الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مأساة البحث عن ملجأ في أرض السواد

مأساة البحث عن ملجأ في أرض السواد
6 نوفمبر 2007 03:28
عندما تهبط في مطار أربيل وتسير في شوارع المدينة الصغيرة، سيغيب عنك للوهلة الأولى أنك في العراق، فلن ترى العلم العراقي الوطني الذي استبدل بعلم الإقليم· فهنا لم تمتد يد الخراب والدمار، بينما ترتفع البنايات الجديدة ومدن الأسمنت في علامة على الازدهار· ولكن عليك عدم نسيان أنك مازلت في منطقة من عالمنا العربي فصور الزعيمين بارزاني وطالباني تملأ المكان ''فأينما استدرت هناك الزعيم''!· وفيما تسير في دروب كردستان العراق يجتاحك شعور بأنك في ما يشبه الجنة، فالأراضي والجبال المغطاة باللون الأخضر تحيط بك من كل جانب، والطيور تحلق فوق ينابيع المياه المنتشرة في كل مكان· وتتذكر وانت تنظر إلى هذه المشاهد الطبيعية الخلابة التي نادراً ما توجد إلا في عالم الأساطير الكردية الشهيرة بأن الجنة كانت هنا وكون سفينة النبي نوح حطت فوق احدى قمتي جبلي ''كودي'' و أرارات''· ولكن السياسة حولت هذه الجنة إلى ''جنة مؤجلة'' بسبب الصراعات الدموية المستمرة خلال قرن وأكثر من الزمان· وجاءت هذه الرحلة بحثاً عن حقيقة ما يحدث في كردستان العراق، سعياً وراء رسم صورة ''شبه'' مكتملة الأركان لهذه المنطقة التي يتردد اسمها ليل نهار في نشرات الأخبار وعلى صفحات الصحف، بينما مازال القارئ العربي بعيداً عن وضع يده على ما يحدث في هذا الإقليم الذي يمثل جزءاً من العراق الجريح·· عشرات الوجوه العراقية العابسة ترتسم على ملامحها مأساة ''أرض السواد'' تقف أمام إدارة استخراج الاقامات في إقليم كردستان العراق، باحثين عن فرصة للإقامة في اقليم كردستان العراق الذي يحتضن بالفعل أكثر من 200 ألف عراقي نازح وفقا لأرقام منظمة الهجرة العالمية من بين أكثر من 2,2 مليون نازح فروا بعد اشتعال ''حرب المرقدين''· إن ملاذ العراقيين الفقراء الأخير للنجاة من ''تجارة الموت'' في بغداد والوسط والجنوب هو كردستان، ولكن الدخول إلى واحة السلام في الشمال، يتطلب القفز عن سور الإجراءات القاسية التي اقرها المسؤولون الأكراد ضد أبناء بلدهم· وكانت كلمات محمود مراد (32 سنة) كافية بقوله لنا ''إننا لسنا في العراق، لم يعد هذا البلد بلدنا، فلو قررت الذهاب إلى أوروبا فالإجراءات ستكون أسهل، وسيتعامل معنا رجال الأمن بشكل افضل من البشمركة''· في المقابل يرى المسؤولون الأكراد أن هذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على الأمن في الإقليم ومنع تسرب ''الإرهابيين'' وإثارة القلاقل في الشمال، ويرون أن الإقليم كان كريماً جداً مع العرب من السنة والشيعة الذين لجأوا إليه، بينما بدأ الأكراد يتململون من القادمين الجدد، حيث قفزت أسعار السكن بأكثر من 200% وارتفعت اسعار كافة السلع· إن قصة النازحين العراقيين في كردستان هي الوجه الآخر لجرح العراق الذي لم يندمل بعد·· مأساة الهروب من الموت ربما عليك أن تلقي نظرة سريعة إلى مناطق بيرة مكرون أو باركيد على مشارف السليمانية لتعرف كيف يعيش النازحون العراقيون في الخيام وسط غياب كافة الخدمات، وعليك وانت تسير في شوارع أربيل أن تلتفت إلى ظاهرة ''المتسولين'' وستجدهم من أبناء العرب الذين نزحوا إلى كردستان بعد أن فقدوا كل ما يملكون نتيجة ''دائرة الموت'' في بلاد الرافدين· ووفقاً لتقرير منظمة الهجرة الدولية ''ريفيوجيز انترناشنونال'' فإن العراق يشهد أكبر موجة نزوح في الشرق الأوسط منذ نزوح الفلسطينيين من أراضيهم بعد حرب ·1948 ووصفت المنظمة في تقريرها الأخير في 2007 حالة النزوح بأنها ''مأساة إنسانية غير مسبوقة''· وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن واحدا من كل 8 عراقيين نزحوا عن ديارهم، حيث يعتقد أن نحو 2,2 مليون عراقي تركوا منازلهم وأغلبهم يرزحون تحت وطأة الفقر الشديد في المناطق التي تستضيفهم، بالإضافة إلى انتشار الأمراض الاجتماعية الخطيرة بين النازحين من بينها ''التسول'' والسرقة واجبار النساء العراقيات على ممارسة الدعارة بسبب الفقر والعوز· ومع إغلاق معظم البلدان العربية أبوابها أمام العراقيين، ارتفعت اعداد النازحين إلى كردستان· وبحسب تقرير منظمة الهجرة فإن النازحين في الاقليم يواجهون ظروفاً قاسية بسبب صعوبة الحصول على عمل، وارتفاع الاسعار، وتراجع المساعدات الإقليمية والدولية للنازحين المتكدسين في المعسكرات على حواف المدن الكبرى خاصة أربيل والسليمانية· ووفقا للمسؤولين الأكراد فإن أغلب النازحين من العرب السنة بالإضافة إلى الآلاف من الشيعة وأعداد ضخمة من المسيحيين القادمين بالأساس من الموصل وبغداد· وأشار تقرير ''ريفيوجيز انترناشونال'' إلى أن المسيحيين يتمتعون بسهولة نسبية في التحرك إلى المناطق الكردية مقارنة بالمسلمين خاصة في دهوك· ويتلقى المسيحيون في دهوك مساعدة مالية تصل إلى نحو 85 دولاراً شهرياً وقطعة أرض في قراهم الأصلية ومساعدة لبناء البيوت· وأوضح تقرير المنظمة الدولية أن أغلب النازحين فروا بعد استهدافهم بسبب هويتهم الدينية والطائفية· ويعتبر النازح هو الشخص الذي يترك منزله ليبقى في منطقة أخرى بنفس البلد، بينما المهاجر هو من يغادر بلده الأصلي إلى بلد آخر· من بوابة الأمن إلى ملجأ الفقر تبدأ رحلة النازح العراقي إلى المعاناة في كردستان من باب مكتب استخراج الإقامات في أربيل والسليمانية· ويستغرق استخراج الإقامة كما قال لنا نازح ''محمد ·ع'' من ديالى أكثر من 40 يوماً بالنسبة للعراقي السني وتجدد كل شهر· فأمام النازح رحلة شهرية لتجديد الاقامة، وقبلها تخضعه الأجهزة الأمنية في الإقليم للتحقيق قبل إسكانه فيها بهدف التأكد من سلامة وضعهم وضمانا لعدم تسلل المسلحين· ويقول محافظ السليمانية دانا احمد مجيد بشأن التعامل الأمني مع النازحين إن الأجهزة الأمنية تراقب النازحين القادمين من الجنوب والوسط، وذلك بغرض الحفاظ على أمن المحافظة وحمايتها من وصول الإرهاب إليها الذي ينتشر في الوسط والجنوب، نافيا بشدة ان تكون هذه الإجراءات موجهة بغرض تضييق الخناق على النازحين إلى اقليم كردستان· وأشار إلى ان النازحين يقبلون بهذه الإجراءات لأنهم يدركون بعد حين أن امن الاقليم هو الأمل الباقي لهم للبقاء في دولة العراق· ولكن هذا الرأي لا يوافقه عليه محمد (نازح عربي سني إلى السليمانية)، حيث أكد أن التعامل الأمني مع النازحين خاصة من العرب السنة يختلف كثيرا عن التعامل مع غيرهم، مشيراً إلى بطء عملية استخراج الشهادات من قبل المحافظة والتعقيدات البيروقراطية، وتحول النازحين إلى متهم عليه اثبات براءته ومواجهة المراقبة الأمنية المشددة لفترات طويلة· وإذا تجاوز النازح ''بوابة الأمن'' الصعبة فإنه يجد نفسه أمام ''ملجأ الفقر''، فالحصول على عمل في كردستان مثل اصطياد سمكة في الصحراء، وإذا اصطاد السمكة فإنه لن يجد مسكناً لشوي السمكة!!· ويعمل العرب النازحون في وظائف بسيطة في أربيل والسليمانية كأعمال البناء والتشييد، ونادلين في المطاعم والمقاهي، أو أعمال الصيانة والتصليح والبيع في متاجر المدينة· ومن العوائق التي تواجه النازحين اختلاف اللغة، حيث إن غالبيتهم لا يعرف الكردية· وأكد أحد الأطباء المتخصصين الذين نزحوا إلى السليمانية أن الأوضاع الأمنية السيئة والقتل اليومي والنزاعات الطائفية واستهداف العقول والكفاءات هي الأسباب التي دفعته إلى النزوح من مدينته سامراء إلى السليمانية بحثا عن الأمن والاستقرار· وأضاف الطبيب المتخصص الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان أحد أصدقائه من الأطباء قتل قبل أسابيع في سامراء، وأنه كان يشهد عملية القتل يوميا بحق أصدقائه وأقربائه· بالنسبة للمسيحيين النازحين، فتقول الصحفية جنان بولس إن عدد سكان منطقة ''عين كاوة'' المسيحية في أربيل ارتفع من 12 ألفاً في عام 2003 إلى ما بين 22 ألفاً إلى 25 ألفاً في ،2007 بسبب نزوح آلاف المسيحيين من جنوب ووسط العراق· وقسم من النازحين هم من أبناء مناطق كردستان العراق وعادوا إلى قراهم الأصلية· الأكراد بدأوا في الضجر قد لا يخفى على أحد هنا في كردستان أن العراقي الكردي العادي بدأ يضجر ويتململ من الوافدين العراقيين العرب، فالنازحون يزاحمونهم في العمل وفي المسكن، حيث ارتفعت أسعار السكن بشكل خرافي في الإقليم بلغت في بعض المناطق مثل ''عنكاوة'' بأربيل إلى 300% في اقل من عامين· بل ارتفعت اصوات تحذر من ارتفاع نسبة العرب في الاقليم على حساب الكرد وتغير التوازن الديموجرافي المنطقة بسبب عمليات النزوح الواسعة· وهناك نسبة كبيرة من الشارع الكردي مستاءة من سماح سلطات الاقليم بدخول النازحين خاصة بعد موجة الغلاء الفاحش في كردستان العراق· وتختلف آراء أهالي مدينة السليمانية حول قدوم النازحين العرب، حيث يخشى ''غ· ألان'' الذي يعمل معلما وهو من سكان المدينة الأصليين من بقاء النازحين للأبد في المدينة، لافتا إلى أن بعض أغنيائهم قاموا بشراء عقارات، متخوفا من خلق كركوك ثانية في السليمانية· من جانبه يرى ''د· حسن'' وهو موظف حكومي أن إيواء العرب النازحين عمل إنساني، مشيراً إلى أن على الأكراد إيواء ضحايا الحروب النزاع الطائفي· واعتبر بعض المسؤولين الحكوميين أن نزوح الأطباء والمهندسين أصحاب التخصصات المهمة مفيد للمدينة التي تستفيد من خبراتهم· ويؤكد محافظ السليمانية دانا احمد مجيد أن النزوح إلى كردستان حالة صحية أفضل من الهجرة إلى خارج العراق، لأن هذه الطاقة الوطنية تبقى في الوطن تستخدم لخدمة المواطنيين· وأوضح أن النزوح بدأ إلى السليمانية بعد اندلاع اعمال العنف في وسط وجنوب العراق، حيث استقبل اهل المدينة القادمين بشكل جيد فيما تزداد اعداد النازحين يوما بعد يوم· وأضاف أنه يأسف لظروف نزوحهم، إلا أنه أكد تفهم اهالي المحافظة لقدومهم، خاصة أن الأمن مستتب· وقال محافظة السليمانية إن سكان المنطقة تعرضوا سابقا لعمليات نزوح اجباري متعددة في ظل نظام صدام حسين، وهو ما يفسر تفهم السكان لظروف النازحين العراقيين في الفترة الراهنة· واشار المحافظ إلى أنه في 1975 نزح أغلب سكان السليمانية إلى الديوانية والسماوة، وهناك تعامل سكان المحافظتين بشكل جيد، مما يدفع السكان إلى التعامل مع النازحين وفقا لمنطق رد الجميل· وأشار إلى أن هناك الكثير من المشكلات التي يعاني منها الاقليم خاصة محافظة السليمانية اقتصاديا واجتماعيا بسب النزوح الجماعي، وقال إن ظواهر مثل التسول وغيرها من الأمراض الاجتماعية لم تكن موجودة على الاطلاق في السليمانية وظهرت مع النازحين، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، وعدم تحمل البنية الأساسية لمدينة ومحافظة السليمانية لارتفاع عدد السكان في الفترة الأخيرة· ويشكو المحافظ من أن وضع الكهرباء والمياه في المحافظة اصبح صعباً بعد النزوح، حيث إن حصة المحافظة تقوم على اساس تعداد ،1975 حيث كان عدد السكان 300 الف فقط· ويعترف في النهاية بصعوبة ايجاد النازح فرصة عمل في المحافظة· وفي النهاية هناك شهادة النازح ''صبحي ·ن'' التي تصف حكاية ''العراق في جمل بسيطة'' ويقول إنه وجد بصعوبه عملاً في مقهى بأربيل، ولا يزيد دخله عن 100 دولار شهرياً، مما دفعه للسكن مع عشرات النازحين العراقيين من ديالى في سكن مشترك· ويصف وضعه بأنه أفضل من الموت على أيدي الميليشيات والأميركيين· ولكنه يشير إلى أن حياته أصبح هدفها الوحيد هو البقاء، فدخله لا يسعه أن يفكر سوى في تأمين المأكل والملبس· فاحلامه بالزواج قد تبخرت مثلما ''تبخر العراق'' على حد قوله· سوق الخطف يتأثر بارتفاع الأسعار!! كل السلع في العراق ارتفع سعرها، وتأثرت ''عصابات الخطف'' بارتفاع الاسعار فرفعت بدورها ثمن ''الفدية''· هكذا يحكي ''محمد· ن'' مبتسماً من كثرة البكاء، فقد خطف ابنه في بغداد ودفع له فدية 10 آلاف دولار في ،2006 ويقول ''أشكر الله جداً أنه لم يخطف في هذا العام، فالأسعار وصلت إلى 50 ألف دولار للطفل الواحد''· وذكر تاجر نازح من بغداد أنه دفع 300ألف دولار فدية لوالده لكون الخاطفين يعرفون أنهم عائلة غنية جداً، وانه نجح في استرداد والده بعد مقتل اثنين من مرافقيه بعد مفاوضات طويلة مع ''الخاطفين'' الذين طالبوا بنصف مليون دولار· ويؤكد ''جورج· ب'' أن الأسعار قبل أن ينزح من بغداد، ارتفعت بنحو 300% إلى 500%، خلال عام ،2007 وأن تشكيل عصابة للخطف'' اصبحت تجارة مربحة جدا في العاصمة العراقية· ويوضح أن الخطف لن ينتهي لأنه لم يصبح سياسة بل تجارة والاسعار ترتفع فيلجأ الشباب العاطل إلى الانضمام لعصابات الخطف من أجل الربح المالي وتوفير نفقات أسرهم!!· عثمان وعلي أسماء للقتل !! يجلس ''عمر· م'' في ركن في قهوة بالسليمانية، فهو قادم من بغداد تحت تهديد السلاح، بعد أن حاولت الميليشيات الشيعية قتله وخطفه أكثر من مرة - على حسب قوله- بسبب أن اسمه عمر· ويؤكد عمر أن اصدقاءه ومعارفه الذين يلقبون بـ''عثمان'' إما قتلوا أو خطفوا أو نزحوا أو غيروا اسماءهم ليستطيعوا الحفاظ على حياتهم· ويقول عمر ''إنك لو مررت على نقطة تفتيش تابعة لـ(جيش المهدي) في بغداد أو البصرة وكانت هويتك تحمل اسم عمر او ابوبكر أو عثمان فأنت مقتول لا محالة''· ويحكي كيف أن له صديقين من أب سني وأم شيعية يحملان اسم علي وعثمان، وكيف أن الأخ عثمان مهدد بالقتل دوماً لأنهم يعيشون في حي شيعي؛ مما يجعل هم وشغل الأخ ''علي'' الوحيدين هو تأمين حياة أخيه عثمان!· في المقابل، يحكي نازح شــــــيعي من الموصل ''حسين ·ع'' أن بالتــــــــوازي كيف أصبحت أسماء علي وحسين وحسن في شوارع الموصل هي تذكرة السفر إلى الموت، وأنه لم يعد هناك وجود لهذه الأسماء في المدينـــــــة خوفا على حياة اصحاب هذه الأسماء، بعد أن اصبحت ''الميليشيات'' السنية تقتل بدون تفرقة على اساس الأسماء التي تدلل على الهوية الطائفية· أساطير الموت ·· أب يأكل لحم ابنه! أب يأكل لحم ابنه، قصة مروعة تنتشر بين أوساط الشباب في السليمانية وأربيل، وكما يقول ''أ·ج· ع'' فإن تاجر سيارات من السليمانية كان يقوم بعملية شراء سيارات من بغداد منذ أكثر من عام، وخلال وجوده ببغداد خطف ''الارهابيون'' ابنه، وطالبوه بفدية بنحو 50 ألف دولار· وعاد التاجر إلى السليمانية ليجمع المبلغ، ثم عاد إلى بغداد ودفع المبلغ، وطالب بابنه فقال له ''الإرهابيون'' إنه سيصل بعد موعد الغداء· وأعد الارهابيون مائدة ضخمة للغداء وأصروا ان يأكل التاجر من اللحم، وبعد الغداء تعصب التاجر مطالباً بابنه فقالوا له لقد وصلك في معدتك، لقد أكلت لحمه!!!· وعاد التاجر إلى السليمانية مختلاً لا يتكلم ولا يزال يعاني الجنون· هذه القصة لم نستطع التأكد من صحتها، ولكن حتى في عدم صحتها فهي تعكس الاساطير التي صنعتها فظائع ما يحدث في وسط وجنوب العراق وينقلها النازحون أو المتنقلون عبر بغداد ومثلث الموت· ممنوع الاقتراب أو التصوير ! في مكان استخراج الاقامات للنازحين في أربيل كان الزحام شديدا ووسط اجراءات أمن مشددة، لدرجة تعرض الأمن الكردي لمندوبي ''الاتحاد'' أكثر من مرة حتى عند حديثهم مع النازحين خارج المكان ومنعنا كذلك من التصوير رغم حوزتنا على تصريح أمني لدخول أي مكان في إقليم كردستان!· وبعد احتجاجنا لدى إدارة الشؤون الخارجية جاء الرد بأنه يجب أخذ تصريح من وزير شؤون البشمركة لدخول المكان، وعندما طالبنا بهذا التصريح كانت الإجابة جاهزة انه غير موجود حاليا· وبعد مفاوضات قررنا إرجاء الزيارة لحين الحصول على التصريح، ولكن الوزير لم يكن موجوداً ··ولم نعلم إلى أين ذهب؟!! السياسة والذهب غزت السياسة سوق الذهب في كردستان، فخريطة العراق ''المذهبة'' أصبحت ظاهرة تنتشر فوق صدور البنات والشباب في شوارع اقليم كرستان، وفي قلب الخريطة ترسم رموز دينية أو مذهبية خاصة للعرقيات واصحاب المذاهب والاديان المختلفة· ويقول أحد تجار الذهب في أربيل إن الطلب من الشباب والشبات زاد على هذا النوع من الحلي بعد ،2005 بعد موجة النزوح الكبيرة من وسط وجنوب العراق، في محاولة من النازحين لإيجاد صلة بينهم وبينهم بيوتهم التي تركوها، كما أكد أن الحلي ذات الطابع السياسي اصبحت هي الموضة بعد سقوط نظام صدام حسين، مثل علم كردستان او خريطة كردستان ''الكبيرة''· غداً ·· الإسلام ·· مآذن الوسطية
المصدر: أربيل-السليمانية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©