شارع بلا زواحف

الكثير من أجهزة الإعلام وإدارات المرور تكلمت عن السرعة الجنونية وخطورتها باعتبارها من السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض السائقين غير الملتزمين بأنظمة السير، ما يؤدي الى تعريض حياة مستخدمي الطريق للخطر، ولكن على الجانب الآخر لم يلمح أحد خطورة سائقي المركبات الذين يقودون السيارة ببطء شديد، فهؤلاء منسيون، لا يعرفهم أحد ولم يتحدث عنهم أي مسؤول في وسائل الإعلام، صحيح ان الكثير من الاحصائيات تؤكد ان سبب الوفاة هي السرعة الزائدة، لكن في المقابل ''القيادة البطيئة'' في بعض الأحيان قد تؤدي أيضاً الى الوفاة أو الى أزمة قلبية حادة، قد يقول أحدهم انني لست في حلبة سباق، فأقول له: ونحن لسنا في موكب جنازة أو عرس أو مسيرة· إن الاشخاص الذين يعتقدون ان التزامهم بسرعة 40 كلم/ ساعة فن وذوق، متناسين أن من خلفهم على عجلة من أمره، وخاصة الموظف المتجه الى عمله ''الله يعينه'' لأنه قد يضطر الى ''الاصطفاف'' خلفه لفترة طويلة ويرى ساعته والدقائق تمر، فالتأخير عن العمل يقابله انذار وخصم من الراتب بسبب ذنب لم يقترفه، فيذهب راتبه هباءً منثوراً، رغم ان الطريق أمامه سالك والرؤية واضحة والطقس حسن، تظل خلفه ''الى ما شاء الله'' وبعد ان يطول صبرك تبدأ في استخدام الضوء ''الديم'' وفي هذه الحالة أيضا لا حياة لمن تنادي ''اذن من طين واذن من عجين''، فتلجأ الى حيلة أخرى بعد ان يرتفع ضغطك وتصاب بجلطة قلبية أو دماغية فتستخدم ''الهرن'' بشكل متواصل، حتى يتكرم صاحبنا ويعطف عليك وينظر اليك فيفسح الطريق لك· أعتقد ان هذه الفئة الذين يقودون السيارة بسرعة 40 كلم تناسبهم تلك الشوارع الفرعية أو المناطق والأحياء السكنية، ولكن في شارع رئيسي أو عند اشارات المرور التي تصفر وتخضر وتوشك ان تحمر ولا توجد هناك اي عوائق كالضباب والمطر، فإن تلك القيادة غير مناسبة· إن كل ما نتمناه من إدارات المرور ان يكون هناك يوم مروري شعاره ''شارع بلا زواحف''·