سيكون عشاق الساحرة المستديرة على موعد الليلة مع اللاعب الذي بعث الأمل في بقاء الكرة الجميلة على قيد الحياة، إنه ليونيل ميسي و"ميسيدونا" كما يطلقون عليه والذي تغزلت فيه الصحافة البريطانية رغم الاعتراف أنه يشكل خطرا داهماً على الحلم الإنجليزي في الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال الأوروبي. صحيح أن هناك 3 أندية إنجليزية في مواجهة فريق أسباني، إلا أن ميسي قادر على صنع الفارق مع هذا الفريق الأسباني (برشلونة) وقيادته للحصول على اللقب الأوروبي رغم الحصار الإنجليزي الثلاثي (تشيلسي ومانشستر يونايتد وأرسنال)، وقد يبدأ النجم الأرجنتيني مسيرة إجهاض الحلم الإنجليزي الليلة. فمن جانبها خصصت صحيفة التايمز اللندنية تقريراً موسعاً عن ميسي تحت عنوان "أسطورة تتشكل"، جاء فيه أنه في سن الحادية والعشرين، يسير نجم البارسا والأرجنتين ليونيل ميسي في طريقه لكي يصبح واحداً من أعظم اللاعبين على مر العصور. وأضاف تقرير "التايمز" : "وإذا تحدثنا عن اللاعبين العظماء في كرة القدم فإننا لاشك سنذكر ستيفن جيرارد، فرناندو توريس، كريستيانو رونالدو، واين روني، كاكا، رونالدينيو، ومن الأجيال السابقة زين الدين زيدان، لويس فيجو، ولكن ليونيل ميسي لا يعد ضمن هؤلاء بل ينتمي إلى تصنيف آخر، فهو ليس مجرد لاعب عظيم ولكنه ساحر ويستحق أن يذكر إلى جانب مارادونا وبيليه، وقد يحقق مكانة تتخطاهما في نهاية مسيرته. وتنطوي تلك الكلمات على قدر من المبالغة من وجهة نظر البعض، ولكن يجب أن ننتظر حتى نهاية مباراتا قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي بين تشيلسي وبرشلونة ونسأل المدافعين الثلاثة الذين أمرهم جوس هيدينك أن يتجمعوا حول ميسي عندما يتسلم الكرة، ونسأل مشجعي تشيلسي، ونسأل مئات الملايين من مشاهدي التليفزيون المحايدين في العالم، وسوف يقرون بما يعرفه الآن كل شخص في أسبانيا، وما يعرفه المطلعون في كرة القدم في كل مكان، بأن ميسي هو أفضل لاعب في العالم وبلا منازع، فقد بدأ وهو في سن الحادية والعشرين من عمره يخطو في طريق المجد.
هنري: ميسي غير !
قال تيري هنري مؤخراً أنه لعب مع العديد من اللاعبين ولكنه يرى أن ليونيل يختلف عنهم تماما فهو لاعب فريد، ويدرك جيداً ماذا يفعل تماما مثلما كان يفعل مارادونا، ويرى هنري أن ميسي لاعب يتصف بالتركيز الشديد داخل أرض الملعب. وقال عنه كارلوس بيلاردو، المدرب المتوج بكأس العالم عام 1986 مع الأرجنتين، بأنه إذا قمنا بعمل تصوير بالأشعة لجسم ليونيل ميسي فسوف نجد شيئاً مستديراً ملتصق بنهاية قدمه، فهو يعشق كرة القدم، وعندما كان طفلاً صغيراً بدء لعب كرة القدم وهو في سن الرابعة من عمره، مع أطفال يكبرونه بعامين وكانوا يطلقون عليه اسم البرغوث. وعلى الرغم من البنية الضئيلة لميسي، فقد أصبح نجم فريقه ومازال كذلك حتى الآن في هذا الفريق الذي يعد أفضل فريق لبرشلونة على مر التاريخ. وقد التحق بالنادي عام 2001، وهو في سن الثالثة عشرة، وذلك بسبب عجز نادية الأرجنتيني لشراء لقاح هرمون النمو (الذي يؤخذ يومياً لمدة ثلاث سنوات) والتي كان في حاجة لها. وقال ميسي منذ عام ونصف تقريباً في مقابلة له بأن فلسفة نادي برشلونة لكرة القدم هي تبني اللاعبين الشباب، وأن تلك الفلسفة تناسبه تماماً، حيث أنها تدل على حبهم لكرة القدم، وقام برشلونة بنقل عائلة ميسي إلى أسبانيا ودفع راتباً لوالده الذي كان يعمل عاملاً في مصنع للحديد والصلب مما يثبت ذكاء المسؤولين عن النادي في ذلك الوقت في موسم عام 2004 ظهر ميسي لأول مرة في كامب نو ضد اليوفنتوس، وكان رونالدينيو حاضرا وغيره من النجوم في تلك المباراة، ولكن ميسي خطف الأضواء من الجميع، وبعد انتهاء المباراة قال كابيلو، مدرب اليوفي في هذا الوقت "من أين هذا الشيطان؟"، فقد كان يتحرك بسرعة خاطفة والكرة ملازمة لقدمه وخاضعة لسيطرته بشكل لا مثيل له، وواصل ميسي منذ هذا الوقت مسيرة الإبداع التي تأكدت من خلال أهداف تعد نسخة من تلك التي سجلها مارادونا في انجلترا عام 1986، فقد فعلها ميسي منذ عامين في كأس أسبانيا، وهدفه الذي سجله بالرأس في ريال مدريد في كامب نو، وهدفه مع الأرجنتين ضد المكسيك في يوليه 2007، وهناك هدف رائع من تسديدة قوية ومتقنة لم يصدقها مدرب الأرجنتين في ذلك الوقت، آلفيو باسيل، والذي قال بأنه يجب غلق الاستاد بعد ذلك لأنه لن تتكرر مثل تلك اللعبة بعد ذلك مرة أخرى. من خلال إحصاءات دوري الأبطال يتصدر ميسي لائحة التهديف برصيد 8 أهداف وهو الثالث في المساعدة في صنع الأهداف، وفاق ميسي رونالدو في معدل الأهداف التي يسجلها، وقال كابيلو: لا أحد في العالم يستطيع أن ينكر موهبة ميسي.
فالدانو: تفوق على مارادونا
بدروه قال مارادونا عن ميسي العام الماضي بأنه أناني جداً في استحواذه على كرة القدم، وهو الادعاء الذي كذبه رفاق ميسي في الفريق، ولكن خلال الأسابيع الأخيرة غير مارادونا رأيه واصفاً ميسي بأنه ظاهرة وأنه يسيطر على الملعب ويأمل أن يصبح ميسي أفضل منه. وقال فالدانو رفيق مارادونا في كأس العالم عام 1986، بأن ميسي في سن الواحد والعشرين يبدو لاعباً ناضجاً أكثر مما كان عليه مارادونا في نفس السن ولديه فرصة كبيرة مثل تلك التي كانت أمام بيليه من حيث اللعب في فريق كبير وهو فريق برشلونة، وهي الفرصة التي لم تتوفر لمارادونا وهو في نفس السن، فهو واحد من أعظم اللاعبين حيث يستمتع بلعب كرة القدم أكثر من أي شيء آخر، وهو يشعر وهو في الملعب كأنه ملك العالم، ولكي نتأكد من هذا علينا مشاهدته في مباراة الليلة التي تجمع بين البارسا والبلوز في دوري أبطال أوروبا.
عدد اليوم
