الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان تدخل نفق الطوارئ

باكستان تدخل نفق الطوارئ
4 نوفمبر 2007 04:25
اعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف بصفته رئيسا لأركان الجيش أمس تعطيل الدستور وفرض حالة الطوارئ في أنحاء باكستان بسبب ما وصفه بـ''موجة عصيان واعتداءات المتشددين وتدخلات القضاء في الشؤون العامة''· وعارضت المحكمة العليا قرار مشرف وأمرت بتعليق فرض حالة الطوارئ، لكن الحكومة سارعت الى رفض قرار المحكمة وعملت على عزل كبير القضاة افتخار تشودري وعينت مكانه القاضي حميد دوغار الذي أدى اليمين الدستورية بشكل عاجل حيث ينتظر أن يحسم شرعية إعادة انتخاب مشرف لولاية رئاسية جديدة بعد غد الثلاثاء· فقد أعلن مشرف في أمر رئاسي مؤقت علق بموجبه العمل بالدستور فرض حالة الطوارئ بسبب تزايد التصاعد الواضح في انشطة المتطرفين الارهابية وتدخل اعضاء هيئة القضاء في الشؤون العامة· وجاء في الأمر الرئاسي ''حصل تزايد واضح في أنشطة المتطرفين والحوادث المرتبطة بهجمات ارهابية، كما أن بعض أعضاء المؤسسة القضائية يعملون ضد السلطتين التنفيذية والتشريعية في حربها على الارهاب والتطرف ما أثر على فاعلية تحرك الحكومة وعلى تصميم الأمة لاحتواء هذا التهديد وبذلك فإن الوضع بلغ حدا لم تعد معه الحكومة قادرة على مواصلة عملها طبقا للدستور وبما ان الدستور لا ينص على أي تسوية لهذا الوضع لم يعد هناك من خيار سوى اتخاذ إجراءات الطوارئ''· وقال أحد مساعدي الرئيس رافضا الكشف عن اسمه إن مشرف بصفته رئيس هيئة الاركان أعلن حال ةالطوارئ وأصدر قرارا دستوريا مؤقتا بذلك يعلق العمل بدستور ،1973 لكنه اضاف ان مجلس الوزراء ورؤساء حكومات الاقاليم الاربعة والبرلمان الفدرالي والمجالس الاقليمية في البنجاب والسند وبلوشستان سيستمرون في ممارسة مهام أعمالهم دون تأثر· وأوضحت محطة ''جيو'' الخاصة ان هيئة من سبعة قضاة برئاسة تشودري اعتبرت اعلان حال الطوارئ غير شرعي وأمرت بتعليقه· لكن المتحدث باسم الحكومة سارع الى رفض أوامر المحكمة وقال إنها لن تطبق لأن إعلان حالة الطوارئ يتضمن بندا يؤكد أنه غير قابل للإلغاء في اي محكمة· واشار من جهة ثانية الى اقصاء تشودري من منصبه وإبلاغه بأن خدماته لم تعد مطلوبة وتعيين رئيس جديد للمحكمة العليا هو حميد دوغار· وقال مصدر لوكالة الانباء الالمانية إن تشودري خضع للإقامة الجبرية بمنزله، فيما ادى دوغار اليمين ككبير قضاة المحكمة العليا الجديد أمام مشرف· وطوق الآلاف من عناصر الشرطة انحاء العاصمة اسلام آباد وأغلقوا المنطقة التي يوجد بها مبنى الرئاسة والبرلمان والمحكمة العليا وقطعوا الطريق المؤدية اليها مانعين أيا كان من الدخول وسط إعلان شهود عيان ان تشودري وزملاءه القضاة لا يزالون داخل مبنى المحكمة· وقطعت كل الاتصالات الهاتفية النقالة والثابتة بعيد اعلان الطوارئ، كما قطع بث محطات التلفزة والاذاعة الخاصة وسط تأكيد شهود عيان أن قوات أمنية نشرت داخلها في إسلام أباد· وناشد المعارض البارز عمران خان الباكستانيين النزول الى الشارع للاحتجاج على قرار مشرف· فيما أفادت محطة تلفزة خاصة ان السلطات قامت باعتقال المحامي الباكستاني البارز وزعيم المعارضة اعتزاز احسان الذي قال ''اصدروا ضدي أمر احتجاز لمدة 30 يوما··رجل واحد احتجز الأمة رهينة··حان وقت رحيل مشرف''· فيما هتف زملاؤه المحامون ''اذهب يا مشرف اذهب''، واقتادت الشرطة احسان وهو يلوح بعلامة النصر الى مؤيديه· الى ذلك، عادت رئيسة الوزراء الباكستانية بينظير بوتو الى باكستان امس بعد فرض مشرف حالة الطوارئ، وقال الناطق باسمها في لندن وجيد حسن '' لقد وصلت الى مطار كراتشي وتحدثت اليها فيما كانت طائرتها تهبط''· فيما سمع أصوات إطلاق رصاص في عدة احياء بمدينة كراتشي حيث تتمتع بينظير بوتو بتأييد قوي هناك· وقال زبير بشير المتحدث باسم حزب ''الشعب'' الذي تترأسه بوتو ''ندين قرار مشرف بإعلان الطوارئ ونرفضه··ان قوانين الجيش سيئة··انها تعطل كل شيء ولا تؤدي الى اي تقدم''· فيما قال رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز الشريف ان باكستان في طريقها الى حالة من الفوضى ووصف قرار مشرف بإعلان حالة الطوارئ بأنه صورة من صور الاحكام العرفية، واضاف ''نحن في طريقنا الى وضع فوضوي··الى حالة فوضى سياسة''· وطالب شريف مشرف بالاستقالة، وقال ''لم يسبق أن عومل قضاة بشكل مماثل··على مشرف ان يستقيل اليوم ويمهد لانتخابات سليمة''· من هو برويز مشرف؟ في ما يلي نبذة عن الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الذي اصبح رئيسا في 20 يونيو 2001 عقب انقلاب عسكري أطاح برئيس الوزراء نواز شريف عام 1999. ولد مشرف في 11 أغسطس 1943 بمدينة نيودلهي التي صارت عاصمة للهند بعد انفصال باكستان، ثم هاجرت أسرته إلى باكستان حيث تلقى تعليمه الأولي في كراتشي· وفي عام 1964 التحق بالجيش وتدرج في مناصبه المختلفة حتى تقلد منصب قائد الجيش عام 1998 عقب استقالة الجنرال جهانجير كرامت من المنصب· وخاض حربين ضد الهند، أولاهما عام 1965 في ولاية البنجاب وتلقى نيشان البسالة، كما خاض الحرب الثانية عام ·1971 وكان مشرف قائدا للجيش الباكستاني إبان القتال العنيف بين الهند وباكستان في عام 1999 في مرتفعات كارجيل التي انتهت بانسحاب المقاتلين الكشميريين منها بضغط من رئيس الوزراء نواز شريف· وانقلب مشرف على شريف في أكتوبر1999 على خلفية اتهامه له بمحاولة إسقاط الطائرة التي كانت تقله قادمة من سريلانكا، ثم عين نفسه رئيسا بعد استفتاء شعبي في 26 يونيو 2001 إثر اتهام المعارضة السياسية له بفقدان الشرعية لتمثيل باكستان في لقاء القمة مع الهند· واعيد انتخاب مشرف شهر اكتوبر الماضي رئيسا لباكستان، فيما كان يواجه دعاوى رفعتها المعارضة امام المحكمة العليا بعدم شرعية ترشيح نفسه للرئاسة في ظل استمراره في منصبة كقائد اعلى للجيش· ويطرح مشرف الذي اعلن حالة الطوارئ نفسه سدا منيعا في وجه زعيم ''القاعدة'' اسامة بن لادن ويستلهم نابليون بونابرت وريتشارد نيكسون في رغبته بالتمسك بالسلطة· وكثيرا ما يستشهد مشرف الذي ينتظر المحكمة العليا لحسم فوزه بولاية رئاسية جديدة بنابليون والرئيس الاميركي الاسبق نيكسون، مشيدا بصراحة الاول العسكرية الطابع وبأدائه البعيد عن الاعتبارات الدبلوماسية، ومثنيا على حدس الثاني وقدرته على التكيف مع الظروف· وهو يقدم نفسه على أنه منقذ الأمة الباكستانية النووية والحصن المنيع الذي يحمي العالم من تنظيم ''القاعدة''· فيما يرى منتقدوه ومعارضوه أنه أخفق بعد ثمانية أعوام من الحكم في إعادة إرساء نظام ديمقراطي كامل ولا يزال في الوقت عينه ممسكا بزمام القيادة العسكرية ويعتبرون أنه أصيب بعارض شائع بين الطغاة هو الإحساس أن لا غنى للبلاد عنه· وقال المحلل السياسي الجنرال السابق طلعت مسعود ان مشرف يعاني شعورا بالعظمة، داعيا إياه الى إعادة إرساء الحكم المدني، واضاف ''كل المستبدين يعتقدون أنهم المنقذ الأوحد وأن من دونهم ستنهار الدولة وأنهم مختارون للقيام بدورهم''·
المصدر: إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©