيمة عالية، عادة ما تكون للآثاري الكلمة الفصل في الفريق، نظراً لاستيعابه لكل العناصر الموجودة وكل خطوات الترميم للحفاظ على ماهية الموقع الأثري التي تعتبر هدفا ساميا بالنسبة له، وقد خلخل هذا المفهوم وهذه المدرسة المتعصبة ظهور مهندس الترميم بعد عالم الآثار، حيث تقول المدرسة الحديثة إن القرار تتخذه مجموعة من الخبراء والمتخصصين، وليس شخصا واحدا، وإن عالم الآثار قد يقود هذا الفريق حسب الحاجة والقيمة الآثارية للمبنى، بينما قد يتولى مهندس الترميم هذه العملية في حالات أخرى. مراسلات الأرشيف البريطاني لرسم تصور شامل لعملية ترميم قصر الحصن، فإنه تم القيام بعدة دراسات، قام جانب منها على التاريخ الشفهي والعلمي التوثيقي وتحليل الصور الفوتوغرافية، والوثائق التاريخية المحلية، وجزء اعتمد على الأرشيف البريطاني من خلال فرز مراسلات بعض الحكام رحمهم الله الموجودين آنذاك مع السلطات البريطانية، إلى جانب دراسات أخرى متفرعة كدراسة النمل الأبيض، الذي كان له تأثير كبير على الخشب وأخذنا الخطط الاحترازية وبعض التدابير في الموقع لمعالجة هذه المشكلة، إلى جانب دراسة قام بها فريق الآثار للموجودات تحت الأرض، بحيث تم إيجاد جدار خارجي، بالإضافة إلى دراسة تتعلق بمنسوب المياه وتأثيرها على القصر. تصور شامل الاضطلاع بالجانب التاريخي للمبنى له أهمية قصوى في عملية الترميم، وهذا يسري على قصر الحصن الذي تطور عبر مراحل مختلفة من الزمان، مما يستوجب التأني في عملية الترميم وعدم الاستعجال، وفي هذا الصدد يقول عقيل أحمد عقيل إنه نظراً للقيمة العالية للقصر كمعلم تاريخي في أبوظبي، بل في الإمارات، فإن الدراسة المتأنية والدقيقة لكل الجوانب التي تخص قصر الحصن كانت ضرورية لوضع تصور شامل للترميم، بالإضافة، لذلك، فإن القيمة العالية للمبنى تدخل فيها القيمة السياسية كون المكان ارتبط بالحكم، أما من ناحية القيمة الاجتماعية فإنه رمز فخر لسكان الإمارات، بينما تعكس القيمة العمرانية الكبيرة، الطابع المعماري المحلي الذي ينم عن ذكاء فطري، في استخدام المواد المحلية المتوافرة من أجل جعل الموقع أو المبنى مناسباً. كيفية الوصول إلى المهرجان يقام مهرجان قصر الحصن على شارع الشيخ زايد الأول مقابل المقر الرئيسي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، بين شارعي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وخالد بن الوليد. مواقف السيارات يتوافر عدد من المواقف العامة في موقع قصر الحصن عند المدخل الرئيسي على شارع الشيخ زايد الأول. كما تتوافر مواقف مجانية أيضاً في المركز التجاري العالمي أبوظبي في منطقة السوق المركزي، والذي يبعد 5 إلى 7 دقائق فقط سيراً على الأقدام من موقع مهرجان قصر الحصن. خدمة سيارات الأجرة تتوافر منطقة لتنزيل ركاب سيارات الأجرة أمام المدخل الرئيسي لموقع مهرجان قصر الحصن على شارع الشيخ زايد الأول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©