الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ابتسام عبد العزيز: الفن أصبح طريقة حياة

ابتسام عبد العزيز: الفن أصبح طريقة حياة
5 نوفمبر 2007 00:35
ابتسام عبد العزيز فنانة تشكيلية تبحث عن ذاتها كل يوم في صورة جديدة، في اللوحة الحائطية حيناً، وفي لوحة الفيديو حيناً آخر، وفي التنظير والنقد الفني حيناً ثالثاً، ولا تتوقف عن البحث، بل تذهب معه إلى آخر حدوده اللانهائية· وهي تشارك في معرض يقام في قطر، غاليري جامعة فيرجينيا للفنون، منذ 24 أكتوبر الماضي وحتى الأول من ديسمبر القادم، وتقدم في هذا المعرض عملاً مكوناً من صور فوتوغرافية وفيديو، وهو معرض يركز على مفهوم الفن المعاصر في دول الخليج العربي، وعلى تمثيل الذات من خلال منظور الصورة الفوتوغرافية والفيديو، ويشارك فيه من دولة الإمارات، إضافة إلى ابتسام، كل من الفنان محمد كاظم، والفنانة نهى أسد· ''الاتحاد'' التقتها وتقدم إطلالة على عالم الفنانة ويومياتها وأحدث إنجازاتها الفنية، وكان التالي: في معرض قطر بداية لنتحدث عن مشاركتك في معرض قطر والعمل الذي تشاركين به، ماذا تقولين أشارك في المعرض بعمل يحمل عنوان ''سيرة ذاتية 30- ،70 وكما تعلم فإن السيرة الذاتية لشخص ما، ترتكز على جوانب رئيسية منها ما هو ضروري وعام، ومنها ما هو متعلق بحقائق وأحداث، ارتبطت بأفكارنا، آرائنا، سلوكنا، وأيضاً في علاقاتنا بالمجتمع والآخرين، إلا أنني في عملي هذا (سيرة ذاتية 03-07)، والذي أعتبره الجزء الثاني والمكمل لعملي (سيرة ذاتية 03- 05)، حيث أمزج فيه بين الجانب التوثيقي والجانب الدرامي المسرحي، فالأرقام هي تلخيص لوثيقة تاريخية لسيرتي الذاتية لفترة من الزمن، أتناولها في شكل عرض مسرحي يعكس جوانب سلبية في المجتمع الذي نعيشه، جعلت من الفرد غير ذي فائدة وسط هذه المجتمعات الاستهلاكية ذات الأهداف الربحية والمكاسب المادية· فالتمثيل الحركي في الفيديو يعرض مشهداً حركياً مقصوداً، هو ذات المشهد الذي نؤديه بشكل يومي، إلا أنني أقدمه بطريقة ساخرة مناقضة لواقع الحياة الطبقية، فالعرض يقدم نقداً ساخراً يصور فيه واقع العالم الاستهلاكي، ويشير إلى تحول الإنسان في سلوكه إلى مجرد رقم، فكأنما جسد الفنان تحول إلى (أيقونة مألوفة) أو أي ماركة تجارية معروفة تطبع على القمصان، أو حتى توضع على اللوحات الإعلانية الضخمة· وقد اتجهت في العرض إلى اختيار الأرقام ذات الألوان المبهرة واللافتة للانتباه أيضاً باستخدام التقنيات الحديثة للإعلانات، والتي بدورها تشد انتباه المشاهد، تماماً بنفس الطريقة التي تُفرض علينا وتستهلكنا بشكل يومي· 35 دقيقة وماذا عن آخر أعمالك التي شاركت بها في معارض محلية من آخر أعمالي عمل يحمل عنوان (35) دقيقة- ،06 وهو عمل تشكل بطريقة لم تكن محددة بشكل مسبق، إنما بتأثير من المحيط الخارجي، فالتفاعلات اليومية مع العالم الخارجي قد تملي علينا وعلى أعمالنا خط سير لا يمكن أن يتغير، ورغم أن خطابي كان متوجهاً لدراسة الحالة العامة للطبيعة الإنسانية والبيئية، ما بين العنف البشري والعاطفة الإنسانية، وما يمكن للوجود أن يعبث بها، إلا أنني لم أضع أبداً صيغة محددة لهذا العمل، فالفن أصبح طريقة حياة، وقد أردت من هذه المراقبة التي استغرقت 35 دقيقة إلى البحث والاستكشاف من لقطات الصور، ولم يكن الغرض من الصور هو إظهار تقنية فن الصورة، بل التوثيق والتأكيد على مصداقية الصورة، فمرور الوقت قد يفرض صياغة تسلسل الحدث بدلاً من تتابع الأحداث، ومراقبة الشخصيات المؤدية· وتلك الصور الفوتوغرافية ذات الطبيعة التوثيقية ما هي إلا قراءة للزمان والمكان من خلال رؤيتي الشخصية، فقد نقلت جزءاً صغيراً من البيئة، خلال زمن يقارب 35 دقيقة، فعلاقة منطقة التصوير بالزمن ارتبطت بتسلسل تفاعلات أحداث المكان، فاحتجزتني أحداث المكان مدة 35 دقيقة، بعدها احتجزت المكان في زمن لا نهائي ومكان غير محدد، فهل أفترض أن المشهد في الصور قد عاش من خلالي ! أم أنا من عاش المشهد ! وتكمن الإثارة في الذكاء المرافق للعمل والذي توحي به الصور، حيث أعطت دلالات على تلك الفجوة الإدراكية العميقة، بين أن نكون في حالة مشاهدة للمشهد وبين أن تكون شخصيات المشهد في حالة تحديق فينا! فمن خلال عملي (35 دقيقة) أرى أننا نعيش الزمن في الحاضر إنما في لحظة زمنية ماضية· بدأت تصوير المكان في الساعة الرابعة عصراً، واستغرق الأمر 35 دقيقة، عرضت تلك الصور كما لو كانت مشاهد لممثلين على خشبة المسرح، كل ممثل يتحرك ضمن مخطط معد مسبقاً، نحو اتجاهات اقتصادية، ثقافية، اجتماعية، سياسية وبيئية، فعلى ذاك المسرح تظهر أوهام العلاقات الانسجامية التي تربط بين الأفراد ومحيطهم، ومن ناحية أخرى يتضح أنهم متناقضون مع المشهد البيئي، والطبيعة المهنية، فما يراه المشاهد ما هو إلا مخزون من ذاكرة الزمان والمكان، في شكل نسخة محصورة ضمن إطار الصورة، وفق طريقة مركبة ومصنعة بشكل تركيبي وليست عفوية· هذه الطريقة تضع تسلسل المناظر المصورة في رؤى وسياقات مختلفة، تثير طرح العديد من التساؤلات عن الغرض من هذه المشاهد المصورة· مشاريع كيف تمضي الفنانة يومها بين الوظيفة والعمل الفني، وما مشاريعك القادمة بالنسبة لي أمضي غالبية وقتي في القراءة، فهي تشكل لي أقصى حدود المتعة، للاستمتاع بمجمل وقتي، وتثري تجربتي الفنية بطريقة إيجابية، فمن خلالها أكشف العلاقة بين الفن والوجود، أطرح العديد من التساؤلات، من خلال قراءة التاريخ وحضارات وفنون الشعوب المختلفة، وأستطيع تصور التطابق والاختلاف بين مشكلات الفن في الحاضر وهموم الماضي، وأفترض إمكانية طرح حلول لهذه المشكلات· وغالباً ما أقوم بالكتابة في الفترة المسائية، فالكتابة تحتاج للكثير من التركيز والأجواء الهادئة، وحالياً أقوم بترجمات مكثفة للعديد من المقالات والكتب ذات العلاقة بالفن التشكيلي، بعضها تخصصية تعنى بحياة فنان بذاته، أو قد تكون مقالات معنية بالفن الحديث، فهذه المقالات أجد فيها متعة، ففي أثناء التطرق لسيرة حياة فنان أجد العديد من المواضيع الشيقة التي تصف معاناة الفنان باختلاف الأزمنة في طريق الوصول إلى القمة· كما أنني عملت وأعمل حالياً على التجهيز لمعارض جماعية داخل وخارج الدولة، وفي شهر رمضان قمت بإنجاز الاستعدادات للمشاركة بمعرض يقام في قطر- الدوحة، وهناك خطط لمعارض في سبتمبر وللعام القادم، حيث أقوم بالاستعدادات للمشاركة من تجهيز الأعمال وما تلزمه المشاركة من أمور تنظيمية، كما أقوم بالأدوار الفنية من تنظيم وإشراف على بعض الورش والتحكيم في المسابقات المحلية، ففي رمضان عقد أحد الاجتماعات المتعلقة بفرز المشاركات في مؤسسة الإمارات لمنح الدعم للمشاريع الفنية والثقافية، (كوني عضوة في لجنة التحكيم الترشيحات) وقمت أيضاً بالتجهيزات والاجتماعات التنسيقية لتنفيذ مشروع العام القادم وهو (موقعي الشخصي على شبكة الانترنت)، وهناك الكثير من النشاطات والفعاليات الفنية المنظمة من قبل المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون، وقد لاحظت أنها أصبحت فعاليات وأنشطة مكثفة بشكل غير مسبوق، الأمر الذي يدعو للتفاؤل والنشاط، من ورش فنية وعرض لأعمال الفنانين وندوات خاصة بعرض تجارب لأعمال فنانين محليين، إلا أنني قليلة الحضور لهذه النشاطات· عن عملها عملي ''سيرة ذاتية 30- 70 هو عمل كسائر العروض الأدائية (عروض فن الجسد)، والتي غالباً ما يصبح جسد الفنان فيها هو النقطة المركزية التي يلتقي فيها العنصر الفيزيائي والاجتماعي· فحين أرتدي هذا الزي (الذي يحمل سيرتي الذاتية) وأمضي به إلى الخارج، أرمز لأمور مجردة ضمن سياق أحداث الحياة التي تجري بمنطق العصر، سريعة ومتلاحقة، تتراكم أحداثها وتختزن في ذاكرتنا، في صورة تحمل إحساساً عميقاً بالكبت الذي يعاني منه الملايين، فتبدو الأمور وكأنها عادية، أو اعتيادية إلا أنها في حقيقة الأمر محزنة، فكأنما نقنع بأن الاستهلاك بات أمراً مسلّماً به·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©