الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء التعليم العالي العرب يناقشون قضايا العولمة والهوية

خبراء التعليم العالي العرب يناقشون قضايا العولمة والهوية
4 نوفمبر 2007 03:43
بدأت أمس فعاليات المؤتمر الحادي عشر لوزراء التعليم العالي العرب والذي تستضيفة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ويستمر حتى الثلاثاء المقبل بجامعة زايد ، وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس الجامعة· يشارك في اجتماع الخبراء وفود من جميع الدول العربية بالإضافة إلى وفد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وعدد من المنظمات الدولية المتخصصة ويعقد المؤتمر تحت عنوان '' التعليم العالي وتحديات الهوية ''· وقد ترأس سعادة الدكتور عبدالله الخنبشي نائب مدير جامعة الإمارات وفد دولة الإمارات العربية المتحدة واجتماع الخبراء الذي بدأت فعالياته أمس ويختتم أعماله اليوم· وأكد د· الخنبشي خلال كلمة دولة الإمارات في اجتماع الخبراء حرص قيادتنا الرشيدة على دعم الهوية الوطنية من خلال برامج التعليم في مرحلتيه ماقبل الجامعي والجامعي ، وهذا النهج أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد '' طيب الله ثراه'' ويسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة '' حفظه الله'' فقد حدد فقيد الأمة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد '' طيب الله ثراه'' لمنظومة التعليم في بلادنا ثوابت راسخة في مقدمتها بناء الشخصية الوطنية المعتزة بعقيدتها وقوميتها وحضارتها العربية الإسلامية والمنفتحة على العالم تأخذ من تجاربه النافعة مايفيد بلادنا ويرفع من معدلات التنمية بها· وأوضح الخنبشي أن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي يوجه دائما بأن تكون مؤسساتنا التعليمية متمثلة في جامعتي الإمارات وزايد وكليات التقنية العليا منارات للابداع الفكري والاشعاع الحضاري تصقل الشخصية الطلابية وتعد أبناءنا لمواكبة تحديات العصر بكفاءة لمواجهة التحديات ومن هنا تأتي البرامج الدراسية المطروحة بالمؤسسات الثلاث معززة لاستراتيجية التنمية البشرية في الدولة وفق معايير عالمية دقيقة · من جانبه أشار الدكتور ميلود حبيبي مدير إدارة البرامج التعليمية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بما وفرته دولة الإمارات من كرم ضيافة للخبراء والوفود المشاركة مؤكدا على أن دولة الإمارات سباقة دائما في خدمة العمل العربي المشترك ودعم كل ماينهض به· مكانة اللغة العربية وبعد ذلك بدأت الجلسات العلمية للخبراء حيث قدم الدكتور عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن دراسة حول مكانة اللغة العربية في التعليم العالي في مجتمع المعرفة مشيرا إلى أن اللغة العربية تحتل الرقم السادس من عشر لغات هي الأكثر ديموغرافيا في العالم، حيث يتكلمها ما يربو على مائتي مليون متحدث أساسي· ووظيفيا، تعد واحدة من أغنى اللغات ذات الحمولة الثقافية الغنية· ولا شك أن عامل البقاء هذا يكمن جذره في حمل هذه اللغة نص القرآن الكريم وما انبثق منه من معارف وعلوم وشعائر وتشريعات وأنظمة ومعاملات مثلت، في مجموعها، المحتوى المعرفي للحضارة الإسلامية، وبها اكتسبت تلك الحضارة وجودها بالمعنى الانطولوجي وبقاءها· كما أن حتمية الانفتاح على التجربة الغربية التغريب Westernization تعريب دون تغريب· وأقصد بهذه المقاربة الاستفادة الممنهجة مما هو جدير أخذه من الخطاب الغربي في جوانبه العلمية والأدبية والتقنية وتطويع مفاهيمه بوضعها في تعبيرات عربية، الا أن اللغة العربية تفتقر إلى مرجعية إشرافية قومية واحدة ، حيث تمتلك كثير من اللغات الكبرى العشر المنتمية إلى نادي المعلوماتية وحدة القرار السياسي القومي· ويعد حال ''اتحاد المجامع العربية'' شاهدا على قصور '' إن لم يكن غياب'' السياسة اللغوية القومية المشتركة· الفجوة الرقمية وأشار د· راوح إلى أنه رغم النواقص الرئيسية التي لا تزال تفصل جانبي الفجوة الرقمية والمعلوماتية واللغوية بين واقعنا العربي والتجربة المتقدمة الا '' أننا ، نحن العرب ، ما زلنا في قدرتنا التصدي للفجوة الرقمية فلا تنقصنا الموارد المادية وتتوفر لدينا الكتل من المتخصصين وشركات التطوير والجامعات ومراكز البحوث علاوة على وجود سوق عربية وإسلامية وجاليات كبيرة في أوربا وأميركا وكلها متشوقة للمنتج المعلوماتي العربي وتكتل عربي يتعذر من دونه تأهل البلدان العربية مجتمعة أو منفردة لدخول مجتمع المعلومات ،ومراجعة رسالة اتحاد المجامع العربية ورسالة المجامع اللغوية الأربعة ومكتب تنسيق التعريب في إضافة محور تكييف اللغة العربية مع متطلبات معالجتها آليا ضمن مهامها، وضرورة قيام المنظمات الإقليمية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم بإعطاء مزيد من الجهد المتواصل من الدراسات والدعوات العلمية المتصلة بالذكاء الاصطناعي وحوسبة اللغة العربية وتامين متطلباتها من البنية التحتية المادية والبشرية، كما اقترح إعداد برنامج يحمل اسم ''عشرية الدول العربية في تعليم اللسانيات الحاسوبية والذكاء الاصطناعي'' بالتعاون مع منظمات إقليمية ودولية ذات علاقة· تنمية الإبداع قدم الدكتور عبدالرحمن بن أحمد صائغ دراسة عن تنمية قدرات الإبداع وكفايات التعلم والتعليم والتدريب في مؤسسات التعليم العالي في البلدان العربية لمواكبة متطلبات العولمة على الرغم من أن الوطن العربي غني بموارده البشرية إلا أن هذه الثروة البشرية تواجه تحديات كثيرة في سوق العمل، منها أسباب داخلية وأهمها قصور نظم التعليم القائمة، وضعف المهارات التقنية للكوادر البشرية والأمية المعلوماتية نتيجة عدم استخدام الحاسوب وارتفاع نسبة البطالة نتيجة قصور خطط التنمية في العديد من الدول العربية· أما الاسباب الخارجية فمعظمها فرضتها العولمة بمختلف جوانبها، ومنها المنافسة العالمية على سوق العمل العربية خصوصا في دول الخليج العربية في ظل انفتاح الأسواق العالمية، بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، إضافة إلى الثورة المعلوماتية، والاعتماد على اقتصاد المعرفة· كما أن المتتبع لمسيرة مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي بشكل عام يلمح وجود الكثير من المعضلات التي تعكس قصور في مستوى أدء مؤسساته، وعدم ارتقائها إلى مستوى الدور الذي تعكسه الأهداف المجتمعية المناطة بهذه المؤسسات ومنطلقاتها في إعداد وتأهيل الكوادر البشرية في ظل احتياجات سوق العمل المتطورة والمتسارعة في التغيير· إن الأنظمة التعليمية قد أدت دورها المرحلي إلى حد كبير فيما مضى، لكنها لم تعد تلائم متطلبات المجتمع الحاضر والحياة الراهنة ·إن التوافق بين أداء مؤسسات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل في إعداد وتهيئة المهارات والقدرات المستجيبة لاحتياجاته المتطورة بات مطلبا مهما للنهوض بالكفاءة الداخلية والخارجية لهذه المؤسسات· مناقشة ورقة الجابري ناقش الخبراء ورقة للدكتور محمد عابد الجابري حول '' العولمة ومستقبل التعليم في الوطن العربي '' إن ما يميز العولمة المعاصرة عن سابقاتها هو أنها تضيف إلى العالمين ''القديمين''، اللذين يُعـبِّر عنهما المصطلحُ الإسلامي بـ ''عالم الشهادة'' و''عالم الغيب''- عالما ثالثا، جديدا تماما، هو العالم الافتراضي الاعتباري ، عالم الإنترنت الذي ينافس العالمين ''القديمين'' ويمكن أن ينوب عنهما كلية· ومن خصائص هذا العالم الجديد، الذي هو من صلب العولمة الجديدة، أن تأثيره العولمي يتجاوز مجرد اختراق البلدان وتداخل الثقافات إلى اختراق الهويات، هويات الأفراد والجماعات ، وفي بلداننا العربية حيث يزداد التعامل مع العالم الإنترنيتي يمكن أن نتوقع انقساما خطيرا جدا على صعيد الهوية ويختتم د· الجابرى بالتأكيد على أن شعار ''استقلال التعليم'' يجب أن يفهم بنفس المعنى الذي نفهم به شعار ''استقلال القضاء''· وبالتالي فمن يفكر في تخصيص التعليم يجب أن يطرح على نفسه هذا السؤال: هل يجوز تخصيص القضاء؟ استقلال التعليم أعني به رفع يد تدخل الدولة الذي من نوع تدخلها في القضاء، أعني به إعطاء التعليم كيانا مستقلا، ذا جهاز من داخله مسؤول عن التقرير والتدبير والتسيير ويخضع لنظام من المراقبة والمحاسبة، كل ذلك في إطار مجالس عليا للتعليم مستقلة مكونة من رجال التعليم أساسا مع ممثلين من البرلمان وهيئات المجتمع المدني· أما الدولة فيجب أن يقتصر دورها على تمكينه من ميزانية خاصة لا تخضع لتقلبات الحاجات السياسية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©