برامج لتأهيل الجيل الثاني من رجال الأعمال

كسب المال ليس بالأمر الصعب كصعوبة إدارته وتنميته عبر الأجيال وهنا يكمن الذكاء· ولهذا وفرت عدد من البنوك العالمية الكبرى سلسلة من الدورات التدريبية للأجيال القادمة حيث يمكن للآباء إرسال أبنائهم إليها لمساعدتهم في الحفاظ على ثرواتهم وتعلم أساسيات إدارتها واستثمارها· والهدف الرئيسي من وجهة نظر الآباء هو تسلح الجيل القادم بالمعرفة الإدارية والمالية في إدارة أعمال العائلة، والالتقاء بأشخاص في أوضاع مماثلة، ويوضح أحد المسؤولين في المجال المصرفي أن حجم الثروة التي يتوقع أن يرثها الأبناء تمثل ضغطا نفسيا كبيرا لما يساورهم من قلق ومخاوف حول ما إذا كانوا سينجحون عندما يتم تمكينهم منها· ومدة هذه الدورات التدريبية أسبوع تقام إما في منتجعات أوروبية وآسيوية فاخرة أو خلال اجتماعات سرية مغلقة في مكاتب البنوك حيث يعقد ''أميركان إكسبرس'' دورات تدريبية في لندن وسنغافورة، ويدير ''جيه بي مورجان'' الدورات التدريبية في أماكن مثل روما و جنيف ونيويورك· أما ''كريدي سويس''، فيعقد دورة سنوية في سويسرا· و تشير ''أماندا واليس'' من بنك أميركان إكسبرس إلى حقيقة موجودة في جميع العائلات في مختلف أنحاء العالم ألا وهي أن الأبناء يميلون إلى الاستماع لكل شخص ما عدا آبائهم، ويعقد بنك أميركان إكسبرس مثل هذه الدورات التدريبية منذ عام 2001 يتم من خلالها تناول مختلف الشؤون المالية بدءاً من الإدارة البشرية وحتى التخطيط والتحليل ونهاية باختيار مدير الثروة· وتشير ''واليس'' إلى مسألة بالغة الأهمية وهي أن المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية لا تتضمن مناقشة جل قضايا المال، وهنا حتماً أن هؤلاء الطلاب الشباب الذين في طريقهم للحصول على ثروة تقدر بالملايين بحاجة ماسة إلى مثل هذه الدورات· وبشكل عام توجه البنوك دوراتها إلى الأفراد في مراحل العشرينات من العمر وما فوق، ولكل بنك بنوده الخاصة في القبول حيث هناك العديد من البنوك لا تقبل بمشاركة العائلات التي تبلغ ثرواتها أقل من مليون دولار كحد أدنى، وأخرى تقبل أعلى من ذلك قد تتجاوز 10 ملايين دولار· وعادة ما تمزج البنوك بين الدروس النظرية والعملية فعلى سبيل المثال يتم تقسيم المشاركين على عدة فرق لإدارة محافظهم الاستثمارية الافتراضية، وتركز كل دورة تدريبية في مجال يختلف عن الأخرى حيث تركز دورات بنك كريديت سويس على قضايا الاستثمار والأصول وصناديق التحوط والعقارات إلى جانب الأعمال الخيرية، في حين تركز دورات بنك جيه بي مورجان على قضايا الشركات العائلية· ويوفر بنك ''كوتس'' مناقشات بحسب الطلب للزبائن الذين حصلوا في العادة على ثروة مفاجئة، وينظم البنك جلسات شخصية للزبائن في مكتبه الرئيسي في لندن، ويوضح أحد المسئولين في البنك أن الزبائن يرغبون وبشدة في الحصول على دفعة مركزة من المعلومات وغالباً لا يكونون مرتاحين لدى مناقشة وضعهم بوجود أشخاص آخرين حولهم· وبالإشارة السابقة إلى الأعمال الخيرية يشير الخبراء إلى أن العمل الخيري يعد وسيلة رائعة للعائلة للتكاتف والاتحاد حول هدف مشترك، وتعليم الجيل القادم قيمة المال وكيفية استغلاله بشكل فعال ومفيد· إنها دورات تدريبية يجتمع فيها العلم والمتعة وخبرة كبيرة يقدمها مديرون في مناصب رفيعة جداً·