الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر الحصن.. صرح شامخ

20 فبراير 2014 09:19
1 يعد مبنى الحصن القديم أول بناء يتم تشييده في جزيرة أبوظبي.. وتتميز أجزاؤه المتعددة بالاعتماد على العمارة الإسلامية المميزة. 2 برج المراقبة? بني برج المراقبة الأقدم في منتصف القرن الثامن عشر بهدف توفير الحماية للجزيرة ولمصادر المياه العذبة في المنطقة، ويتميز بوجود عدد من الفتحات المخصصة لحماية البناء، كما يرفرف علم إمارة أبوظبي على قمة البرج ليكون دلالة على الأهمية البالغة التي يتمتع بها قصر الحصن. 3 الجدران شيدت الجدران من الأحجار المرجانية والبحرية وقطعت على شكل قوالب مكعبة الشكل، وتركت هذه القطع المرجانية تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع لتتحول إلى قوالب صلبة. وبعد تركيب هذه الأحجار، غطيت الجدران بطبقة من الكلس يطلق عليها اسم ملاط الجص البحري، والذي يصنع عن طريق خلط الأحجار المرجانية، والأصداف والأحجار البحرية، ومن ثم طحن هذا الخليط ومزجه مع الماء لتشكيل المعجون، وقد استخدمت الأوتاد الموجودة على الجانب الخارجي من جدران الغرف لتعليق مصابيح الإضاءة والكساء. 4 الأعمدة الخشبية لإنشاء الأرضية المرتفعة، قام البناؤون بوضع جذع شجرة الغاف عبر الفجوة لتكون العمود الأساسي ولتتشابك مع أعمدة خشب أشجار القرم (المانغروف) والتي غمرت بمزيج من التمر المسحوق والسمك لحمايتها من الحشرات، ثم استخدم البناؤون سعف النخيل لتشكيل حصائر تعرف باسم العريض والحصير، كما استخدمت أعمدة خشب أشجار القرم لتشكيل السقالات اللازمة لبناء البرج والتي ماتزال موجودة أسفل البناء القرميدي حتى هذا اليوم. 5 مداخل الحصن تتميز المداخل بكثرة الزخارف عن بقية الجدران المحيطة، وقد استخدمت مواد أكثر نعومة لتشييد هذه المداخل وزينت بقطع من البلاط المطلي بأسلوب جميل، وعندما بني القصر كان الرجال يدخلون من البوابة الشمالية، فيما كان الممر الجنوبي مخصصاً لدخول النساء. 6 النوافذ صممت النوافذ بأسلوب يسمح لنظام التهوية والذي يطلق عليه اسم البارجيل، للعمل على أفضل نحو، ويعد هذا النظام من أقدم أساليب التكييف والتهوية المعروفة، ويساهم في توجيه النسائم البحرية عبر القوس الموجود فوق النافذة إلى داخل الغرفة ليوفر فيها البرودة، وكانت النوافذ قد وضعت على مستوى الأرض لتساهم بإدخال أقل كمية من الضوء المباشر إلى الداخل، كما تتمتع النوافذ بشبكة قضبان حديدية وأقفال داخلية للخصوصية، وتوجد نوافذ مماثلة في الناحية الأخرى من الردهة لها شبكة قضبان حديدية وأقفال داخلية أيضاً، ويساهم فتح النافذتين المتقابلتين في الصيف بتشكيل تيار هوائي يمنح الغرفة البرودة المناسبة. 7 منطقة المطبخ كان الموقع المخصص للمطبخ سابقاً يتضمن التنور (مساحة محفورة للطهي). 8 المجلس الشمالي الشرقي استخدم المغفور له بإذن الله الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، هذه المنطقة لإجراء المفاوضات المتعلقة بحقوق أبوظبي وامتيازاتها في التنقيب عن النفط، بالإضافة إلى الاجتماعات التي شهدت مناقشة مسائل مهمة في الإمارة. 9 مجلس الاستشارات الوطني كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مؤسس الدولة ورئيسها الأول، يستخدم هذا المبنى الإداري لاستضافة الاجتماعات وإجراء المفاوضات التي أدت إلى إقامة دولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من القضايا المهمة. 10 البرج الشمالي الشرقي استخدم هذا المبنى لرفع الأذان قبل بناء المآذن في أبوظبي. 1750 - 1795 نشأة أمة كان الشيخ ذياب بن عيسى رحمه الله المتوفى عام 1793، شيخ قبيلة بني ياس في واحة ليوا، وكانت القبيلة تتجه في رحلات منتظمة إلى البحر بهدف الصيد، وعندما اكتشفت مصادر المياه العذبة في جزيرة أبوظبي، رأى الشيخ ذياب مدى أهمية توفير الحماية لهذه المنطقة، لذلك قرر بناء برج مراقبة لحماية هذه المصادر من الدخلاء، وبدأ السكان بالحضور للإقامة في هذه المنطقة حول الحصن لدوره في توفير الأمان وإضفاء أجواء الاستقرار والطمأنينة. ولم تكن مصادر المياه العذبة التي اكتشفت في أبوظبي مجرد بئر واحدة، بل كانت سلسلة من الفتحات والتجاويف التي احتوت على المياه على مسافة قريبة من السطح. 1795 - 1850 تحول البرج إلى حصن تحول المبنى إلى الهيئة التي يبدو عليها اليوم خلال فترة حكم الشيخ شخبوط بن ذياب حاكم أبوظبي (1795م – 1816م) وقد شهد المبنى تشييد برجين آخرين بالإضافة إلى جدار يصل بينها ليتحول في النهاية إلى هذا البناء البارز. وفي هذه الفترة، نقل الشيخ شخبوط مقر الحكم من ليوا إلى جزيرة أبوظبي واستخدم الحصن ليكون مقر الحكومة والقيادة العسكرية ومكان الإقامة الخاص به. ووفقاً للمعلومات التاريخية المتناقلة شفهياً عبر الأجيال، فقد أجرى الشيخ سعيد بن طحنون حاكم أبوظبي (1845-1855) أعمال توسعة وتطوير إضافية داخل الحصن عام 1850. وكان قصر الحصن يعرف سابقاً بـ»حصن أبوظبي»، وكان بمثابة حصن وقصر ومقر للإدارة، والأشخاص الذين سيطروا على الحصن فقط كانوا قادرين على تأكيد حقهم بالحكم. 1855 - 1909 بداية نشأة المجتمع كانت الفترة الطويلة التي أمضاها الشيخ زايد بن خليفة رحمه الله، والذي عرف أيضاً باسم زايد الأول أو زايد الكبير، فترة سلام واستقرار بالنسبة لأبوظبي. وخلال حكمه الذي استمر من 1855 إلى 1909, بدأت نشأة المجتمع الذي كان قصر الحصن مركزه الرئيس، والذي شهد استقطاب السكان وتطور المنطقة واتساعها. وكانت فترة حكم الشيخ زايد الكبير رحمه الله الأطول في تاريخ إمارة أبوظبي. 1990 حتى اليوم المحافظة على المبنى التاريخي الأثري تبين خلال العقد الماضي أن الطبقة البيضاء التي تغطي جدران قصر الحصن تسبب احتباس الرطوبة على سطوح الأحجار المرجانية والبحرية الأصلية وتساهم في تآكلها وتلفها، لذلك يجري في الوقت الحالي تنفيذ مشروع ترميم هائل يسعى إلى الكشف عن الأحجار المرجانية وتعريضها للهواء من جديد، وستتوفر فرصة للاطلاع عن كثب على أعمال الترميم الجارية عندما تفتح أبواب الحصن أمام الزوار خلال فعاليات مهرجان قصر الحصن، والذي يستمر لمدة عشرة أيام، ويقام احتفاءً بالثقافة والتقاليد في الإمارات. ويسعى فريق الترميم إلى إعادة استخدام نظام البارجيل التقليدي للتهوية، والذي يعد من أقدم الأساليب المتبعة في التكييف وتوفير البرودة، وستتوجه النسائم البحرية عبر سلسلة من الأقواس المتراجعة والتي بنيت في الجدران عن طريق ممار ضيقة إلى داخل الغرف. 1980 - 1990 قصر الحصن بصورته الأخيرة قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مؤسس الدولة ورئيسها الأول، والذي استمرت فترة حكمه من 1966 إلى 2004، بتحويل المبنى إلى القصر بصورته التي نعرفها اليوم، وخلال فترة حكمه، تم تجديد عدة مبان داخل الحصن. فبعد أن تولى الشيخ زايد الحكم في إمارة أبوظبي في 1966، تم تحويل أحد المنازل ليصبح مكتبه الخاص، فيما استخدم منزل آخر كمقر لمركز الوثائق والبحوث الذي أُنشأ في 1968، والمعروف اليوم بالمركز الوطني للوثائق والبحوث، وبعد اكتمال أعمال الترميم الأخيرة التي جرت خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، شغل المركز الوطني للوثائق والبحوث كل الغرف والأقسام التي يتكون منها قصر الحصن. ولم يستمر استخدام المبنى بعد ذلك كمقر إقامة للحكام، بل تحول إلى متحف ومعرض لمجموعات أثرية مرتبطة بأبوظبي ومنطقة الخليج. وأمر الشيخ زايد ببناء مقر المجلس الاستشاري الوطني خارج جدران القصر، وقد شهد هذا المقر انعقاد الاجتماعات التي ناقشت اتحاد الدولة عام 1971. 1928 - 1966 توسع الحصن كانت حقبة الثلاثينيات من القرن العشرين فترة عصيبة بالنسبة لأبوظبي نظراً للتدهور الذي لحق بتجارة اللؤلؤ، وأيضاً نظراً لتوابع الكساد العالمي في ذلك الحين. وفي عام 1939م اتفق الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان (1928م – 1966م) مع البريطانيين بشأن امتيازات التنقيب عن النفط، وتلقى 300,000 روبية كدفعة أولى، واستخدم تلك الأموال في بناء قصر أيقوني أحاط بالقلعة الأصلية. وفي بدايات خمسينيات القرن العشرين، وكجزء من أعمال التجديد التي خضع لها الحصن، قام الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان بإضافة الأقواس المزخرفة في القسم الخارجي من قصر الحصن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©