الصفاقسي يطيح بالمريخ في أم درمان

تجرع نادي المريخ هزيمة تاريخية قاسية في ذهاب نهائي البطولة الكونفدرالية عندما تلقى الصفعة المدوية من ضيفه الصفاقسي التونسي برباعية مقابل هدفين أول أمس بملعبه في أم درمان في مباراة خيب فيها الأحمر توقعات الجميع بفتح شباكه على مصراعيها لرماة خصمه، وقدم لاعبوه الهدية الأخرى تلو الأخرى في مشهد دراماتيكي شوه به سمعة الكرة السودانية التي انتفضت مؤخراً بوصول المنتخب إلى نهائيات غانا 2008 م وترقي الهلال لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا ووصول المريخ لنهائي الكونفدرالية· وافتقد المريخ في النهائي الأفريقي نهكته وألقه بالهزيمة التاريخية بعد أن نجح الضيوف في إحراز الهدف الأول عن طريق دينو سياسي في الدقيقة الثانية من انطلاقة المواجهة، وقبل أن يفيق المريخ من الصدمة يفاجئه محترف الفريق الزامبي إليجا تانا بالهدف الثاني بعد أن حاول إبعاد الكرة عن مرمى المريخ في الدقيقة السادسة ولم يصح المريخ من غفوته طوال ربع الساعة الأول حيث عرفت بفترة ''جس النبض'' وتحسس مواطن الضعف والقوة للخصم وعدم اللجوء إلى الهجوم والاندفاع الكلي وراء إحراز هدف السبق وأن كل المنتخبات والأندية حتى الكبيرة منها لا تفرط في هذا التوقيت الهام عندما تلعب على أرضها أو خارجها أمام فريق ضعيف أو قوي إلا أن المدير الفني للمريخ اهتم بالعناصر الهجومية وكشف ظهر الفريق بلاعبين طاعنين في السن لا يقوون على مقارعة الخصم بالسرعة والانقضاض الجيد وهذا كان مؤشراً واضحاً لاستقبال الشباك الحمراء للهدف الثالث عن طريق القناص كوازي بلازا الذي نجح في كسر مصيدة التسلل عندما تقدم من منتصف الملعب ليخرج حارس المريخ في توقيت خاطئ وينجح المهاجم في تخطيه بكل سهولة من خارج خط (18) ويسير خطوات وهو بدون مزاحمة قبل أن يدع الكرة في الشباك بكل سهولة واطمئنان في الدقيقة (20)· وطوال زمن الشوط الأول لم يبد أصحاب الأرض أي ندية تذكر إلا من خلال الشوارد التي نجح دفاع الصفاقسي في اصطيادها بكل سهولة، كما أن لاعبي المريخ خاضوا هذا الشوط بدون روح قتالية أو تنظيم واضح لينتهي هذا الشوط بتقدم الضيوف· وفي الشوط الثاني تحسن أداء المريخ قليلاً بفضل التعديلات التي أجراها الإطار الفني والتي قضت بدخول الوطني أمير دامر وهيثم طمبل بديلين لإليجا تانا ومجاهد أحمد لينتعش الأداء في الوسط والهجوم ويتمكن محترف المريخ البرازيلي باولينو من تقليص الفارق بإحرازه للهدف الأول للمريخ من صاروخ خارج خط (18)· ولكن قناص الصفاقسي الماكر بلازا لم يجعل الفرقة الحمراء تهنأ بالهدف الأول والعمل على التقليص أكثر بإضافته للهدف الرابع مستفيداً من الضربة الركنية التي عالجها ببراعة في المقص لتصطدم الكرة بالقائم وتلج الشباك الحمراء معلنة الرباعية على الرغم من سيل الأهداف المتواصل إلا أن جماهير المريخ ضربت أروع الأمثال في عدم الخروج عن الروح الرياضية بصمتها الرهيب الذي اعتبر أنه صدمة بعد أن حضرت بكثافة لمؤازرة الفريق لتحقيق نتيجة طيبة تمهد للمريخ المغادرة لتونس من أجل الحصول على اللقب الإفريقي· وقبل نهاية أحداث المباراة استطاع هداف المريخ فيصل العجب إضافة الهدف الثاني من ضربة جزاء في الدقيقة (76) وبعد هذا الهدف عمل نجوم الصفاقسي على تجميد اللعب وإهدار الوقت سعياً وراء المحافظة على تلك النتيجة حتى أعلن قاضي اللقاء عن فوز التونسي برباعية مقابل هدفين ليقطع ثلاثة أرباع المشوار للظفر بكأس البطولة الكونفدرالية في جولة الرد وخرجت جماهير المريخ في مسيرات غضب على أداء الفريق والنظرة التدريبية لمدرب المريخ أتوفيستر· وأكد رئيس نادي المريخ جمال الوالي أن المريخ وصل إلى نهائي الكونفدرالية بمعجزة بعد أن تكشف لهم أن الفريق لا يملك إمكانية تحقيق البطولات وانتقد الوالي أداء الجهاز الفني عندما ذكر أنه من الواضح أن الألماني أتوفيستر لم يدرس قدرات الصفاقسي جيداً وذلك ربما لانشغاله بالتعاقد مع منتخب الكاميرون في نهائيات غانا 2008م أكثر من انشغاله بإعداد الفريق للمباراة النهائية بالكونفدرالية· على ذات الصعيد قام مجلس إدارة نادي المريخ بتقليص صلاحيات المدرب المونديالي أتوفيستر وتحويلها إلى مساعده الوطني محمد عبد الله مازدا لتلافي أخطاء الفريق وإعــــــادته لحلبة التنـــــافس في جولتي الرد والبـــــطولتين العربية والكونفدرالية قبل مواجهة الهلال في نهائي الـــــدوري الممـــــتاز في التاسع والعشــــــرين من الشــــهر الجــاري·