الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الله الخنجي: فشلت قبل الإقلاع بطموحي

عبد الله الخنجي: فشلت قبل الإقلاع بطموحي
28 ابريل 2009 00:08
ينتقل المتذوق منذ القضمة الأولى لتلك الحلوى الشهية ما بين البلدان العربية والأوروبية ليشعر بنكهات مختلفة ممزوجة في دائرة واحدة ذات قطر صغير. تارة يتذوق «تشيز كيك بالرهش أو التمر أو الزعفران ..و تارة أخرى يتذوقها بطعم الأوريو أو السنيكرز أو كريمة البندق» وغيرها من النكهات حتى وصلت إلى 36 نوعاً ومذاقاً لقطع الحلوى تلك. والحكاية هنا ليست حكاية حلوى بمقدار ماهي حكاية طموح وإصرار، إذ انطلق مهندس الطيران عبدالله الخنجي، لتأسيس مشروع صغير بمفرده، يمكنه من ممارسة هوايته الحرة وابتكار خلطة سرية جديدة أصبحت رقما صعبا في مجال الحلوى، إثر شراكته مع صديق له. يقول الخنجي عن فكرة المشروع: «أنا من محبي العمل الحر، لكن في البداية لم يشجعني الأهل على تلك الخطوة، فاضطررت لإنهاء دراستي و ممارسة عملي الوظيفي، ثم فكرت في الاتجاه للعمل الحر عبر مشروع أستطيع أن أبدأ به من المنزل، فوفقا لعاداتنا يمكن للنساء أن يقمن بإعداد المأكولات والأطباق المتعددة في المنزل و بيعها أو القيام بخياطة بعض الفساتين وبيعها أيضا، وهذا شيء رائج فبدأت أولاً بفكرة الخياطة لكن فشل الأمر لأنها كانت فكرة متعلقة بالتعامل مع النساء مباشرة، مما يجعلني أضطر للجلوس مع الأخوات النسوة لفهم ما يرغبن به من تصاميم، وزوجتي لم تكن آنذاك متفرغة لهذا الأمر مما أدى إلى إيقافي للمشروع». ويضيف: «ظل الحلم يراودني، فباشرت بعد فترة بمشروع آخر هو «تشيز كيك بحجم صغير وطعم مميز» فتعلمت و تدربت وبدأت بالمشروع و كنت بمفردي. و لله الحمد أصبح لدي الآن فريق عمل وتحول المشروع إلى شركة كبيرة واتسع نطاق العمل، وها نحن بصدد الانتشار في دول الخليج». وعن طريقة تعرفه إلى خلطة تلك الحلوى يقول الخنجي: «تدربت على أيدي متدربين من عدة جنسيات من سويسرا والفلبين وكذلك طهاة عرب من سورية ولبنان ومصر، وأخذت دورات كثيرة، وتعلمت الطريقه الأساسية لصنع تلك الحلوى، ثم بدأت أبدع بها خلال قيامي بعدة تجارب إلى أن خرجت بهذه الخلطة التي تحافظ على الحلوى بحيث لا يتغير مذاقها لو تم حفظها بالثلاجة. وبين حين وآخر ابتكر مذاقات وخلطات جديدة من تلقاء نفسي». ولأن الخنجي غير متفرغ تماما لعمل الحلوى الشهيرة تلك. فقد سلّم أمانة المحافظة على سرية الخلطة إلى أحد أفراد طاقم عمله المتصف بالثقة، يقول: «لدي نظام أتبعه لحفظ سرية الخلطة، فما أفعله هو أنني أدخل «غرفة المزج» وأضع المواد الأساسية فقط وأقوم بتشغيل الخلاطات، ثم أطلب من فريق العمل الدخول بعد وقت محدد لأخذ الخلطة والقيام بباقي الخطوات، فما تزال الخلطة سرية ومحدودة لايعرف مكوناتها أي أحد، لكنني وثّقتها و خزّنتها في الشركة ووضعتها في أماكن محفوظة بحيث إذا تم الاحتياج لها في يوم من الأيام تكون متوفرة». وشهدت فترة من هذا العام ارتفاعا حادا في أسعار معظم المواد الأساسية - الغذائية، وكانت الناس تتخوف من احتمالية زيادة أسعار تلك الحلوى، لكن الخنجي تدبر الأمر، كيف ذلك؟ يقول: «انطلاقاً من خبرتي في المواد الأولية لصنع الحلوى وكمياتها ومقاديرها اللازمة، كان بإمكاني أن أغير أو أعدّل بالمقادير دون أن يتغير الطعم بحيث تبقى التكلفة كما هي، وهذا ما فعلته وكنت أستورد بعض المواد الاساسية بطريقة أعادل بها عدم ارتفاع الأسعار، ولاحظت الناس ذلك فجاءتني ردود فعل إيجابية، إذ بقي مذاق المنتج هو ذاته، وسعره كما كان عليه في السابق دون زيادة أو تغيير. و لله الحمد «القناعة كنز لا يفنى» فهدفي في الأصل أن تشتري كل الطبقات الاجتماعية في الكويت وجميع الجنسيات من الحلوى، فلا أريد أن أنتج لفئة معينة دون أخرى، أو أن تمتنع فئة عن شراء وتناول حلوياتنا بسبب ارتفاع الأسعار عموماً، وفعلاً هذا ما جعل الناس تواصل إقبالها عليها بكل حب وشهية». وعلى الرغم من أنه في بداية عمله في مجال الحلوى التي ابتكر أصنافها؛ كان يعمل وينجز الحلوى -كبداية- في المنزل، صادف بعض العقبات في التسويق إلى أن أوجد حلولاً يشير إليها بقوله: «لم أكن أحب وضع الإعلانات في الصحف كي أسوق للحلوى، وفضلت أن أركز على عملي ونوعيته وجودته ونظافته، فأنا بصراحة لا أحبذ الإعلان عن المنتج قبل طرحه في الأسواق والتأكد من نجاحه، فالجودة والنظافة والمذاق الشهي بحد ذاته دعاية، والمنتج الصالح يسوق نفسه بنفسه. فاعتمدت على التوزيع المجاني لفترة بسيطة، حيث وزعت الحلوى في احتفالات ومناسبات عديدة في الكويت مجاناً كي يتذوقها الناس، لأنه كان يهمني كثيراً رأيهم وثقتهم بحلوى «التشيز كيك» فمن خلال كلماتهم وتعبير وجوههم بعد التذوق، عرفت إلى أي مدى تقبلوا المنتج وأحبوه، وبذا كانت الدعاية والتسويق مؤثرة ومفيدة لي ولهم». بعد فترة من الزمن، دفع نجاح المشروع بمهندس الطيران إلى التحليق بأصناف جديدة وقام بتحضير مزيد من الخلطات بل استمر في زيادة عدد النكهات وألوان وأشكال الحلوى، يقول: «ابتكرت كل أنواع النكهات، ويكاد لا يوجد نكهة غير متوافرة، لكن ثمة احتمال إضافة نكهة واحدة أو أكثر في المستقبل، كما أنني في طور عمل شيء جديد سيكون مفاجأة للذواقة، فضلاً عن فكرة إنشاء «كوفي شوب» جديد سيكون موقعه في مجمع تجاري عريق في الكويت، والجديد فيه أنه سيكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ولن أكشف حالياً ماهية محتوياته الغذائية من الحلوى وسواها».
المصدر: الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©