الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وصفة فعالة لقيادة المؤسسات إلى بر الأمان

وصفة فعالة لقيادة المؤسسات إلى بر الأمان
5 نوفمبر 2007 00:23
يرصد دوجلاس باري في كتابه دروس من أنجح رؤساء الشركات ـــ أساليب عمل رؤساء انجح الشركات في قيادة مؤسساتهم وكذلك فلسفاتهم واستراتيجياتهم التي أدت بهم إلى النجاح في نهاية الأمر· وقد توصل الكاتب إلى مجموعة من الصفات المشتركة بين هؤلاء كقدرتهم العالية على إثارة الحماس والابتكار لدى الآخرين بعيداً عن الكاريزما أو الجاذبية أو التأثير الشخصي الطاغي· بالإضافة إلى القدرة على إيجاد منتجات واستحداث نماذج عمل سابقة للواقع، والتعهد بتطوير أفضل الأفكار والبناء عليها أيا كان مصدرها، والاحتراف في مشاركة الآراء مع الآخرين وتبادل الخبرات القيادية· وهذا ما يظهر جلياً في نموذج عمل شركة ''دل'' لأنظمة الحاسبات الآلية ففي الوقت الذي كانت تقوم فيه الشركات الأخرى بإنتاج الحواسب ثم يعطونها للوكلاء والموزعين الذين يعرضونها للبيع على المستهلكين، بادرة شركة ''دل'' بإضافة خدمة الهاتف المجاني والإنترنت للاستماع مباشرة إلى ما يطلبه المستهلكون في تصنيع أجهزة حواسب خاصة بمواصفات معينة يقدمها المستهلك للشركة التي تقوم بتصنيع ما يرغبه ومن ثم إرساله، وهذه استراتيجية ''دل'' حيث التركيز على خدمة العملاء وإرضائهم هو المحور الرئيسي في عمل موظفي الشركة والشركة نفسها· ولا يزال عالم المال والأعمال ثري بقصص نجاح الشركات التي يقف من ورائها أساليب عمل فريدة ومميزة كتلك التي طبقها ''جاك ولش'' الرئيس الأسطوري لشركة جنرال إلكتريك الذي تولى قيادتها عام 1981 بقيمة سوقية قدرها 13 مليار دولار ثم وصل بها عام 2000 إلى 597 مليار دولار، حيث أضاف مبدأ قيما حقيقيا وواقعيا ليس فقط إلى جنرال إلكتريك وإنما إلى عالم المال والأعمال بأكمله، وهو إيمانه بأهمية الأفكار الجيدة وأولوية التنقيب عنها وتطبيقها وتطويرها، وهو ما يوجد التميز لشركة عن الأخرى· وبالطبع لن توجد الأفكار ما لم تكن هناك حالة من التعلم المستمر حيث يرى ''ولش'' أن المؤسسة التي تتيح لجميع موظفيها إمكانية معرفة الكثير من عمل الشركة ومعرفة ولو بعض الخبايا في السوق والمساهمة في حل المشاكل التي قد تظهر في أي إدارة، هي مؤسسة تفوقت على غيرها· وهو ذات الأسلوب الذي يتبعه ''بيل جيتس'' رئيس شركة مايكروسوفت الذي يتركز جل اهتمامه على أن تقود مؤسسته الأفكار وليس الروتين ومنهجه في هذا هو أن تتاح المعلومات للجميع على الشبكة الداخلية للشركة أو عن طريق الانترنت بحيث تكون تقارير المبيعات والخطة التسويقية والوضع السوقي كلها متاحة للجميع· ويجب عدم إغفال دور العنصر البشري في نجاح أو فشل أي شركة في مختلف أنحاء العالم وهنا على رئيس الشركة غرس روح الأسرة في نفوس الموظفين، ويوضح أحد مدراء شركات الطيران: إن منافسين يشترون نفس الطائرات التي نستعملها وتقريبا نفس نظم التشغيل ولكن مالا يستطيعون شراءه حقا هو البشر الذين يتمتعون بالولاء والمبادرة والحرص على إسعاد العملاء· ويقول مدير شركة سيارات عالمية: ''قد يأتيني موظف غاضباً إلى مكتبي فأقابله مقابلة حسنة ولا أعبأ بموقع هذا الموظف· فقد يكون موظفاً بسيطاً ولكني أعامله كمن له أسهم في الشركة أو كأنه رئيس مجلس الإدارة وأجلسه في مجلس وثير قبل أن أجلس أنا وأطلب له كوباً من العصير، وبعد ذلك أطلب منه أن يحكي لي ما بداخله دونما أدنى مقاطعة مني حتى يخرج جميع ما بداخله· وأهم شيء في نظري هو أن يجد هذا الموظف من يستمع إليه، وأعرض عليه اقتراحاً لحل تلك المشكلة وقد تبدل حاله من مشحون بالغضب كان يريد أن يقتلني إلى صديق وجد من يستمع إليه، المهم عندي هو أن يخرج من مكتبي وهو راض باقتراحي· ويقول إن هذا الاقتراح أفضل مما كان يتوقع، ويخرج مبدلاً شحنات الغضب بشحنات اندفاع وقوة للعمل ونمو في سير عجلة العمل وهذا كل ما آمله·'' ويشير خبراء الاستراتيجيات في عالم المال والأعمال أن من الأساليب الناجحة في تميز الشركات بشكل عام هو توافر حس الخطر المحدق وضرورة التغيير بما يتناسب مع الظروف في ظل وجود تحولات كبيرة تحدث لمنافسيك الرئيسين، وهنا تكمن أهمية الاستماع إلى مديري مبيعاتك فهؤلاء هم أول من يشعرون ببوادر التغيير، وناقش دائما الشكل الذي يمكن أن يحدث به التغير بالقطاع الذي تعمل فيه شركتك مع موظفيك وعملائك وشركائك· ولتحقيق مستويات أداء عالية لابد أن تتوافر العناصر التالية: تحديد مجموعة من المبادئ والقيم المؤسسية التي يجب أن يعرفها الجميع، وأهمية التركيز على السوق والسرعة وروح الفريق، وللعلم أن الشركات التي تواجه العقبات عادة ما يكون تركيزها على الداخل، وإدراك أن تغيير الثقافة المؤسسية لا يحدث بين عشية وضحاها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©