الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سفن التبريد التقليدية تسقط أمام الحاويات العصرية

سفن التبريد التقليدية تسقط أمام الحاويات العصرية
13 فبراير 2011 21:22
تتسم الحركة في مخازن السلع المبردة الضخمة المجاورة لمرافئ افونموث في بريستول بالنشاط الشديد حيث تنشغل روافع الشوكة بنقل المنصات التي تحمل التفاح الشيلي والحمضيات الجنوب أفريقية وغيرها من البضائع القابلة للفساد. غير أن هذه البضائع لم تصل بالطريقة التي توقعتها شركة ميناء بريستول حين قامت ببناء الميناء عام 2003. بحسب سايمون بيرد رئيس تنفيذي الشركة لم تأت سفينة تبريد تقليدية واحدة (سفينة ذات غرف مبردة تحت مستوى سطحها) إلى المرفأ القريب من المخازن المبردة طوال العام الماضي. ولكن الميناء منشغل بمناولة البضائع القابلة للتلف التي تصل في سفن الحاويات أو منشغل بفرز الأغذية القادمة في حاويات من موانئ أخرى. وهذا المشهد يوضح مدى التغير الذي حدث لتجارة البضائع القابلة للتلف مثلها مثل العديد من السلع الأخرى خلال الخمسين عاماً الفائتة وتحولها عن السفن التقليدية إلى سفن الحاويات. وتتوقع مؤسسة “دروري شيبنج كونسلتانتس” الاستشارية المتمركزة في لندن أن تستحوذ الحاويات على حصة متزايدة من تجارة الأغذية العالمية التي تنمو على نحو مطرد. وينتظر أن تزيد حصة سفن الحاويات من 64,9% عام 2010 إلى 75,7 % عام 2015 حسب توقعات مؤسسة دروري في تحليلها لقطاع النقل البحري الذي صدر في سبتمبر 2010. والسؤال الآن هو ما إذا كان في مقدور نشاط سفن التبريد التقليدية مقاومة سيطرة سفن الحاويات؟. يذكر أن قطاعات شحن أخرى تكاد تكون اختفت منذ أبحرت أول سفينة حاويات عام 1956. غير أن بوريس جيرسلينج رئيس تنفيذي “نيكول”، فرع سفن التبريد التقليدية لشركة خطوط “إن واي كيه اليابانية” للنقل البحري، واثق من أن مناولة سفن التبريد لبعض السلع تتم بأسلوب فائق الجدوى لدرجة تضمن استمرارها. في ذلك يقول جيرسلينج: “إذا ما تعلق الأمر بفاكهة بالغة التأثر فإننا نفضل طريقة شحن ومناولة أفضل من الحاويات”. غير أن شركات تصدير شيلية تحولت تماماً من سفن التبريد التقليدية الى سفن حاويات شركة “سي إس ايه” في التي تعد أكبر شركة في شيلي في مجال النقل بسفن الحاويات التي تتردد على ميناء افونبوث في بريستول. في ذلك قال بيرد: “إن سفن سي إس ايه في تُحمّل بكاملها بما كانت تحمله سفن التبريد التقليدية سابقاً، فالسوق تحولت بشكل كبير نحو سفن الحاويات”. غير أن حركة نقل الفواكه والخضراوات مرتبطة جداً بحدود زمنية وكمياتها المنقولة من الصغر لدرجة أن عادة ما تفرغ الحاويات في محزن تبريد في مرحلة ما في رحلتها. إن عمليات تفريغ الحمولة تضر بإحدى مزايا الحاويات الهامة، فالبضائع المنقولة في حاويات يفترض أن تخضع لعمليات مناولة أقل من تلك البضائع التي تحمل أو تفرغ من حيز التخزين الموجود في سفن التبريد التقليدية. ويقول ينتزي بيتنويرف مدير سيتريد أكبر مشغل سفن تبريد تقليدية إن في مقدور سفن التبريد التقليدية نقل موز مقطوف في الاكوادور الى مخزن تبريد في انتويرب بعد 16 يوماً. ومن الصعب على سفن الحاويات (التي بها حمولات أخرى حساسة) أن تجاري هذه المدد الزمنية بالنظر إلى أنه ليس للموز سوى فترة 45 يوماً بعد القطف ليعرض للبيع. ويعني هذا العامل وغيره من العوامل أنه رغم توقع دروري أن تتراجع حصة سفن التبريد في تجارة الموز من 67% عام 2010 إلى 53% عام 2015 إلا أن السفن التقليدية ستحتفظ بحصة كبرى في سوق الموز. في ذلك يقول نيتزي إن سوق الموز وغيرها من أسواق معينة تعتبر سوقاً تخصصية. غير أن هناك أسباباً هامة لاعتقاد أن سوق السفن التقليدية ستظل مقصورة على سلع معينة. ويشير أليكس دي بروين. مدير تجارة جنوبي أفريقيا في “سافمارين” مشغل الحاويات التابع لشركة “ايه بي مولر - مارسك”، إلى أن سفن الحاويات تغادر جنوب أفريقيا وغيرها العديد من الأماكن الأخرى كل يوم تقريباً الى أوروبا. وقد ينتظر عملاء سفن تبريد تقليدية لأكثر من أسبوع قبل الإبحار. ويطلب عملاء من موردين أن ينقلوا مخازن تبريد إلى أماكن قريبة من مراكز المزارع ومراكز توزيع متاجر السوبر ماركت الكبرى بعيداً عن الموانئ. وسيكون من الأسهل خدمة مخازن التبريد الكائنة في أماكن نائية بعيدة عن السواحل البحرية من خلال استخدام الحاويات. وحتى في الأسواق التي تعتبر فيها أجهزة التحكم الفائقة في الحرارة ومعدات التبريد المركبة في السفن التقليدية ميزة مهمة يتوقع دي برون أن تطوير تكنولوجيا سفن التبريد التقليدية سيعمل على تضييق الفرق بين السفن التقليدية وسفن الحاويات. غير أن برون يرى أن الفروق المتنامية بين أساطيل سفن التبريد العتيقة والأجيال الجديدة من سفن الحاويات الضخمة ذات الكفاءة العالية سيضر قطعاً بالسفن التقليدية. ويقول برون إن سفن الحاويات آخذة في الضخامة وبالنظر إلى حجوم الاقتصادات الهائلة فهي تعد أفضل لمشغلي السفن. ويضيف أن مشغلي السفن التقليدية سيتضررون من ذلك فيما بين الأجل القريب والأجل المتوسط. نقلاً عن فاينانشيال تايمز ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©