الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النباتات.. تتبادل الرسائل النصّية مع البشر

النباتات.. تتبادل الرسائل النصّية مع البشر
28 ابريل 2009 00:09
قد يبدو هذا الابتكار وكأنه مجرّد جهد ضائع يندرج في إطار الترف العلمي، إلا أنه قد ينطوي على فوائد عظيمة في مجال تحسين المردود الزراعي وحماية المحاصيل من التلف. ويتعلق الأمر بابتكار جهاز صغير يتم غرسه في التربة إلى جانب جذور النباتات ليحقق لها فرصة التعبير عما تحتاجه من ماء وأسمدة وإرسال طلباتها عن طريق الرسائل النصية إلى صاحب الحقل. وتمكن باحثون في علم الاتصالات التفاعلية في الولايات المتحدة من ابتكار الجهاز بالفعل بحيث يقيم نوعاً من الاتصال الهاتفي بين النباتات المزروعة وزارعيها. ويكون الاتصال على شكل رسائل نصّية إلى الهاتف الخليوي أو مواقع الإنترنت. وتتضمن النصوص المبرمجة سلفاً لهذه الرسائل النباتية، عبارات محددة مثل (أحتاج إلى الماء) أو (أعاني من نقص السماد الآزوتي) أو (أحتاج إلى المزيد من ضوء الشمس)، وغير ذلك. ويمكن أن تصل للمزارع رسالة شكر وعرفان عندما يشعر النبات لفترة طويلة أنه يتلقى الكميات المناسبة من الماء والأملاح المعدنية والمواد العضوية اللازمة لنموّه. ويتكفل الجهاز المزروع في التربة ببثّ موجات كهربائية تعتمد خصائصها على محتوى التربة من هذه المواد ودرجة تركيزها لتصل عبر سلكين كهربائيين إلى جهاز كومبيوتر مبرمج بحيث يجري مقارنة بين الظروف المثلى لنمو النبات والظروف السائدة بالفعل. وتتلقى الشبكة الإلكترونية المركزية المحلية هذه البيانات لتسمح من خلالها للنبات بتقديم تقرير مكتوب عن الحالة الحياتية التي يوجد عليها وما إذا كان يحتاج إلى الماء أو أية مواد أخرى لتحقيق الظروف المثالية للنمو. ثم يتم إرسال هذا التقرير على شكل رسالة نصية إلى جهاز الموبايل لزارع النبات. وبالرغم من أن التجارب الناجحة الأولى لهذا الابتكار المهم قد أجريت على النباتات المزروعة في البيوت، إلا أن الخبراء يعتقدون بإمكان تعميم استخدامه في الزراعة التي تستهدف إنتاج محاصيل بكميات ضخمة مثل زراعة القمح والذرة والأرز والبطاطا وفول الصويا وغيرها. وتفسير ذلك بسيط، إذ كثيراً ما يجهل أصحاب الأراضي المزروعة ما إذا كانت النباتات تحتاج إلى الماء والأسمدة؛ وفي حالات كثيرة يتم تقديم هذه المواد الحيوية من دون حساب دقيق مما يؤدي إلى عكس النتائج المنتظرة منها. وهذا الجهاز الصغير يمكنه أن ينظم هذه العملية تماماً باعتباره يعمل كمرشد زراعي إلكتروني يعتمد على الخبرات المدوّنة في البرنامج التطبيقي للكمبيوتر الذي يغطي كل أنواع المحاصيل المزروعة. ويؤكد خبراء البيئة والصحّة على الفوائد الجمة التي تنطوي عليها هواية زراعة النباتات المنزلية؛ فهي تحمل معاني استمرار الحياة وتضفي على الغرف والصالونات مظاهر مبهجة فضلاً عن أنها تنتج الأوكسيجين بكثرة من خلال عملية التمثيل الضوئي وتنقّي الهواء من غاز ثاني أوكسيد الكربون. إلا أن المشكلة الكبرى التي تعاني منها النباتات المنزلية تكمن في ضعف خبرة مربيها بالمدى الحقيقي لاحتياجها من الماء والأسمدة العضوية والأملاح المعدنية، وهنا بالذات تكمن أهمية الابتكار الجديد. وتقول كيت هارتمان التي يعزى إليها فضل ابتكار النظام: (يمكن اعتبار المجس الزراعي كمبيوتراً صغيراً يجاور النبات ويقف على حالته الحياتية). وأصبح الجهاز يباع بالفعل في الأسواق تحت اسم Botanicalls kit ويباع بمبلغ 99 دولاراً. ويأمل الفريق الذي تترأسه هارتمان بتطويره أكثر بحيث يصبح أصغر حجماً وأفضل أداء وأقل سعراً. • عن موقع sciencedaily.com
المصدر: دنيا-خاص
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©