الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرقص على سقف النقيب

6 نوفمبر 2007 00:08
عاد الأفغان الذين كانوا قد تأثروا باندلاع المعارك ضد طالبان في منطقة استراتيجية محاذية لمدينة ''قندهار'' الجنوبية إلى بلداتهم وقراهم، وذلك بعد أسبوع من المعارك غداة وفاة أحد الزعماء القبليين· فقد أعلنت السلطات المحلية الأحد الماضي أن الحياة في المنطقة قد عادت إلى طبيعتها بعد العمليات العسكرية الناجحة التي قامت بها قوات الأمن الأفغانية والقوات الكندية لطرد مقاتلي طالبان من الأراضي الزراعية الخصبة لمنطقة ''أفغانداب''· وكان المتمردون عازمين فيما يبدو على استغلال وفاة ''المولى نقيب'' -مقاتل سابق من المجاهدين- وزعيم قبيلة ''ألوكوزاي'' الواقعة شمال مدينة ''قندهار''· فعلى مدى عدة سنوات، كان ''المولى نقيب'' يمنع طالبان من دخول المنطقة التي تحتوي على طريق مثالية لمهاجمة ''قندهار''، وهي المدينة التي مثلت المعقل الروحي لحركة طالبان المتشددة منذ ظهورها في 1996 حتى عام ·2001 غير أن ما يقارب 300 مقاتل من طالبان دخلوا المنطقة الأسبوع الماضي، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع من وفاة ''المولى نقيب'' -الذي خلف فراغا سياسيا في واحدة من أهم قبائل جنوب أفغانستان- وقد مكث المقاتلون، الذين كان معظمهم في العشرينيات من أعمارهم، في المنطقة ليومين؛ واقتربوا من العاصمة الإقليمية إلى حدود 15 ميلا، واحتلوا ودمروا منزل ''نقيب'' قبل أن يتم طردهم من قبل الأفغان وجنود القوات الدولية· وحسب بعض المراقبين، فإن الانهيار السريع للسلطة السياسية في الإقليم يسلط الضوء على اعتماد القوات الدولية المنهَكة على الأعيان الذين ظلوا أوفياء لحكومة الرئيس ''حامد قرضاي''· ويرى أحد الدبلوماسيين الأوروبيين، أن تفشي انعدام الأمن وانتشارالفساد الرسمي، والاعتقاد السائد بأن الحكومة قد فشلت في توفير الخدمات العمومية الأساسية، عوامل أضعفت الدعم الشعبي؛ مضيفا ''أن المشكلة الكبرى هي: من الذي لا يرغب في البت في الأمور؟ هل سيظلون على موقفهم ضد المتمردين أو ينضموا إليهم؟''· الواقع أنه في حالة ''أفغانداب''، فإن القبيلة المحلية ظلت موالية· وفي هذا السياق، يقول ''بيير بابينسكي'' -المتحدث باسم القوات الدولية في إقليم قندهار-: إن الجيش الأفغاني وقوات الشرطة لعبا دورا رئيسيا في طرد طالبان، وإن ''العملية كانت واحدة من أولى العمليات المشتركة الفعلية بين قوات كندية وأفغانية عملتا معا كشريكين متكافئين''· يذكر أن الشرطة والجيش الأفغاني قد خضعا لتدريبات مكثفة من أجل التأهيل للعمل من دون دعم خارجي مباشر والحفاظ على المناطق خالية من طالبان؛ غير أن الكثير من نجاحات الشرطة ضد مقاتلي طالبان، يعزو لحقيقة أنها لم تصبح قوة خالية من الهوية القبلية بعد؛ إذ يرى عدد من الخبراء أنه نظرا لأن معظم المقاتلين ينحدرون من ''ألوكوزاي''، فإنهم كانوا يقاتلون من باب الولاء القبلي، وليس كضباط شرطة محترفين· وتمثل محاولة السيطرة على ''أفغانداب'' خطوة تكتيكية مفاجئة إلى الخلف بالنسبة لطالبان، التي أُرغِمت على التخلي عن التكتيكات العسكرية التقليدية، والانتقال إلى الخطف والعمليات الانتحارية· ويرى أحد المحللين الغربيين في ''كابول''، بأن طالبان تميل إلى نسيان حدود مقدراتها كقوة عسكرية؛ ولكن ''سارة تشاييس'' -صحفية سابقة عاشت لسنوات في قندهار-: ترى أن طالبان لم تطمح أبدا إلى السيطرة على ''أفغانداب'' إذ تقول: ''من الواضح أنهم كانوا يريدون إرسال رسالة قوية جدا، ليقولوا إنه ''لا مفر من تقدمنا، وإننا نستطيع أن نرقص على سطح منزل ''المولى نقيب'' بعد ثلاثة أسابيع من وفاته''· وحسب تقرير للأمم المتحدة الذي نشر في سبتمبر الماضي، فإن نسب هجمات المتمردين والعنف الإرهابي ارتفعت بعشرين في المائة على الأقل هذا العام، بمعدل 548 حادثا في الشهر مقارنة مع 425 حادثا في ،2006 هذا علما بأن معظم الضحايا أفغان مدنيون! ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©