الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشرف: الغـرب لا يفهمنـا

مشرف: الغـرب لا يفهمنـا
7 نوفمبر 2007 02:14
على الرغم من أن الجنرال ''برويز مشرف'' قد برر قراره بفرض حالة الطوارئ، بالقول بأن ذلك القرار سيساعده في الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب، إلا أن الحقيقة هي أنه قد يؤدي إلى إضعاف قدرته على كبح مقاتلي القاعدة الذين يهددون المصالح الأميركية· وفي هذا يقول الدبلوماسيون الأجانب في ''إسلام أباد'' إن كل خطوة يتخذها الجنرال لتعزيز قبضته على السلطة باسم الاستقرار، لا ينتج عنها في الحقيقة سوى زعزعة لهذا الاستقرار، كما يقول خبراء أجانب متخصصون في الشؤون الباكستانية إن قرار الجنرال سيستنزف ما تبقى له من رصيد شعبي، كما أنه سيؤثر سلبا على الحملة ضد الإرهاب وذلك بعد أن سحب الآلاف من قواته من تلك المواجهة ودفع بها إلى الشوارع لقمع المعارضة· وكان الرئيس الأميركي ''جورج بوش'' قد حث الجنرال مشرف على عقد الانتخابات في موعدها والتخلي عن منصبه العسكري، ولكنه لم يعط سوى تلميحات قليلة تدل على أن بلاده قد تقوم بإجراء تغيير حقيقي في سياستها مع المؤسسة العسكرية الباكستانية من مساعدات مالية لا تقل عن عشرة مليارات دولار منذ عام ·2001 وقد استدعى الجنرال مشرف أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي إلى مقره الرسمي في إسلام أباد، وأطلعهم على الأسباب التي دعته لفرض حالة الطوارئ· ويقول اثنان من الدبلوماسيين الغربيين إن اللقاء لم يؤد سوى لزيادة قلقهم بشأن تركيز الجنرال على القضاء على خصومه السياسيين أكثر من تركيزه على التصدي للإرهاب، وان الجنرال شن في بداية اللقاء هجوما على خصومه السياسيين، خص فيه المحكمة العليا بالنصيب الأكبر من النقد، وأنه وعندما طلب منه الدبلوماسيون الغربيون أن يشرح لهم ما إذا كانت لديه خطط محددة للانقضاض على الإرهابيين لم يقدم سوى إجابة غامضة، وطلب من العسكريين الباكستانيين الحاضرين في الاجتماع أن يقدموا إيجازا للدبلوماسيين عن هذا الموضوع؛ كما اشتكت السفيرة الأميركية في إسلام أباد من أن الإجراءات التي اتخذها مشرف كانت ''صارمة إلى حد استثنائي''، وخصوصا إقدامه على القبض على ناشطي حركات حقوق الإنسان التي رأت السفيرة أنها آخر مجموعه يمكنها أن'' تمثل تهديدا للأمن القومي في باكستان''، وهو ما رد عليه ''مشرف'' بقوله: إن سفراء الدول المتقدمة ''لا يفهمون باكستان''! يقول المحللون المتخصصون في الشؤون الباكستانية إن الإجراءات الاستثنائية، التي اتخذها الجنرال مشرف ضد المحاكم الباكستانية، ووسائل الإعلام، والعنف الذي تعامل به رجال الأمن مع المحامين الذين يعتبرهم الجنرال أكبر تهديد يواجه حكمه، لن يكون لها تأثير يذكر في مناطق القبائل، التي يُعتقد على نطاق واسع أن مقاتلي القاعدة ينشطون فيها، لأن القضاة الحكوميين لا يتمتعون سوى بصلاحيات محدودة في تلك المناطق· وفي خطاب ألقاه بعد إعلان الأحكام العرفية في بلاده بساعات رفض الجنرال ''مشرف'' هذه الحجة قائلا: إن باكستان غير مهيأة للديمقراطية بعد، وأن الغربيين الذين ينادون بتطبيقها في باكستان لا يعرفون شيئا عن ظروف البلاد''، وقال أيضا: ''أرجوكم لا تتوقعوا منا أو تطالبونا بنفس مستوى الديمقراطية المطبق في بلادكم، نحن نحاول أن نتعلم ونعتقد أننا نتعلم منكم بشكل جيد، لذلك أرجو منكم أن تمنحونا بعض الوقت''· ويتهم مشرف المحكمة العليا التي يرأسها القاضي ''افتخار محمد شودري'' بأنها قد أقدمت على اتخاذ قرارات تعزف على نغمة العداء لأميركا، وتخاطب المشاعر الشعبية، كما قامت بالإفراج عن 61 رجلا متهمين بالانتماء إلى الجماعات الإسلامية وأعادت افتتاح مدارس المتشددين التي كانت الحكومة قد أغلقتها، وهو ما أدى في مجمله إلى إعاقة جهود الحكومة الباكستانية في مقاومة الإرهاب· ويقول عسكريون سابقون إن ''مشرف'' ظل يحاول على مدار الخمس سنوات الماضية احتواء نشاط الجماعات الإسلامية في مناطق القبائل، ويقوم بتفعيل الإصلاحات الأخرى، غير أنه فشل في ذلك، وتبدى هذا الفشل بوضوح العام الماضي بعد أن ركز الجنرال معظم جهوده على المحافظة على سلطته· ويقول ''طلعت مسعود'' -وهو جنرال سابق ومحلل سياسي حالي-: إن السبب الرئيسي لنشاط الجماعات الإسلامية، هو غياب الديمقراطية والافتقار إلى الحكم الرشيد، والاثنان تم إغفالمها من جانب مشرف من أجل تحقيق مكاسب قصيرة الأمد ولكنه لم يعد قادرا الآن حتى على تحقيق مثل هذه المكاسب''· ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
المصدر: إسلام أباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©