الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإرهاب النووي وقلب لندن

5 نوفمبر 2007 00:35
ازدادت قضية ''اليكسندر ليتفيننكو'' الجاسوس الروسي السابق الذي تم تسميمه بجرعة مميتة من مادة البلوتونيوم- 210 المشع غموضا، رغم مرور عام على موته· ففي الأسبوع الماضي، أوردت صحيفة ''الديلي ميل'' اللندنية خبرا مؤداه أن عميل ''الكي جي بي'' السابق، كان أيضا عميلا للاستخبارات البريطانية الخارجية المعروفة باسم (إم آي 6)· وقالت الصحيفة إنها قد استقت ذلك الخبر من مصادر استخباراتية ودبلوماسية، أكدت لها أيضا أن ''ليتفيننكو'' كان يتقاضى من الاستخبارات البريطانية راتبا شهريا يبلغ 4000 جنية إسترليني· في روسيـا، أعلن ''أندريه لوجوفوي'' عميل الـ''كي جي بي'' السابق -المتهم من قبل الحكومة البريطانية- أن ما نشر في الصحيفة البريطانية يثبت أن ما قاله سابقا كان صحيحا، وأضاف ''لوجوفوي'' -الذي رشح نفسه مؤخرا للبرلمان على قائمة الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي المتعصب-: ''أتمنى أن يطالب الجمهور البريطاني حكومته، وخصوصا بعد ما نشر في إحدى صحفها، أن تلقي الضوء على الظروف التي أحاطت بموت ليتفيننكو''· وكان الرجل قد ادّعى من قبل أن ''ليتفيننكو'' وراعيه ''بوريس بيريزوفسكي'' -قطب الأعمال الروسي المناوئ للكرملين ويعيش في بريطانيا- يعملان في خدمة جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (إم آي6)، كما ألمح أيضا إلى أن ''ليتفيننكو'' قد لقي مصرعه على أيدي الاستخبارات البريطانية في إطار مؤامرة محكمة لتشويه سمعة الرئيس الروسي ''فلاديمير بوتين'' وتدمير علاقة روسيا مع الغرب، كما ادّعى أيضا بعد ذلك أن السيد ''بيريزوفسكي'' و''ليتفيننكو'' قد حاولا تجنيده شخصيا للقيام بأعمال مناوئة للكرملين وهو ما رفضه في حينه كما يقول· كان ''ليتفيننكو'' قد مات بعد أسبوع من تعاطيه شيئا في بار لندني مع اثنين من وكلاء ''كي جي بي'' السابقين في شهر نوفمبر الماضي، وعندما تم تشريح جثته تبين أن سبب الوفاة يرجع لتعاطيه مادة مخلوطة بالبلوتونيوم -210 (وهي مادة نووية نادرة يتم إنتاجها في روسيا بشكل رئيسي)، أما الرجلان الآخران اللذان كانا جالسين مع ''ليتفيننكو'' وهما ''لوجوفوي'' و''ديمتري كوفتون'' فقد ظهرا بعد الوفاة في موسكو، وقد ظهرت عليهما أيضا علامات التسمم بنفس المادة؛ وفي ذلك الوقت اعتقد الكثيرون في الغرب أن الاستخبارات الروسية ربما تكون هي المسؤولة عن قتل ''ليتفيننكو'' انتقاما منه بعد خروجه من خدمة ''كي جي بي'' وسفره إلى بريطانيا· وقامت الحكومة البريطانية في ذلك الوقت بشجب اغتيال ''ليتفيننكو'' بهذه المادة، معتبرة ذلك نوعا من ''الإرهاب النووي'' في قلب لندن، وهو ما أدى إلى نشوب أزمــة دبلوماسية بين البلدين· في شهر يونيو الماضي وجهت بريطانيا ''للوجوفوي'' اتهاما رسميا بارتكاب تلك الجريمة، وطالبت السلطات الروسية بتسليمه لها للتحقيق معه بشأن الجريمة، ولكن روسيا رفضت ذلك رسميا على لسان الرئيس ''فلاديمير بوتين'' نفسه، الذي قال: إن روسيا سوف تجري تحقيقاتها الخاصة في الحادث· وفي الأسبوع الماضي فقط اشتكى المدعي العام الروسي من أن التحقيق قد تعطل بسبب ''عدم التعاون البريطاني'' معه؛ وفي يوليو أقدمت الحكومة البريطانية على طرد أربعة من الدبلوماسيين الروس تعبيرا عن غضبها من رفض موسكو تسليم ''لوجوفوي''، وهو ما ردت عليه روسيا بطرد أربعة دبلوماسيين بريطانيين، ما دفع العديد من الخبراء للتنبؤ بأن الاهتمام بالموضوع قد يخفت تدريجيا بعد ذلك، وهو الأمر الذي يبدو غير محتمل الآن على ضوء التطورات الأخيرة· تقول ''ماشا ليبمان'' الخبيرة بمركز ''كارنيجي'' في موسكو في تعليق لها على تلك التطورات: ''نحن نعرف أن العديد من الأشياء التي تظهر في الصحف البريطانية لا تستند الى أدلة راسخة، ثم إن مسألة تحديد أن شخصا ما يعمل في خدمة وكالة استخبارات، من المسائل التي لا يمكن تأكيدها بسهولة''· وقال ''فيكتور الكاسنس'' -النائب بمجلس دوما الدولة الروسي- : ''لقد تم استخدام موت ليتفيننكو كأداة لبدء عملية استفزاز سياسية ضد روسيا وللعمل على تشويه صورتها، هناك رائحة عفنة تفوح من القصة بأكملها''· كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©