عودة آلاف العراقيين الفارين إلى بغداد

في تحول درامي، عادت أكثر من 3 آلاف أسرة عراقية من ضحايا أعمال العنف والتهجير القسري، الى منازلها بأحياء بغداد المختلفة خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد تراجع وتيرة العنف الطائفي بالعاصمة العراقية وأنحاء عديدة في البلاد· وكان تقرير حكومي قد أشار الى أن عدد القتلى العراقيين في أكتوبر الماضي سجل أدنى مستوى له منذ حادثة تفجير مرقدي سامراء في فبراير ·2006 وقال سعد العزاوي العائد لتوه برفقة زوجته وأطفاله الأربعة، انه هرب بمعية عائلته الى سوريا قبل 6 أشهر تاركاً داره في حي الكرادة السني الذي كان يشكل أخطر أحياء بغداد· وكان هذا الحي يشهد مسرحاً لأعمال عنف دموية بشعة ترتكبها جماعات سنية متطرفة وميليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر بحق المدنيين العراقيين· ولاحظ العزاوي ان الأوضاع الأمنية بحي الكرادة أخذت في التحسن على نحو درامي منذ قرار الصدر تجميد أنشطة هذه الميليشيا في أغسطس الماضي· وتزامن قرار الصدر مع تشكيل ''مجلس صحوة'' الكرادة الذي انتفض على عناصر ''القاعدة'' والمتشددين الآخرين المتحالفين معها والذين كانوا يستهدفون من يخالف تفسيرهم الخاطئ للإسلام بالتعذيب والقتل· وبدأت انتفاضة العرب السنة على ''القاعدة'' بغرب العراق لتنتقل الى العاصمة بغداد· وكان زعماء قبائل وعشائر الأنبار قد انتفضوا على عناصر ''القاعدة'' والمتشددين الآخرين مطلع العام الحالي وتمكنوا بنجاح من انتزاع هذه المحافظة الصحراوية الشاسعة من قبضة الإرهابيين· وكان الإرهابيون قد تمكنوا من بسط سيطرتهم الفعلية على الأنبار بدعم من العرب السنة الذين وفروا للعناصر الأجنبية ملاذاً طالما جاؤوا لمحاربة المحتلين الأميركيين· غير ان اسلوب ''القاعدة'' في عمليات الخطف والذبح وترويع المناوئين لها، أدى الى إثارة غضب السنة المعتدلين بالمنطقة· التقطت القوات الأميركية هذا الخلاف وسارعت الى تشكيل حلف مع أعدائها السابقين، الى ان تم تطهير المحافظة من الإرهابيين· وبالاضافة الى العزاوي، عادت الى حي الكرادة من سوريا 15 أسرة أخرى وجميعها بدأت تتصل بأقاربها وأصدقائها لبدء رحلة العودة الى العراق بعد استتباب الأمن في مناطق عديدة· وأكد ستار ناوروس المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين أمس الأول أن 3100 أسرة عادت الى منازلها ببغداد خلال الأشهر الثلاثة الماضية·